الأسهم الأميركية ترتفع.. والبنك الفيدرالي يمهد لانتهاء رفع الفائدة

الأسهم الأميركية ترتفع.. والبنك الفيدرالي يمهد لانتهاء رفع الفائدة

29 نوفمبر 2023
وول ستريت خضراء مع تزايد توقعات انتهاء دورة رفع الفائدة الحالية (رويترز)
+ الخط -

استأنفت مؤشرات الأسهم الأميركية ارتفاعها اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع صدور تصريحات من مسؤول ببنك الاحتياط الفيدرالي، أبدى خلالها ترحيبه بتطورات إيجابية في معركة البنك ضد التضخم، ما تسبب في تزايد توقعات المستثمرين باقتراب دورة رفع الفائدة الأميركية الحالية من نهايتها.

وبنهاية تعاملات ثاني أيام الأسبوع، أضاف مؤشر "داو جونز" الصناعي 83 نقطة، مثلت 0.2% من قيمته عند بداية اليوم، بينما ارتفع مؤشر "إس أند بي" 500 بنسبة 0.1%، وربح مؤشر "ناسداك"، الأكثر تأثراً بتوقعات سعر الفائدة، نسبة 0.3%.

ومحت مؤشرات الأسهم خسائر الساعة الأولى من التعاملات، بعد صدور كلمات مشجعة من عضو مجلس الاحتياط الفيدرالي كريستوفر والر، الذي قال اليوم الثلاثاء، إنه "يشعر بالثقة بشكل متزايد من أن السياسة النقدية في وضع جيد حالياً لإبطاء الاقتصاد، وإعادة التضخم إلى 2%".

وأشار والر إلى مجموعة متنوعة من المجالات التي يعتدل فيها النشاط الاقتصادي، من مبيعات التجزئة إلى سوق العمل إلى التصنيع، ما اعتبره أغلب المتعاملون في الأسواق تأكيداً على عدم وجود نية لرفع الفائدة في اجتماع البنك المنتظر عقده على مدار يومي 12 - 13 ديسمبر/كانون الأول.

وفي أوروبا، تراجعت الأسهم للجلسة الثانية على التوالي، ما أوقف موجة مكاسب قوية حققتها في نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد تعليقات لصانعي السياسات في البنك المركزي الأوروبي قلصت توقعات خفض أسعار الفائدة العام المقبل.

وتراجع مؤشر "ستوكس 600" للأسهم الأوروبية بنسبة 0.3% اليوم الثلاثاء، متأثراً بتراجع أسهم ذات ثقل على المؤشر مثل "نوفو نورديسك" بنسبة 3.1%، و"إل.في.إم.إتش" بنسبة 1.8%.

وانخفض مؤشر قطاع الرعاية الصحية 1.4% بعد أن هوى سهم شركة الأدوية البلجيكية "أرجينكس" 10.1%، ليكون أسوأ أسهم المؤشر أداءً في ثاني أيام الأسبوع.

ومع ذلك، لا يزال المؤشر في طريقه لتحقيق أفضل أداء شهري منذ يناير/ كانون الثاني إذا صحت التوقعات بأن البنوك المركزية الكبرى، مثل بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي، والبنك المركزي الأوروبي، ربما تحجم عن رفع أسعار الفائدة في العام المقبل.

وقال رئيس البنك المركزي الألماني يواخيم ناجل، اليوم الثلاثاء، إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى إذا ساءت توقعات التضخم، وإن البنك يجب ألا يتعجل في تخفيف السياسة النقدية بسرعة كبيرة، في أعقاب تطبيق أكثر سياسة نقدية تشدداً في تاريخ البنك.

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، أمس الاثنين، إن معركة البنك لاحتواء نمو الأسعار لم تحسم بعد، وفقاً لما نقلته "رويترز".

وقالت سوزانا ستريتر، رئيسة قسم المال والأسواق في هارجريفز لانسداون: "تهدف تعليقات صناع السياسة في البنك المركزي هذا الأسبوع إلى كبح الحماس بأن خفض أسعار الفائدة آت عاجلاً وليس آجلاً".

وسيركّز المستثمرون على مجموعة من البيانات الاقتصادية المنتظر الإعلان عنها هذا الأسبوع، ومنها أرقام التضخم في منطقة اليورو، ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، للحصول على دلالات عن مسار السياسة النقدية.

وفي أسواق أخرى، قفزت أسعار النفط اليوم الثلاثاء لتغلق مرتفعة نحو 2% عند التسوية، بدعم من احتمال تمديد تحالف "أوبك+" خفض الإمدادات، أو حتى زيادة هذا الخفض مع تقليص كازاخستان إنتاجها بسبب عاصفة، ومع تراجع الدولار.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.70 دولار، بما يعادل 2.1%، لتصل عند التسوية إلى 81.68 دولاراً للبرميل. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.55 دولار، بما يعادل 2.1%، إلى 76.41 دولاراً للبرميل.

ويعقد تحالف "أوبك+" الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، اجتماعاً وزارياً عبر الإنترنت يوم الخميس لمناقشة أهداف الإنتاج لعام 2024.

وتراجعت أسعار النفط الأسبوع الماضي، نتيجة تأجيل تحالف "أوبك+" اجتماعه، من أجل تسوية خلافات حول أهداف الإنتاج بالنسبة للدول الأفريقية.

وقال والت تشانسلور، الخبير الاستراتيجي في الطاقة لدى ماكواري، في مذكرة: "نعتقد أن التركيز الأساسي للسوق يتمحور حول استمرار التخفيضات الطوعية الإضافية للسعودية بمقدار مليون برميل يومياً".

وأضاف "نرى أن تمديد هذه التخفيضات إلى الربعين الثاني والثالث من عام 2024 قد يمثل عتبة هذا الاجتماع".

المساهمون