قائمة أكبر 100 بنك عالمياً يخترقها مصرفان عربيان قطري وإماراتي

قائمة أكبر 100 بنك في العالم لعام 2023 يخترقها مصرفان عربيان قطري وإماراتي

17 مايو 2023
الصين تهيمن على المراتب الأولى بين عمالقة المصارف العالمية (فرانس برس)
+ الخط -

لم يُسجّل العرب في لائحة أكبر 100 مصرف من حيث الأصول حول العالم إلا خرقين حققهما بنكان خليجيان هما "بنك قطر الوطني" الذي حل في المركز الـ95، و"بنك أبوظبي الأول" الإماراتي في المرتبة الأخيرة.

 فماذا في تطورات خريطة المصارف العالمية لعام 2023؟

بحسب لائحة أعدتها "ستاندرد أند بورز غلوبال"، يظهر أن المصارف الصينية وسّعت هيمنتها كأكبر عمالقة القطاع على مستوى العالم سنة 2022، متجاوزة الانخفاضات في الميزانيات بين نظرائها العالميين، وسط ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ النمو الاقتصادي.

وارتفع عدد المصارف الصينية في تصنيف "ستاندرد أند بورز غلوبال ماركت إنتلجنس" S&P Global Market Intelligence لأكبر 100 بنك في العالم من حيث الأصول إلى 20، صعوداً من 19 في عام 2021، بعد أن انضم بنك "نينغبو" Ningbo Co. Ltd. إلى القائمة ليحل في المرتبة 89، بينما واصلت أكبر مصارف البلاد الاحتفاظ بالمراكز الأربعة الأولى.

كذلك زادت الأصول الإجمالية بنسبة 2.4% في 19 بنكا صينيا ظهرت في قائمتي العامين على التوالي. ووسعت أكبر 4 مصارف صينية أصولها بنسبة 4.1% إلى 19.871 تريليون دولار من 19.081 تريليون دولار في الاثني عشر شهراً المنتهية في 31 ديسمبر/كانون الأول 2022. وقاد البنك الزراعي الصيني المحدود مكاسب الأربعة الكبار بزيادة 7.5%.

وأظهرت البيانات أن إجمالي الأصول في المصارف اليابانية الثمانية المدرجة في القائمة تقلص 8.8% عام 2022، في حين أن الأصول في 11 بنكاً أميركياً تراجعت 0.4%.

وكان 2022 "عاماً صاخباً من الصدمات وتزايد عدم اليقين"، وفقاً لما أوردته "ماكينزيز غلوبال بانكينغ أنيوال ريفيو" McKinsey's Global Banking Annual Review في تقرير كانت نشرته في ديسمبر/كانون الأول 2022، لافتة إلى أن "المصارف انتعشت من تداعيات وباء كورونا مع نمو قوي في الإيرادات، لكن السياق تغير بشكل كبير. فالآن سلسلة من الصدمات المترابطة - بعض الآثار الجيوسياسية وغيرها من الآثار الاقتصادية والاجتماعية للوباء - تؤدي إلى تفاقم الهشاشة".

التضخم والحرب

وقد أدى ارتفاع التضخم وجموح أسعار الفائدة والحرب الروسية الأوكرانية إلى إضعاف النمو الاقتصادي العالمي ومعنويات المستثمرين في عام 2022. وبلغ إجمالي الأصول التي يحتفظ بها أكبر 100 بنك حتى نهاية عام 2022 ما مجموعه 111.965 تريليون دولار، بانخفاض 1.5% من 113.674 تريليون دولار في العام السابق.

ولم يكن المقرضون الصينيون محصنين من هذه الضغوط حيث تراجع نمو الإقراض الكلي إلى 11.1% في عام 2022 من 11.6% في عام 2021، وفقاً لبيانات البنك المركزي للبلاد.

ومع ذلك، كانت هذه الوتيرة أقوى بكثير مما كانت عليه في معظم أنحاء العالم، حيث حافظ بنك الصين الشعبي على تحيز التيسير بينما رفعت معظم المصارف المركزية الرئيسية، بقيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أسعار الفائدة بشكل حاد لمواجهة التضخم المرتفع منذ عقود.

أما أكبر صعود في القائمة فكان لمجموعة "يو بي إس غروب إيه جي" UBS Group AG، التي صعدت إلى المركز 20 من المركز 34 في عام 2021. وتم تعديل حجم أصولها البالغ 1.608 تريليون دولار بسبب دمج مجموعة "كريدي سويس" Credit Suisse Group AG المتعثرة، والتي وافق "يو بي إس" على توليها في صفقة طارئة نظمتها السلطات السويسرية في مارس/آذار المنصرم.

ويتوقع "يو بي إس" إنهاء الأنشطة غير الأساسية خلال السنوات الثلاث إلى الأربع القادمة، بما في ذلك فروع من بنك "كريدي سويس" الاستثماري.

ووضع هذا الاتفاق "يو بي إس" في مرتبة متقدمة على المصرفين الفرنسيين "غروب بي بي سي إي" Groupe BPCE و"سوسييتيه جنرال" Société Générale SA، اللذين تراجعا مرتبتين إلى المركزين 21 و22.

وانخفض "دويتشه بنك إيه جي" إلى المركز 27 من 22. كما انخفضت الأصول المرجحة بالمخاطر للمقرض الألماني بنسبة 13% في عام 2022، حيث كان يعمل من خلال عملية إعادة هيكلة طويلة الأمد وإزالة المخاطر.

وقد تواجه مصارف منطقة اليورو نمو الأصول المقيد هذا العام، حيث قال نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لويس دي جويندوس في 26 مارس الفائت، إن المخاوف الأخيرة بشأن السيولة المصرفية من المرجح أن تؤدي إلى تشديد معايير الائتمان.

تحسّن أحوال بنوك منطقة آسيا والمحيط الهادئ

هذا وارتفع العدد الإجمالي للمقرضين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ضمن القائمة إلى 43 من 41 مع انضمام "ماكواري" Macquarie Group Ltd إلى بنك "نينغبو" Ningbo كمستثمر جديد. واحتل المقرض الأسترالي المرتبة 97، مهيمناً على إحدى الخانات التي أخلتها المصارف الأميركية والأوروبية.

بالإجمال، ارتفع تصنيف 22 مصرفاً في آسيا والمحيط الهادئ عام 2022، وانخفض 14 مصرفاً واستقر 7. وسجلت 10 مصارف صينية زيادات، وهو أعلى رقم في المنطقة. وكانت هناك انخفاضات طاولت 7 من المصارف اليابانية الثمانية.

تدفقات الودائع الخارجة تقلص المصارف الأميركية

إلى ذلك، عانت المصارف الأميركية عموماً من انخفاض الأصول في عام 2022، حيث دفعت السياسة النقدية الأكثر تشديداً العملاء إلى سحب الودائع التي تراكمت خلال فترة الوباء. وفاق تراجع السيولة النقدية والأوراق المالية النمو القوي للقروض، والذي كان مدفوعاً بالتضخم المرتفع والاقتصاد السليم.

وتنطبق الاتجاهات على 11 مصرفاً أميركياً من بين أكبر 100 بنك في العالم وعلى المقرضين في البلاد ككل.

وأثبتت تدفقات الودائع الخارجة لعام 2022 أنها مقدمة لأزمة سيولة ظهرت في مارس الماضي، وتهدد بتقييد الإقراض. وكانت المصارف الأميركية قد أبلغت فعلاً عن تشديد معايير التسليفات بسبب مخاوف الركود في نهاية العام الماضي.

وكان بنك "يو إس بانكورب" US Bancorp صاعداً لافتاً للانتباه في التصنيف العالمي، حيث قفز 9 مراكز إلى المرتبة 51. وزادت أصوله 17.7% بفضل الاستحواذ على جزء كبير من عمليات مجموعة "ميتسوبيشي يو إف جيه" Mitsubishi UFJ Financial Group Inc.

أكبر 15 مصرفاً على مستوى العالم في 2023

وفي تفاصيل القائمة المشار إليها، حل في المركز الأول البنك الصناعي والتجاري الصيني المحدود بأصول قيمتها 5742.86 مليار دولار، تليه شركة بنك التعمير الصيني 5016.81 ملياراً، البنك الزراعي الصيني المحدود 4919.03 ملياراً، وبنك الصين المحدود 4192.12 ملياراً، لتحتل الصين بذلك المراكز الأربعة الأولى.

وفي المركز الخامس تأتي المجموعة الأميركية العملاقة جي بي مورغان تشايس وشركاه بأصول 3665.74 مليار دولار، ثم بنك أوف أميركا كورب 3051.38، مجموعة ميتسوبيشي يو إف جي المالية إنك اليابانية 2967.91، أتش إس بي سي هولدينغز بي إل سي البريطاني 2864.59، بي إن بي باريبا إس إيه الفرنسي 2849.61، ومجموعة كريدي أغريكول الفرنسية 2542.61.

وفي المراتب اللاحقة حلت شركة سيتي غروب الأميركية 2416.68 ملياراً في المرتبة 11، تليها شركة بنك التوفير البريدي الصيني المحدودة 2039.56 (12)، مجموعة سوميتومو ميتسوي المالية إنك اليابانية 2006.75 (13)، مجموعة ميزوهو المالية إنك اليابانية 1909.35 (14)، شركة بنك الاتصالات المحدودة الصينية 1883.72 (15).

أما "بنك قطر الوطني" الذي حل في المركز الـ95 فقد بلغت أصوله الإجمالية 323.56 مليار دولار، مقابل أصول بلغ مجموعها 302.22 مليار للمصرف الإماراتي "بنك أبوظبي الأول" الذي قبع في المرتبة الأخيرة على هذه اللائحة.

المساهمون