طرح شركة أبراج ببورصة مسقط.. تنويع محفظة التمويل بإسناد سعودي ألماني

طرح شركة أبراج ببورصة مسقط.. تنويع محفظة التمويل بإسناد سعودي ألماني

13 فبراير 2023
ارتفاع في حجم الطروحات (Getty)
+ الخط -

يتم طرح 49% من أسهم شركة أبراج لخدمات الطاقة، للاكتتاب العام في بورصة مسقط قريباً بما يوازي نصف مليار دولار، ما يؤشر إلى مضي سلطنة عمان قدما في أهدافها الخاصة بتنويع محفظة تمويل مشروعات الطاقة، والتخارج الحكومي من 30 مشروعا حتى عام 2026.

وستحتفظ جهات المساهمة البائعة في أبراج، وهي محطة غاز مسندم، وشركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج، وشركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج، بالحق في تعديل حجم الطرح في أي وقت قبل نهاية فترة الاكتتاب وفقاً لتقديرها الخاص، وبناءً على القوانين المعمول بها، وبعد موافقة الهيئة العامة لسوق المال في سلطنة عمان، بحسب ما أورده بيان أصدرته الشركة التابعة لأوكيو العمانية.

والتاريخ المتوقع لقبول إدراج الأسهم للتداول في بورصة مسقط هو 14 مارس/آذار المقبل بعد الحصول على الموافقات التنظيمية ذات الصلة.

ووفق بيان الشركة، فإن الطرح سيتم ضمن فئتين، الأولى مخصصة لكبار المستثمرين والثانية مخصصة لصغار المستثمرين، مشيرة إلى تحديد النطاق السعري للطرح المخصص للفئة الأولى بين 242 و249 بيسة للسهم، ما يعني تراوح إجمالي القيمة السوقية بين 186.39 مليون ريال عماني و191.78 مليون ريال عماني (484.13 مليون دولار و498.13 مليون دولار).
ويبلغ الحد الأدنى للاكتتاب في الفئة الأولى 803,300 سهم ومن ثم مضاعفات 100 سهم بعد ذلك، فيما يبلغ في الفئة الثانية نحو 1000 سهم ومن ثم مضاعفات 100 سهم بعد ذلك.

أما الحد الأقصى للاكتتاب، فيبلغ في الفئة الأولى لغير المستثمرين الرئيسيين 37.739 مليون سهم، تمثل 10% من حجم الطرح، ويبلغ للمستثمرين الرئيسيين نحو 75.479 مليون سهم، تمثل 20% من حجم الطرح، فيما يبلغ لمستثمري الفئة الثانية نحو 803,200 سهم.

وجهات الاستثمار الرئيسية في الطرح هي: الشركة السعودية العمانية للاستثمار، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، وشؤون البلاط السلطاني العماني، وشركة "شلمبرجر" الألمانية، بالتزام إجمالي قدره 37.588 مليون ريال عماني، ما يمثل 40% من حجم الطرح.

ويمثل الطرح المخصص لفئة صغار المستثمرين ما لا يقل عن 15% من إجمالي حجم الطرح، وهو موجه للمستثمرين الأفراد في سلطنة عمان، وفي حال كان الطلب زائدا عن هذه النسبة يمكن زيادة حجم الطرح المخصص لهم إلى 35% من إجمالي حجم الطرح كحد أقصى، بحسب بيان الشركة. أما في حال كان إجمالي الطلب من المستثمرين الأفراد أقل من 15% من الطرح، فستكون الأسهم المتبقية متاحة لمستثمري الفئة الأولى من الطرح.

ومن المتوقع أن تمتد مرحلة الاكتتاب لفئة صغار المستثمرين من 20 فبراير/شباط ولغاية 1 مارس/آذار 2023. ويأتي طرح 49% من أسهم أبراج في إطار خطة خروج حكومي من العديد من الشركات العاملة بقطاع الطاقة، أعلنتها هيئة الاستثمار، بهدف جمع 500 مليون دولار، وهو ما توقعت وكالة "بلومبيرغ" تحققه بداية العام الجاري.

وسبق أن أعلن الرئيس التنفيذي لبورصة مسقط هيثم السالمي، في سبتمبر/أيلول الماضي، أن حكومة سلطنة عُمان تسعى لطرح 4 شركات تابعة لجهاز الاستثمار العماني في سوق الأوراق المالية.

وأوضح السالمي أن قيمة هذه الطروحات في البورصة العمانية قد تصل إلى ملياري دولار، موضحًا أن الطرح قد يحدث خلال النصف الأول من العام (2023)، بالتزامن مع التخارج الحكومي من عدد آخر من الشركات.

وتستهدف حكومة سلطنة عُمان جمع نحو 6.5 مليارات دولار، عبر التخارج من 30 مشروعاً، حتى عام 2026، بحسب تصريحات سابقة لـ"ثريا البلوشي"، مديرة دائرة التنوّع الاقتصادي في الجهاز الذي يمثّل الصندوق السيادي للبلاد.

وتمثل تنمية العلاقات التجارية في مجال الطاقة بين عمان والسعودية وألمانيا إسنادا وازنا في تنويع محفظة تمويل مشروعات الطاقة بالسلطنة عموما، وفي تنفيذ التخارج الحكومي من المشروعات المستهدف طرحها للاكتتاب خصوصا. 

وكان وليّ العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد وجه صندوق الاستثمارات العامة بتأسيس "الشركة السعودية العمانية للاستثمار" برأس مال قدره 5 مليارات دولار، بهدف اغتنام الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات، وذلك بعد زيارته لسلطنة عمان في سبتمبر/أيلول الماضي. 

وعملت الحكومة العمانية أخيرا على ربط مستهدفها الخاص بالتنويع الاقتصادي بتوطيد العلاقات الاقتصادية مع السعودية، عبر جذب الشركات العاملة في المملكة للاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة بالسلطنة، خاصة إنتاج الهيدروجين الأخضر. 
ولدى عمان حالياً 4 مشروعات مع شركات كبرى في هذا المجال، بينهما "أكوا باور" السعودية، التي تولي حكومة السلطنة أهمية خاصة للتعاون معها.

كما تعد مشاركة "شلمبرغر" في طرح أبراج ببورصة مسقط، كمستثمر رئيسي، علامة على الاهتمام الألماني بقطاع الطاقة العماني، خاصة بعد وقف إمدادات الغاز الروسية.

فألمانيا تبحث عن صفقات طويلة الأجل لتوريد الغاز المسال مع دول الخليج المنتجة للغاز، في إطار خطة طموحة تستهدف استبدال كل واردات الطاقة الروسية بحلول منتصف 2024.
وتجري ألمانيا حاليا محادثات مع سلطنة عمان في إطار صفقة مرتقبة، تستورد بموجبها الغاز الطبيعي المسال لمدة 10 سنوات على الأقل.

وتنخرط شركة يونيبر الألمانية في تلك المحادثات، إضافة إلى محادثات أخرى بشأن صفقة شراء للأمونيا الخضراء في إطار الاتفاق الموقع مع مشروع الهيدروجين العماني "هايبورت الدقم" عام 2021.