إصدارات.. نظرة أولى
- من الإصدارات المميزة "فلسطين/48: قصائد الداخل" و"ندوات أسرى يكتبون" التي تعكس الوعي الفلسطيني وصمود الأسرى، بالإضافة إلى "الإسلام والمسيحية والديمقراطية: دراسات مقارنة" الذي يبحث في التفاعل بين الدين والديمقراطية.
- تشمل الإصدارات أيضًا أعمالًا تستكشف التاريخ العربي الأقل شهرة وتحليلات حول الدعم السياسي للمشروع الصهيوني، مقدمةً للقارئ العربي فرصة لاستكشاف تنوع الفكر والأدب والتاريخ.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تطلّ على القضية الفلسطينية من زاوية الشعر وقضية الأسرى والعلوم السياسية، كما تشمل مؤلّفات في التاريخ والأبحاث الاجتماعية والترجمات الأدبية.
■■■
"فلسطين/48: قصائد الداخل" عنوان الأنطولوجية الشعرية التي صدرت عن دار "Oriente y Meditarráneo" الإسبانية، من اختيار وتقديم وترجمة لوز غارسيا غوميز، أستاذة الدراسات العربية والإسلامية في "جامعة أوتونوما". يضم الكتاب قصائد لثلاثة شعراء: راشد حسين (1936 - 1977)، وسميح القاسم (1939 - 2014)، وطه محمد علي (1931 - 2011). من مقدّمة الكتاب: "لقد أيقظت أصوات هؤلاء الشعراء الثلاثة الوعي عند الشعب الفلسطيني، وعرّفت العالم بالنكبة والتطهير العرقي والإبادات التي مارستها إسرائيل في فلسطين منذ عام 1948، ولا تزال تستمر حتى اليوم في غزّة".
يضمّ كتاب "ندوات أسرى يكتبون" الصادر عن "منشورات رابطة الكتّاب الأردنيين" و"جدل للنشر والتوزيع"، الأوراق المُقدّمة في الندوات النقدية التي أقامتها الرابطة لخمسةٍ وعشرين أسيراً فلسطينيّاً في سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الأربع الماضية، حيث قدّموا مؤلّفات في الشعر والقصّة والفكر، من بينهم: وليد دقّة، وباسم خندقجي، وأحمد العارضة، وفارس حمّاد، وهيثم جابر، وأمير مخّول، وراتب حريبات، وعنان الشلبي، وعمّار الزين، ومنذر مفلح، وكميل أبو حنيش، وسائد سلام، ورأفت حمدونة، وعمار عابد، وأسامة الأشقر.
صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "الإسلام والمسيحية والديمقراطية: دراسات مقارنة شرقاً وغرباً"، ويتضمّن ثلاث عشرة دراسة لباحثين من تونس والمغرب والجزائر والسنغال وفرنسا وإيطاليا وهولندا. تتمحور الدراسات حول مواضيع المقارنة بين المسيحية والإسلام وتجارب الحركات الإسلامية الحديثة مع الديمقراطية مسيحية المنشأ، وموقف حركات الإسلام السياسي من كلّ من التحديث والعلمَنة والمدَنية والاقتصاد، والتيارات الإصلاحية في الحركات الإسلامية الراديكالية، ومقاربة التيار الإسلامي التركي الأوروبي للحضارة الإسلامية.
لم تخضع عُمان للحُكم العثماني بل قامت البرتغال باحتلال بعض أطرافها، الأمر الذي أجّج الصراع العثماني البرتغالي في بحر العرب والخليج العربي خلال القرن الثامن عشر، وهو ما تنبّهت له إمارة البوسعيد العُمانية التي تأسّست عام 1774، وأقامت علاقات سياسية وعسكرية وتجارية مع الدولة العثمانية حتى 1856. تقرأ الباحثة العُمانية تركية بنت حمد الفارسي "العلاقات العمانية العثمانية 1774 - 1856"، في كتاب صدر عن "الآن موزعون وناشرون" بعمّان، حيث تحاول الكشف عن هذه العلاقات وما تعرّضت له من مدٍّ وجَزر خلال تلك الفترة المهمّة من تاريخ الخليج.
للمؤرّخ إيلان بابيه، صدر عن "منشورات وَن وورلد" كتابٌ بعنوان "الضغط من أجل الصهيونية على ضفّتي الأطلسي". يتناول العمل التحوّل الكبير في الواقع السياسي لأوروبا والولايات المتّحدة، حيث كان دعم المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، مطلع القرن الماضي، لا يحظى بالإجماع في دوائر صُنع القرار الغربية، في حين صار اليوم شرطاً من شروط المُمارسة السياسية والاعتراف. يُحلّل صاحب "التطهير العِرقي في فلسطين" (2006) هذا الانقلاب ويُرجعه إلى قُدرة اللوبيّات الصهيونية على تشويه سمعة معارضيها، وتوسّلها أساليب مالية وعسكرية لتحقيق أهدافها.
عن دار "فارابي كتاب" في إسطنبول، صدر للصحافية والباحثة التركية بيرين بيرسايغلي موت كتابٌ بعنوان "عز الدين القسّام"، وفيه تروي سيرة حياة المُجاهد السوري (1882 - 1935) الذي استُشهد على أرض فلسطين أثناء مقاومته الاستعمار البريطاني، حيث كان لهذا الحدث أثرٌ مباشر في اندلاع ثورة 1936. استغرق العمل على الكتاب ثلاث سنوات من البحث، وقد أهدته صاحبتُه إلى مقاومة الشعبَين الفلسطيني والسوري. تُعرَف بيرسايغلي موت بكتاباتها الصحافية الداعمة لحرّية الشعوب، كما اشتُهرت خلال العقد الماضي بمُساندتها للانتفاضة في سورية.
"الدين والدولة والديمقراطية من زاوية أركونية" عنوان كتاب للباحث بوبكر بوخريسة، صدر عن "مركز دراسات الوحدة العربية". يناقش العمل مفاهيم ومنهج تفكيك المعرفة الإسلامية الأرثوذكسية عند محمّد أركون. ومن بين الموضوعات والعناوين الإشكالية الكثيرة التي أثارها وعالجها المفكّر الجزائري الراحل، يدرس المؤلّف موضوعات الدين والدولة والديمقراطية بوصفها "موضوعات مترابطة وتتعلّق بالتحدّيات الرئيسية التي لا تزال الدولة الوطنية الحديثة ونماذج الحكم المعتمدة في البلدان العربية والإسلامية تواجهها حتى اليوم".
دراسة مُوجَزة ولكنّها ثاقبة للصراعات بين العِلم والدّين التقليدي في القرون الأربعة الماضية، هذا ما يُقدّمه الفيلسوف وعالِم الرياضيات البريطاني برتراند رسل (1872 - 1970) في كتابه "الدّين والعِلم"، الصادرة ترجمته بطبعة جديدة عن "دار التكوين" أنجزها أسامة إسبر. يعرض الكتاب للروايات التي اصطدمت فيها التطورات العِلمية مع النظرات العقائدية، بدءاً من غاليليو والثورة الكوبرنيكية، وصولاً إلى الإنجازات الطبّية في التخدير والتلقيح، دون أن ينسى الإشارة أنظمة المعتقدات، وبالتالي المناقشات الحاصلة بين العِلم الحديث والكنيسة.
عن "دار الجديد"، صدرت الترجمة العربية لكتاب "لم يُعد معنا: سيرة مغيَّب" للصحافية الفرنسية غرانس لوكان. بالاستناد إلى مقابلات أجرتها معه قبل عودته إلى سورية واختفائه فيها عام 2020 وتحدّث فيها عن الاعتقال والتعذيب واللجوء إلى ألمانيا، تروي لوكان، في الكتاب الصادر بالفرنسية عام 2022، قصّة مازن الحُمادة؛ أحد المعتقَلين الناجين من سجون النظام السوري الذين نَقلت شهاداتهم في كتابها "قيصر: في قلب آلة الموت السورية" (2015). غطّت لوكان الثورة السورية، وأخرجت وثائقياً (مع ستيفان مالتير) بعنوان "أرواح سورية المفقودة" (2022).
بتوقيع المترجم غسّان حمدان، صدرت، عن "منشورات غاف"، الترجمة العربية لرواية "سينمائي مدينة الفضّة" للروائي الأفغاني محمد آصف سلطان زاده (1964). يروي العمل قصّة مصوّر سينمائي متنقّل، درس السينما ولم يحصل على شهادة جامعية ولم يصنع فيلماً، لأنّ الحروب الأهليّة تُغيّر حياتَه؛ حيث يهرب من مدينة إلى أُخرى بسبب الخوف من "طالبان". من غلاف الكتاب نقرأ: "اذهب في طريقك. ربّما في ذات يوم اصطدمنا ببعضنا وصرنا جيراناً. لا توجد مدينة من دون موسيقى ولا أفلام. يقول آصف هذه الكلمات لمحلّ الأشرطة ثم يُغلق حقيبته ويُغادر إلى مدينة أُخرى".
يُركّز أستاذ التاريخ والباحث البريطاني مايكل أ. كوك في كتابه "تاريخ العالَم الإسلامي: من أصوله إلى فجر الحداثة" الصادر عن "منشورات جامعة برينستون"، على التطوّرات التي شهدتها الحضارة الإسلامية منذ لحظة صعودها في نهاية القرن السابع الميلادي، سواء العسكرية والسياسية والثقافية، على امتداد جغرافيا واسعة امتدّت من الصين شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، ويهتمّ أيضاً بما قدّمته هذه الحضارة الجديدة من تمايُزات عن حضارات سابقة، وكذلك تتوّعها الكبير في سياق وحدتها، مع استعراض نماذج عديدة لفلاسفة وعلماء مسلمين.
