"معهد ثقافات الإسلام": عودة رمضانية إلى حكايات التراث

"معهد ثقافات الإسلام": عودة رمضانية إلى حكايات التراث

28 مارس 2023
نفيسة بن ونيش خلال عرض سابق (دافيد إيفيكوز)
+ الخط -

قبل فترة الحداثة، كان للحكواتي دورٌ مركزيّ في حياة المجتمعات العربية والمُسلمة خلال شهر رمضان، إذ كانت مِهنته ــ أي روي القصص، التراثية في الأغلب، أمام مجموعة من المستمعين ــ محوراً أساسياً ضمن ممكنات التسلية والترويح عن النفس خلال شهر الصيام بشكل خاص، وطيلة السنة بشكل عام.

وإذا كانت هذه المهنة قد اختفت بشكل شبه كلّي منذ فترة النهضة، فإن حضورها المستمرّ في الذاكرة الجمعية سهّل عودتها إلى الواجهة في السنوات الأخيرة، حيث شهدنا ولادة العديد من مهرجانات الحكواتي، في حين تَخصّص عديدٌ من العارفين بتقنيات الروي والقَصّ بهذه المِهنة في مدن وعواصم عربية، وحتى في مدن غربية تُقيم فيه جاليات عربية ومُسلمة معتبرة، مثل فرنسا.

عند السابعة من مساء السبت المُقبل، تقدّم الحكواتية الجزائرية الفرنسية نفيسة بن ونيش، في "معهد ثقافات الإسلام" بباريس، عرضاً جديداً من عملها "بزّاف"، الذي قدّمته لأوّل مرّة عام 2015، ودارت به منذ ذلك الحين في العديد من مسارح فرنسا ومهرجاناتها ومراكزها الثقافية.

يُحيل عنوان العرض إلى العبارة التي تُستخدَم في اللهجة الجزائرية (وكذلك المغربية) بمعنى كثير جدّاً أو كثير بشكلٍ مُفرط، وهي الكلمة التي تجمع نفيسة بن ونيش من خلالها العديد من حكايات التراث وقصصه، ليس فقط باللغة العربية، بل وكذلك في التُّراثَين الفارسي والقبائلي. 

فأبطال هذه الحكايات يواجهون كثيراً من الصعوبات التي تتطلّب منهم، في المقابل، كثيراً من الصبر، كما أن هذه القصص التراثية تقوم على كثير من المفاجآت السردية والتقلّبات، كما هو الحال مع قصّة الحمّال، الواردة في "ألف ليلة وليلة"، وقصّة العرّاف الكاذب، الفارسية، وهُما من الحكايا التي تستعيدها بن ونيش في عرضها.

وبمناسبة شهر رمضان أيضاً، يقيم "معهد ثقافات الإسلام"، في السادس من نيسان/ أبريل المقبل، محاضرةً بعنوان "حكايا 'كليلة ودمنة' على ضوء تاريخ الفنّ"، تتوقّف فيها الأكاديمية المختصّة بتاريخ الفن، إلويز دولابريير، عند "الصدى الكوني" لهذه القصص التي ترجمها ابن المقفّع من الفهلوية إلى العربية خلال القرن الثامن الميلادي، لتنتقل بعدها إلى العديد من اللغات حول العالَم، وتتحوّل إلى واحدة من كلاسيكيات الحكاية الشعبية، والتي تفنّن العديد من رسّامي المشرق والمغرب في تصوير وقائعها.

المساهمون