إعادة تدوير ملابس الأطفال في إدلب بسبب ارتفاع الأسعار

إعادة تدوير ملابس الأطفال في إدلب بسبب ارتفاع الأسعار

18 مايو 2024
سوق للملابس المستعملة في إدلب (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نازحات حوامل في إدلب يواجهن صعوبات في شراء ملابس للمواليد الجدد بسبب ارتفاع الأسعار والفقر، مما يدفعهن لإعادة تدوير الملابس استعدادًا لاستقبال المولود الجديد.
- سارة عبد المجيد، نازحة حامل، تستخدم مهاراتها البدائية في الخياطة لتحضير ملابس مولودها القادم، في ظل ارتفاع أسعار الملابس التي زادت أضعافًا مضاعفة مقارنة بالسنوات السابقة.
- ارتفاع أسعار ملابس المواليد يخلق فرص عمل لنازحات يمتلكن مهارات خياطة، حيث يعملن على إعادة تدوير الملابس وصناعة مستلزمات للمواليد بأجور بسيطة، مساعدة في تخفيف العبء المالي عن العائلات.

تواجه نازحات حوامل في إدلب عقبات لشراء ملابس للمواليد الجدد بعد ارتفاع أسعارها وسط الفقر وضيق الحال، وهو ما دفع بالكثيرات منهن لإعادة تدوير هذا النوع من الملابس استعداداً لاستقبال الفرد الجديد بالعائلة.

وبينما تنشغل النازحة المقيمة في مخيمات البردقلي، شمال إدلب، سارة عبد المجيد، الحامل في شهرها الثامن، بحياكة قميص أبيض صغير لمولودها القادم، تقول لـ"العربي الجديد"، إنها وجدت نفسها مضطرة لاستخدام معرفتها البدائية بالخياطة بتدوير بعض الملابس استعداداً لاستقبال مولودها بعدما عجزت عن شراء ما تحتاجه من ألبسة جديدة جاهزة.

وتضيف أن أسعار ملابس المواليد الجدد ازدادت أضعافاً مضاعفة عما كانت عليه حين وضعت مولودها السابق منذ قرابة العامين، حيث استطاعت في ذلك الحين شراء أشياء كثيرة بمبلغ لا يتجاوز 400 ليرة تركية، لكنها اليوم بحاجة لمبلغ لا يقل عن 2000 ليرة تركية لشراء الحد الأدنى من احتياجات المولود.

ارتفاع الأسعار في إدلب

بينما بدأت النازحة حياة الطه، الحامل في شهرها السابع، تحضير الملابس لمولودها تحديداً في بداية هذا الشهر من الحمل، ولا سيما أن ولاداتها السابقة تمت بمعظمها في أواخر شهرها السابع. لا يهم النازحة الطه إذا ارتفعت أسعار ملابس المواليد الجدد أو انخفضت فهي مقتنعة بتدوير معظم ما يحتاجه الطفل منذ لحظة ولادته وحتى عمر الستة أشهر.

وشكل ارتفاع أسعار ملابس المواليد الجدد فرصة عمل لبعض النازحات في المخيمات اللواتي قمن بتوظيف خبراتهن بالخياطة في إعادة تدوير الملابس وصناعة مستلزمات للمواليد الجدد مقابل أجور بسيطة تساعدهن في مواجهة تكاليف المعيشة الصعبة. السيدة الستينية خديجة الفطراوي، المقيمة في مخيم النهضة، شمال إدلب، تتفانى مقابل مبلغ زهيد لخياطة الملابس لمن يطرقن بابها باحثات عن ملابس صغيرة لمواليدهن القادمين.

تقول الفطراوي لـ"العربي الجديد"، إنها تتقن صناعة ملابس الأطفال وتدويرها مما تيسر، حيث تقوم النساء بجلب المواد الخام لتعمد بدورها لتحويلها على ماكينتها القديمة إلى قطع متعددة جميلة وبأقل كلفة. وتوضح أنها تحصل على جزء بسيط من المال مقابل عملها بحيث لا تثقل على النساء الحوامل اللواتي ضاقت بهن الحياة وانعدمت بهن السبل واحترن في قوت يومهن ولا قدرة لهن على شراء الملابس الجديدة.

من جانبه، لا ينكر تاجر ألبسة الأطفال عمر زين الدين ارتفاع أسعار الملابس بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة التركية، ولا سيما أن معظم بضائعه مستوردة من تركيا ويشتريها بالدولار. 

المساهمون