سورية: رفع أسعار الوقود الزراعي في مناطق النظام و"الإدارة الذاتية"

سورية: رفع أسعار الوقود الزراعي في مناطق النظام والإدارة الذاتية

14 يناير 2024
رفع أسعار الوقود الزراعي سيؤدي إلى رفع أسعار الغذاء في سورية (Getty)
+ الخط -

شهدت أسعار الوقود الزراعي ارتفاعات ملحوظة في الأيام الأخيرة في مناطق سيطرة النظام السوري، فيما ارتفع سعر المازوت في مناطق "الإدارة الذاتية" شرقي سورية دون إعلان رسمي.

وأعلنت "الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية" (محروقات) عن رفعها أسعار مازوت المداجن من 2000 ليرة إلى 8000 ليرة سورية. وقال بيان للشركة أمس السبت إنها وافقت على توصية اللجنة الاقتصادية، بتزويد منشآت تربية الدواجن بمادة المازوت بسعر 8000 ليرة سورية لليتر الواحد.

ويأتي القرار ليفاقم أسعار الفروج والبيض في أسواق المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وخاصة في العاصمة دمشق، التي تجاوز فيها سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج الحي 45 ألف ليرة سورية، بينما بلغ متوسط سعر طبق البيض (30 بيضة) 65 ألف ليرة.

ووفق تقرير نشرته صحيفة "الوطن" المقربة من النظام في وقت سابق من هذا الشهر، فقد ارتفعت أسعار الفروج وأجزائه في الأسواق بشكل غير مسبوق منذ مطلع هذا العام.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وكان المدير العام لمؤسسة الدواجن سامي أبو دان قد حذر من كارثة قد تطاول قطاع الدواجن في سورية، ما لم يتم إيجاد حلول لارتفاع تكاليف الأعلاف والوقود وغيرها من المستلزمات، مؤكداً أن 80% من مربي الدجاج خرجوا عن العملية الإنتاجية بسبب الخسائر.

 وأعلنت حكومة النظام السوري في 11 الشهر الجاري عن منحها "المؤسسة العامة للدواجن" سلفة مالية قيمتها 40 مليار ليرة سورية، بهدف تأمين مستلزمات احتياجات ومستلزمات قطاع الدواجن، وتوفير مخزون علفي للتخفيف من آثار التقلبات السعرية، ومنع حدوث انقطاعات في المادة.

 وتشهد مناطق سيطرة النظام تدهورا في الوضع الاقتصادي والمعيشي، نتيجة الارتفاعات المتكررة في أسعار مجمل السلع والمواد الأساسية والغذائية، مع عجز متصاعد من جانب السكان عن الشراء.

وكانت حكومة النظام السوري قد رفعت في 3 الشهر الجاري سعر مادة المازوت للمركبات، واستثنت من الزيادة المركبات العامة والجرارات الزراعية، كما رفعت نهاية العام الماضي سعر مادة البنزين المدعوم إلى 11880 ليرة بدلاً من 8500، وهي المرة الثامنة التي ترفع فيها السعر خلال العام الماضي.

ومنذ أغسطس/آب الماضي، رفعت الحكومة أسعار المشتقات النفطية عدة مرات، بنسب تجاوز بعضها 100%، وعزت ذلك إلى رفع المصرف المركزي أسعار صرف الدولار الأميركي.

وتضع حكومة النظام المواطن السوري أمام خيارين، إما رفع سعر المادة مع توفيرها، أو إبقاء الأسعار على حالها وفقدانها من السوق، أو ندرتها، ما يخلق أزمة سوق سوداء، وطوابير طويلة أمام محطات الوقود، على النحو الذي حدث في أوقات سابقة.

وفي 15 آب/أغسطس الماضي، أصدرت حكومة النظام قرارات رفعت من خلالها أسعار جميع أنواع المشتقات النفطية المدعومة وغير المدعومة، بنسب تجاوزت 160%، وهو ما أثار احتجاجات شعبية حملت في محافظتي السويداء ودرعا جنوبي البلاد طابعا سياسيا، مطالبة برحيل النظام. وما زالت الاحتجاجات مستمرة حتى الآن.

وفي تعليقه على قرارات رفع الأسعار الجديدة، قال أمين سر غرفة صناعة حمص عصام تيزيني، إن هذه القرارات "تؤدي حتماً إلى زيادة البؤس في الشارع السوري وخاصة بالنسبة للمستهلك، لأن التاجر أو الصناعي يُحمّل كل ما يدفعه على المواطن، الذي يعد الحلقة الأخيرة في العملية الاقتصادية".

وأضاف في حديث لموقع "سيريا ستيبس" الموالي للنظام: "أقدّر كصناعي أسباب رفع أسعار الطاقة، ولكنها للأسف لا تتماشى مع أجور الموظفين والعمال، التي يجب أن يتم لحظها مع رفع أسعار كل المنتجات".

سعر الوقود الزراعي يرتفع في شرق سورية أيضا

وفي مناطق شمال شرق سورية ضمن سيطرة "الإدارة الذاتية" (الكردية) ارتفع سعر المازوت الزراعي المدعوم اليوم الأحد دون إعلان رسمي حتى الآن.

وذكر مصدر رسمي من مديرية المحروقات التابعة للإدارة الذاتية لـ"العربي الجديد" أن سعر المازوت الزراعي ارتفع من 525 ل.س إلى 950 ل.س للتر الواحد، لافتاً إلى أن هذا يعني رفع سعر المازوت لدى "الإدارة الذاتية" على المزارعين بنسبة 80%.

ولاقى القرار استياء وانتقادات من جانب الفلاحين، حيث قال المزارع أكرم حسين من ريف القامشلي لـ"العربي الجديد"، إن رفع سعر المازوت الزراعي يدل على أن الزراعة ليست من أولويات الإدارة الذاتية. واعتبر حسين أن القرار "ارتجالي" وغير منصف للمزارعين، وسوف يتسبب في "زيادة عدم الثقة بين المزارع والإدارة، خاصة أن الموسم الزراعي في بدايته وربما تلجأ هذه الإدارة إلى رفع سعر المازوت مرة أخرى، أو أكثر، قبل موسم الحصاد مما سيؤدي بالضرورة إلى خسارة المزارعين". 

وقال المزارع فراس العلي لـ"العربي الجديد" إن "هناك فوضى وسوء توزيع لمخصصات المزارعين من مادة المازوت، رغم أن المحاصيل بحاجة إلى السقاية وخاصة محصول القمح"، لافتا إلى أنه لم يتم حتى الآن توزيع المازوت على المزارعين، ومعتبرا أن هذا التأخير في توزيع المازوت الزراعي هدفه رفع سعره.

وكانت سارة العطية، الرئيسة المشتركة لمكتب الشؤون الزراعية في هيئة الزراعة والري في الإدارة الذاتية، قد صرحت أمس السبت لموقع الإدارة الذاتية الرسمي، بأن الهيئة باشرت بتزويد مزارعي شمال شرق سورية بالوقود الزراعي مطلع العام الحالي. وأضافت أنه يتم يوميا توزيع 40 صهريجا على المقاطعات كافة، بما يقدر بنحو مليون وستمائة ألف لتر.

(الدولار الأميركي يعادل 14500 ليرة سورية تقريباً)

المساهمون