العملة الروسية تتدحرج إلى قرابة المائة روبل مقابل الدولار

العملة الروسية تتدحرج إلى قرابة المائة روبل مقابل الدولار

03 أكتوبر 2023
محل صرافة في موسكو (getty)
+ الخط -

 تراجع الروبل الروسي إلى أدنى مستوياته في الساعات الأولى من تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث تستمر تدفقات العملات الأجنبية وتقلص الميزان التجاري في الضغط على العملة. وتعافى الروبل قليلاً خلال الصباح، وكان يحوم فوق مستوى 99.5 مقابل الدولار بحلول الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت لندن تقريباً، وذلك وفقاً لبيانات نشرتها قناة "سي أن بي سي" اليوم. 
وكان الروبل قد تراجع آخر مرة إلى أرقام ثلاثية في أغسطس/آب، حينها دعا البنك المركزي الروسي "بنك روسيا" إلى اجتماع طارئ لرفع أسعار الفائدة بمقدار 350 نقطة أساس إلى 12%.

وجاء القرار بعد أن كتب المستشار الاقتصادي للرئيس فلاديمير بوتين مقالة افتتاحية ألقى فيها باللوم على "السياسة النقدية المتساهلة" وتسارع معدل التضخم. وبعد هذه المقالة رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار نقطة مئوية أخرى إلى 13% في اجتماعه في سبتمبر/أيلول، مشيراً إلى استمرار الضغوط التضخمية المرتفعة في الاقتصاد الروسي.
وقال "بنك روسيا" في بيان عقب الاجتماع: "لقد تبلورت مخاطر كبيرة ترفع من التضخم، وهي نمو الطلب المحلي الذي يتجاوز القدرة على توسيع الإنتاج وانخفاض قيمة الروبل في أشهر الصيف". وأشار إلى أن "هناك حاجة إلى تشديد الشروط النقدية بشكل إضافي للحدّ من المسار التصاعدي للتضخم وإعادته إلى 4% في عام 2024".

وحسب تقرير "سي أن بي سي"  الأميركية، ارتفع معدّل التضخم الروسي حتى 11 سبتمبر/أيلول إلى 5.5% سنوياً من 5.2% في أغسطس/آب و4.3% في يوليو/تموز، وقال البنك المركزي إنّ الضغوط اشتدت على السوق مع "انتقال ضعف الروبل إلى الأسعار. وعلى الرغم من أنّ شخصيات الكرملين ألقت باللوم على السياسة النقدية المتساهلة في الانخفاض السريع في قيمة العملة، إلا أن البنك المركزي، أشار إلى انخفاض حاد في فائض الحساب الجاري للبلاد.
وفي تقريره الصادر في سبتمبر/أيلول، قدّر بنك روسيا أنّ فائض الحساب الجاري لميزان المدفوعات بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب بلغ 25.6 مليار دولار، بانخفاض 86% على أساس سنوي من 184.8 مليار دولار للفترة المقابلة من عام 2022. كذلك انخفض الميزان التجاري خلال الفترة نفسها بنسبة 68.3% أو 156.7 مليار دولار.
وعانى الروبل من فترة مضطربة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط من عام 2022، حيث انخفض إلى مستوى قياسي بلغ 120روبلاً مقابل الدولار في مارس/آذار عام 2022،  قبل أن يرتفع إلى أعلى مستوى له منذ سبع سنوات بعد بضعة أشهر فقط، مدعوماً بقيود البنك المركزي على رأس المال ولتدابير النقدية الأخرى وارتفاع عائدات صادرات الطاقة.

وتضرّرت الصادرات منذ ذلك الحين بسبب العقوبات الغربية، وتراجع التدفقات التجارية إلى جانب انتعاش الواردات، ما أثر سلباً في العملة.

المساهمون