العملات المشفرة تتهاوى و"بيتكوين" عند أدنى مستوياتها في أكثر من 100 يوم

07 سبتمبر 2022
القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة تحت 1 تريليون دولار (Getty)
+ الخط -

بينما كانت تعاملات ما قبل الجلسة في نيويورك تشير إلى بداية قوية للأسهم الأميركية، في أعقاب سبعة أيام متتالية من التراجع لمؤشر "ناسداك"؛ واصلت العملات المشفرة تراجعها لتنخفض "بيتكوين" تحت مستوى 19 ألف دولار للوحدة، لأول مرة منذ شهر يونيو/حزيران الماضي، وتتراجع القيمة السوقية الإجمالية لسوق العملات المشفرة تحت مستوى تريليون دولار.

وقبل أن تدق الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت نيويورك؛ تراجع سعر العملة المشفرة الأشهر والأكبر من حيث القيمة السوقية، ليسجل 18,750 دولاراً، متراجعاً بنسبة 5% مقارنة بإقفال اليوم السابق، بينما تراجعت "إيثر"، ثانية العملات المشفرة وأفضلها أداءً خلال الشهور الأخيرة، بنسبة تجاوزت 9%.

وتأتي التراجعات الكبيرة في قيم العملات المشفرة هذا الأسبوع كأحدث حلقات انهيار أسعار الأصول ذات المخاطر العالية، وعلى رأسها العملات المشفرة وكل الأصول الرقمية، مع الرفع المتتالي لمعدلات الفائدة، وتحديداً في الولايات المتحدة، لمواجهة أكبر موجة تضخمية تشهدها البلاد منذ ما يزيد عن أربعة عقود.

وخلال الشهور الأربعة الأخيرة، تم تداول "بيتكوين" في نطاق 18 - 24 ألف دولار للوحدة، بعد أن كان سعرها أكثر من 46 ألف دولار عند مطلع العام الحالي.

وخلال الشهور الستة الأخيرة، رفع بنك الاحتياط الفيدرالي معدل الفائدة على أمواله بنسبة 2.25%، ويستعد لإجراء رفع جديد في 21 سبتمبر/أيلول الجاري، تقول أسواق العقود المستقبلية والعقود الآجلة إنه سيكون في حدود 75 نقطة أساس (0.75%).

وتسبب رفع معدل الفائدة على الدولار في ارتفاعه أمام أغلب عملات العالم؛ عادية ومشفرة، في الدول المتقدمة والناشئة والنامية على حدٍ سواء، وفي تفضيل المستثمرين الاحتفاظ بالعملة الخضراء والابتعاد عن الأصول الأخرى، وكأنهم يقولون إن خسارة 8% فقط من القوة الشرائية، تمثل معدل التضخم الأميركي، ستكون أفضل ما يمكن تحقيقه في الظروف الحالية.

واعتبر فيجاي أيار، نائب الرئيس ومسؤول التطوير لدى منصة تداول العملات المشفرة "لونو" Luno، أن البيئة الحالية فيما يخص الاقتصاد الكلي أصبحت شديدة الصعوبة مع استمرار ارتفاع سعر الدولار، مؤكداً أن ذلك يضع ضغوطاً على كافة الأصول عالية المخاطر.

وفي لقاء مع قناة "سي إن بي سي"، صباح الأربعاء، قال أيار: "لو بدأ الدولار في التراجع، يمكننا أن نرى عودة إلى الأصول عالية المخاطر، وهو ما سيدفع العملات المشفرة، ومنها بيتكوين، إلى الارتفاع من جديد".

وبعد تحقيقها أرباحاً قياسية، واقترابها من مستوى 69 ألف دولار للوحدة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي؛ تراجعت "بيتكوين"، ومعها أغلب العملات المشفرة، مع بداية الإعلان الجدي من البنك الفيدرالي بالتوجه نحو رفع معدلات الفائدة وتقليص برامج التيسير الكمي. ومنذ وصولها لأعلى نقطة قبيل نهاية العام الماضي، فقدت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة أكثر من تريليوني دولار.

وخلال الشهور الأربعة الأخيرة، تفوّقت عملة "إيثر" ومجموعة العملات التي يطلق عليها "ألتكوينز" Altcoins في أدائها على "بيتكوين"، بسبب الإعلان عن تطوير ضخم ينتظر حدوثه الشهر الحالي، ويطلق عليه "الدمج"، لشبكة "إيثريوم" Ethureum، التي تعد "إيثر" العملة الأساسية عليها.

وتحتاج العملات المشفرة إلى أخبار جيدة كي تساعدها على تعويض ما فقدته من قيمة ومن ثقة ملايين المتعاملين، بعد التراجعات الدرامية الأخيرة. ولم تقتصر الدراما على تبخر مئات المليارات من الدولارات؛ وإنما امتد الأمر إلى إفلاس عدد من منصات التداول ومؤسسات حفظ الأصول المشفرة، وانهيار صندوق تحوط خاص بتعاملاتها، وتأكُد الجميع بتجربة عملية حزينة أن ما أطلق عليه عملات مستقرة لم يكن مستقراً في واقع الأمر.

ولن تؤدي تحسينات شبكة "إيثريوم" إلى إلغاء أي من هذا النتائج السلبية بصورة مباشرة. ولكن من خلال ما نسمعه عن تحسين التأثيرات البيئية وإبراز إمكانات التطوير المستقبلية؛ يمكن القول، ببعض الحذر، إن العملات المشفرة تتمتع بمستقبل أكثر إشراقاً مما يقدره الكثيرون الآن. وتقول جوستينا كالما، محللة العلوم والعملات المشفرة، إنه "في حال نجاح التطويرات الجاري إعدادها، سيقلل ذلك من الاستخدام المفرط للطاقة الذي تتطلبه العملات المشفرة".

المساهمون