هبوط أسعار الكمون في الجزيرة السورية تزامناً مع موسم جني المحصول

هبوط أسعار الكمون في الجزيرة السورية تزامناً مع موسم جني المحصول

16 مايو 2024
مزارع سهل الروج بريف ادلب الغربي، 27 نيسان 2024 (معاوية أطرش/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انخفضت أسعار الكمون في الجزيرة السورية إلى الثلث مقارنة بالعام الماضي، مع بدء المزارعين بحصاد المحصول، حيث وصل سعر الكيلوغرام إلى ثلاثة دولارات في أسواق الحسكة والقامشلي وغيرها.
- تعرض المزارعون لخسائر فادحة بسبب العواصف المطرية المصحوبة بالبرد وانخفاض أسعار الكمون، مما جعل ريع المحصول لا يغطي حتى نصف تكاليف الزراعة، في ظل شراء البذار بأسعار مرتفعة.
- يعزو تجار الحبوب والمواد العطرية انخفاض أسعار الكمون إلى قلة الطلب داخليًا وخارجيًا، مع توقعات ببقاء الأسعار منخفضة حتى فتح باب التصدير أو بدء موسم الزراعة القادم، فيما تجاوزت المساحة المزروعة بالكمون 40 ألف دونم.

أكد تجار حبوب ومحاصيل عُطرية في الجزيرة السورية، شمال شرقي البلاد، اليوم الخميس، انخفاض أسعار الكمون إلى الثلث مقارنة مع العام الفائت، وذلك تزامناً مع بدء المزارعين بحصاد المحصول. ووصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى ثلاثة دولارات في المنطقة، لا سيما أسواق الحسكة والقامشلي والمالكية والدرباسية، والتي تُعد المناطق الرئيسية في زراعة الكمون، بعدما كان يُباع بمبلغ بين تسعة و15 دولاراً في بداية الموسم الزراعي الحالي العام الفائت.

ويقول المزارع ياسر حسين من ريف القامشلي الجنوبي، لـ"العربي الجديد"، إنه زرع مساحة 60 دونماً من أرضه بمحصول الكمون، وقد تعرض لخسائر فادحة نتيجة العاصفة المطرية المصحوبة بالبرد مؤخراً. ويتابع حسين: "تعرض أكثر من 40% للتلف نتيجة للعاصفة، أما ما جنيته من المحصول فإن ريعه لا يكاد يغطي نصف مصروف زراعته، نظراً لانخفاض أسعار الكمون في الأسواق، والذي لا يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد ثلاثة دولارات، بينما اشتريت كيلو البذار بمبلغ 12 دولاراً، يُضاف إليه مستلزمات الإنتاج من فلاحة وأجور الحصاد وثمن المحروقات وأجور النقل".

أما محمد سعيد مزارع من ريف عامودا فيقول لـ"العربي الجديد" إن "أسعار الكمون حالياً في الأسواق منخفضة، خاصة أن الكمون من المحاصيل العطرية المكلفة وأكثرها تعرضاً للإصابات والخسارة". ويتابع: "اشترينا البذار في بداية فبراير/شباط وقتها كان سعر الكيلو  أكثر من 12 دولاراً ووصل الى 14 دولاراً"، متسائلاً: "هل من الممكن أن يهبط السعر خلال أربعة أشهر بهذا المقدار"، مؤكداً أن "هناك تحكماً بالأسعار من قبل التجار".

وأضاف أنه "مع هذه الأسعار البخسة، لا أحد من المزارعين سيبيع المحصول بل سيخزّنه ليتجنب خسارة فادحة، فكل دونم يكلف قرابة 23 دولاراً من بدل الفلاحة والزراعة وثمن البذار، عدا عن ارتفاع اليد العاملة في الحقول. ومثلاً، كل عامل يتقاضى 8 آلاف ليرة عن الساعة والواحدة، عدا عن مصاريف التجميع وثمن الدرز بالحصادة، وكلها  تكاليف عالية تجعل من غير الممكن أن تكون أسعار الكمون بهذا المستوى، لكن تحكم التجار وحاجة بعض الناس يجبران على البيع لتغطية تكاليفه".

بدوره، قال حمدو الشيخ، وهو أحد تجار الحبوب والمواد العطرية في القامشلي، لـ"العربي الجديد" إن "سبب انخفاض سعر الكمون يعود لقلة الطلب على شراء الكمون داخلياً وخارجياً"، ويرد الشيخ ارتفاع الموسم الفائت إلى بيعه لتجار من المحافظات السورية الداخلية مثل حلب ودمشق، والتصدير إلى دول الجوار، لا سيما العراق. وتوقع أن تبقى أسعار الكمون منخفضة لحين فتح باب تصديره للخارج أو بدء موسم زراعته في الموسم القادم.

ووفقاً لمسؤولين في هيئة الزراعة والري التابعة للإدارة الذاتية، بلغت المساحة المزروعة بالمحاصيل العطرية والطبية كالكمون والكزبري وحبة البركة واليانسون والحلبة ما يقارب 73 ألف دونم، القسم الأكبر منها زرع بمادة الكمون حيث تجاوزت 40 ألف دونم في الجزيرة السورية بشقيه المروي والبعلي. وكانت مساحات واسعة من الحقول المزروعة بمحصول الكمون في الجزيرة السورية قد تعرضت هذا الشهر، لعواصف مطرية مصحوبة بالبرد من جهة والى أمراض وفشل في النمو من جهة ثانية، الأمر الذي كبّد المزارعين خسائر مادية كبيرة.