جورج وسوف... جريح في طائرة الماضي

جورج وسوف... جريح في طائرة الماضي

21 يناير 2019
يظهر وسوف في الفيديو بحزن وسط مظاهر ثراء (يوتيوب)
+ الخط -
أثار الفنان جورج وسوف الكثير من الجدل عقب طرحه لفيديو كليب أغنيته الأخيرة "حال الجريح"، التي قام بطرحها منذ ما يقارب الأسبوع، وحصدت الأغنية نسبة مشاهدة عالية على موقع "يوتيوب"، إذ تجاوزت المشاهدات المليون والمئتي ألف. الأغنية من كلمات صابر كمال، وتلحين عادل العراقي، وتوزيع طوني سابا، وإخراج مايا عقيل.

يبدأ الكليب بصعود وسوف لطائرة خاصة، فيجلس بداخلها، ويغمض عينيه. هنا، يتم عرض لقطات متفرقة من حفلات قديمة لوسوف، تم تصويرها بالأبيض والأسود، في محاولة منه للإشارة بطريقة مباشرة، إلى الماضي الفني الذي يحظى به، وللإشارة أيضاً إلى أن محتوى الأغنية والفيديو كليب هو سرد خاص وشخصي متعلق به.

ويبدو من كلمات الأغنية أن وسوف يعاني الوحدة، التي وصل إليها بسبب مرضه وغيابه عن الساحة الفنية لأعوام، ولكنه يظهر في الكليب بصورة المتعجرف الثري، الذي لا يعطي أهمية للأشخاص المحيطين به والمقربين منه، ولا حتى يعطي أهمية للجمهور، فيظهر بالكليب وسط مسرح ممتلئ بالجمهور المتحمس والمصفق له، وعندما يغني يظهر المسرح فارغاً من الجمهور باللقطة التالية، ليوحي لنا من خلال تلك المشاهد بأنه رغم التفاف العالم حوله وتعلق الناس به، أنه يشعر بالوحدة، فهو لا يعطي هؤلاء الأشخاص أي أهمية. وفي لقطات مشابهة في الكليب، يهمش وسوف الناس المحيطين به وأصدقاءه في لقطات تجمعهم به في منزله وعلى طاولة الأكل، وتترافق تلك المشاهد بكلمات الأغنية: "عشمي تقطع في الناس، ما فيش إحساس، ياقلتك يا كتير، لمة وخلاص". وعلى عكس تهميش هؤلاء الناس، يظهر وسوف برفقة كلبه وهو يقوم بملاعبته، ويوحي في الفيديو بأنه يفضل كلبه على جميع الناس في محيطه.

يظهر وسوف في الفيديو كليب بحزن مبالغ فيه وسط مظاهر ثراء فاحشة، إذ يُظهر أبو وديع ممتلكاته بطريقة استعراضية، فيصور بلقطات عامة وجوية قصره الكبير ليبين ضخامته وما يحتويه من حدائق وبرك مياه، ويركز في تصويره على تصاميم وماركات سياراته الفخمة، بالإضافة إلى طائرته الخاصة. كما أن الكليب يستعرض مظاهر الترف والأنا المتضخمة حتى في أبسط الأشياء، إذ تركز الكاميرا في عدة لقطات على طاولة النرد الخاصة بوسوف، التي حفر اسمه على كل حجر ورقعة فيها.

ويحاول صاحب "سلف ودين" خلال الكليب أن يصدر فكرة مناقضة لما سبق، وهي أنه بسيط ومتواضع، لكن هذه الفكرة تأتي بشكل فظ؛ ففي لقطات من العمل، ينزل رغم ثرائه إلى أماكن شعبية، ليتناول منقوشة وسط أشخاص بسطاء لا يشعر معهم بالوحدة. علماً أن وسوف طرح الكليب عقب موجة من الانتقادات التي طاولته مؤخراً، بعدما تداول الناس فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقوم بطرد أحد روّاد حفلته، التي قام بإحيائها في ليلة رأس السنة في الأردن، بسبب قيام الأخير بالتدخين خلال غنائه. والجدير بالذكر أن الأغنية التي طرحها أبو وديع مؤخراً تأتي ضمن مجموعة من الأغاني المنفردة التي قام بطرحها خلال الأعوام الماضية بعد عودته للساحة الفنية عام 2013. وكان آخر ألبوم قد قام بطرحه هو ألبوم "الله الكريم" عام 2009.

المساهمون