المغرب يراهن على ضبط أسعار اللحوم الحمراء قبل رمضان
المغرب يراهن على ضبط أسعار اللحوم الحمراء قبل رمضان
يتطلع المغرب إلى تعزيز العرض من اللحوم الحمراء في ظل الظرفية المتسمة بالجفاف، حيث يتجه نحو دعم استيراد الأبقار للعام الثاني على التوالي، خاصة قبل رمضان المقبل.
وشرعت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة في نهاية يناير/ كانون الثاني الجاري، في تطبيق قرار حكومي يقضي بمواصلة تعليق استيفاء رسوم الجمرك، حيث سيمتد ذلك إلى غاية نهاية العام الجاري.
وحددت حصة الواردات التي سيسري عليها ذلك القرار في 100 ألف رأس من الأبقار، حيث جرى ربط السماح بالاستيراد بحصول المستوردين على ترخيص من وزارة الصناعة والتجارة.
ويأتي هذا القرار بعدما لجأت الحكومة، في العام الماضي، في سياق متسم بتأثر العرض من اللحوم الحمراء بسبب الجفاف، إلى تعليق استيفاء الضريبة على القيمة المضافة والرسوم الجمركية عند استيراد الأبقار والأغنام.
ولاحظت المندوبية السامية للتخطيط، أن إنتاج اللحوم الحمراء، دعم في العام الماضي، بتنامي واردات الحيوانات الحية، خاصة الأبقار والأغنام، التي تضاعفت خمس مرات، حسب مكتب الصرف، حيث قفزت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى 264 مليون دولار، مقابل 54 مليون دولار في الفترة نفسها من عام 2022.
غير أن أسعار اللحوم الحمراء ما زالت عند المستوى الذي كانت عليه قبل اتخاذ قرار تعليق استيفاء الرسوم الجمركية عند الاستيراد، حيث تتراوح في الفترة الأخيرة بين ثمانية وتسعة دولارات للكيلوغرام الواحد.
ولاحظت المندوبية السامية للتخطيط، في تقريرها الأخير حول الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك في نهاية العام الماضي، أن أسعار اللحوم ارتفعت بين نوفمبر وديسمبر بنسبة 1.5 في المائة، وهو أعلى ارتفاع ضمن السلع الغذائية.
ويعتبر المزارع حسن بلفاطمي، أن قرار تعليق استيفاء الرسوم الجمركية يأتي في سياق تأخر التساقطات المطرية في الموسم الأخير، ما سينعكس سلبا على توفر الكلأ والعرض المحلي من الأغنام والأبقار.
الطلب على اللحوم في المغرب
وأشار مصطفى بلفقيه، رئيس الجمعية المغربية لتجار اللحوم الحمراء بالتقسيط، إلى أن القدرة الشرائية للأسر أثرت على طلب الأسر على اللحوم الحمراء في الأشهر الأخيرة.
وأضاف أن قرار تعليق استيفاء الرسوم الجمركية من شأنه تعظيم العرض الذي تراجع، حيث ينتظر الإتيان بالأبقار من إسبانيا بشكل خاص، مشيرا إلى المستوردين سيعمدون إلى جلب الأبقار من كل الأصناف عبر بواخر.
ويترقب المهنيون أن يساهم الاستيراد بالكاد في استقرار أسعار اللحوم في الفترة المقبلة، ما يعني أنها قد تظل مرتفعة، مقارنة بما كانت عليه في قبل بداية دعم الاستيراد قبل عام، ملاحظين أن الأسعار بلغت في الأسواق الأسبوعية في الأرياف التي جرت العادة على أن تكون فيها منخفظة حوالي 8 دولارات للكيلوغرام.
إذا ما شرع المستوردون في توفير الأبقار من أجل تعظيم العرض من اللحوم الحمراء قبل رمضان الذي يحل في الأسبوع الثاني من شهر مارس، فإن الأسعار قد لا ترتفع أكثر بالنظر للطلب الذي يزداد في ذلك الشهر.
وأفادت المندوبية السامية للتخطيط، في تقريرها الأخير حول الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك في العام الماضي، أن معدل التضخم بلغ 6.1 في المائة، مقابل 6.6 في المائة، حيث عزت ذلك، بشكل خاص، إلى الزيادة التي عرفتها أسعار السلع الغذائية بـ12.5 في المائة.
وقررت الحكومة أخيرا في ظل عدم توفر الكلأ الطبيعي مواكبة مربي الأبقار والأغنام عبر توفير دعم لأسعار الشعير بـ20 دولارا للقنطار بكلفة إجمالية تصل إلى 280 مليون دولار، ودعم الأعلام المركبة الموجهة للأبقار الحلوب بـ25 دولارا للقنطار بكلفة تصل إلى 110 ملايين دولار، زيادة على إنشاء نقاط لتوفير المياه لتوريد الماشية.
وكان المغرب قد كشف في مايو/ أيار الماضي عن التوجه نحو تنفيذ خطة زراعية بقيمة 11 مليار دولار، حيث برر ذلك بالرغبة في تحقيق السيادة الغذائية بعد الصعوبات التي عانت منها السوق بسبب الجفاف والظرفية الدولية بعد الحرب في روسيا، حيث تسعى الدولة إلى تعظيم إنتاج الحليب واللحوم الحمراء.
