تغييرات على نظام الهجرة في بريطانيا لاستقدام العمالة الماهرة

08 مارس 2023
الكثير من المؤسسات تعاني من نقص الكوادر خاصة في قطاع الضيافة (Getty)
+ الخط -

تجري المملكة المتحدة تحديثاً لقائمة المهن التي تشهد نقصاً لافتاً بغرض ملء الكثير من الشواغر عبر فتح باب استقدام العمالة الماهرة من الخارج، إذ تعاني الكثير من المؤسسات من نقص الكوادر منذ خروج لندن من الاتحاد الأوروبي قبل نحو ثلاث سنوات، حيث تشير التقديرات إلى تسببه في نقص 330 ألف عامل، ما أثر على حوالي 85% من الشركات.

وتدرس الحكومة البريطانية، إجراء تغييرات على نظام الهجرة، وإمكانية إضافة عمال البناء والضيافة والبيع بالتجزئة إلى قائمة المهن التي تحتاجها البلاد، فضلا عن وضع خطط تمنح الشركات إعانات لخدمات الصحة المهنية، في محاولة لوقاية العمال من الإصابة بمرض طويل الأجل، وذلك للمساعدة في تخفيف نقص العمالة في القطاعات الرئيسية.

وبحسب ما أوردت صحيفة "ذا تايمز"، طُلبت الحكومة من اللجنة الاستشارية للهجرة، إجراء مراجعة سريعة لنظام الهجرة، بهدف تحديث القائمة الرسمية للمهن التي تتطلّب مهارات تفتقر إليها المملكة المتحدة، والبحث في عملية تسهيل التوظيف من الخارج، بما في ذلك، تقليل الحد الأدنى للراتب الذي يمكن للعمال بموجبه التأهل للحصول على تأشيرة عامل ماهر، من 25600 جنيه إسترليني إلى 20480 جنيهاً إسترلينياً سنوياً (نحو 24570 دولاراً أميركياً).

وتعدّ تأشيرة العامل الماهر الطريقة الأسهل، لصاحب العمل للتكفّل بموظف من خارج البلاد، للتوظيف طويل الأجل. وتتيح هذه التأشيرة، لأي مرشح يلبي متطلبات نظام الهجرة العمل في المملكة المتحدة. ويمكنه البقاء لمدة تصل إلى خمس سنوات، قبل التقدم بطلب للحصول على إقامة دائمة للبقاء. لكن يحتاج أرباب العمل الذين يتقدمون للحصول على رخصة كفيل، إلى دفع رسوم مقدمة قدرها 364 جنيهاً إسترلينياً لأول 12 شهراً، بالإضافة إلى 182 جنيهاً إسترلينياً لكل ستة أشهر إضافية.

كذلك، تنظر المراجعة في تكاليف رعاية الأطفال، التي تشكل عائقاً رئيسياً أمام الآباء في سن العمل للأطفال الصغار الذين يدخلون القوى العاملة بدوام كامل. وبالفعل قدم مسؤولو وزارة التعليم، خطة لاستحقاق مجاني لمدة 30 ساعة في الأسبوع للآباء العاملين لأطفال تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر وثلاث سنوات، بعد أن طلب منهم عمل خيارات من قبل وزارة الخزانة.

تأتي هذه الخطوة، مع اقتراب موعد إعلان وزير المالية جيريمي هانت، عن ميزانية الربيع في 15 مارس/آذار الجاري، التي تتضمن في أجزائها مراجعة الحكومة للقوى العاملة، وبذل الجهود لإعادة ما يقرب من 7 ملايين شخص إلى العمل.

ويُعتقد أن عمال الضيافة هم الأكثر احتمالاً لوضعهم في القائمة، وهو ما سيسهل على الموظفين الحصول على وظائف من الخارج، حيث كشفت بيانات سوق العمل التي نشرها مكتب الإحصاءات الوطنية، الشهر الماضي، أن معدلات الشواغر في قطاع الضيافة لا تزال أعلى بنسبة 72% من معدلات ما قبل جائحة كورونا.

ولا يقتصر نقص العمالة في بريطانيا على موظفي قطاع الضيافة، بل هناك نقص في العديد من القطاعات الأخرى، حيث كشف التقرير الذي نشرته "شبكة مهارات البناء"، خلال الصيف الماضي، أن القطاع سيحتاج إلى 250 ألف عامل إضافي بحلول عام 2026 لتلبية النقص، في حين أوضح استطلاع آخر أجرته "جمعية مقاولي الهندسة المدنية"، أن 75% من المقاولين لديهم مشكلات في توظيف عمال مهرة.

وكجزء من استعراض اللجنة الاستشارية للهجرة، لقائمة المهن التي تعاني من نقص في المملكة المتحدة، أصدرت اللجنة في أواخر فبراير/شباط الماضي "دعوة لتقديم الأدلة" بحلول 26 مايو/أيار المقبل، حيث ينبغي على أرباب العمل، الاتصال بأخصائيي الهجرة للحصول على إرشادات حول تقديم الأدلة إلى اللجنة المالية الدولية، بحلول هذا الموعد للاطلاع على مخاوفهم.

ووفق مكتب الإحصاءات الوطنية مثّلت منح تأشيرات "العمال المهرة" في قطاع الصحة والرعاية أكثر من نصف (54%) تأشيرات العمل الممنوحة للمتقدمين الرئيسيين في عام 2022. وشكّل المواطنون الهنود، النسبة الأعلى بين الجنسيات التي حظيت بهذه التأشيرة. وارتفعت التأشيرات الممنوحة "للعمال الموسميين" إلى 34532، وهو ما يعكس الزيادة في حصة هذا المسار من 2500 في 2019 إلى 40000 في 2022. ويمثل العمال الموسميون ما يقرب من نصف (49%) من جميع تأشيرات "العمال المؤقتين" لمقدمي الطلبات الرئيسيين.

في هذا الشأن، يقول خرّيج الطب الشاب عامر الماجد (26 عاماً)، لـ"العربي الجديد" إنه يحاول منذ عام 2021، الوصول إلى مرحلة التقديم على تأشيرة عمل في المملكة المتحدة، مشيرا إلى أنها عملية طويلة ومكلفة.

يوضح الماجد أن الصعوبة تبدأ من تحديد موعد لإجراء الاختبار حيث كان عليه الانتظار ما يزيد على عام، عقب اجتيازه امتحان "اللغة الإنجليزية المهني" (OET) في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 (هو اختبار للغة الإنجليزية لمتخصصي الرعاية الصحية معترف به من قبل هيئات الرعاية الصحية التنظيمية المختلفة)، ليقوم بعدها باختبار "PLAB1" في فبراير/شباط 2023، (اختبار مجلس التقييم المهني واللغوي الذي يوفر المسار الرئيسي لخريجي الطب الدوليين لإثبات أن لديهم المهارات والمعرفة اللازمة لممارسة الطب في المملكة المتحدة).

ويلفت إلى أن اختبار "بلاب 1" بلغت تكاليفه 247 جنيها إسترلينيا، بينما تبلغ تكاليف "بلاب 2" 906 جنيهات إسترلينية. وأنه لا يزال عليه الانتظار لمعرفة نتيجة الامتحان الأول، قبل أن يتمكن من حجز موعد لاختبار "بلاب 2".

ويضيف: "كان الاختبار الأول جيداً ومواد الدراسة كانت واضحة، لكنني سمعت أن الاختبار الثاني أكثر صعوبة، مع ذلك أنا مصمم على اجتيازه لأنني أرغب بالعمل في بريطانيا".

المساهمون