منامات الأنثى والذكر... أيّها أهم؟

منامات الأنثى والذكر... أيّها أهم؟

25 يناير 2024
+ الخط -

معظم الأديان السماوية وغير السماوية، وربّما جميعها، تتعامل مع الأنثى على أنّها أقل شأناً من الذكر على الصعيدين الديني والدنيوي، وتعتبر الذكر مخلوقاً متفوّقاً عليها، وهذا التفوّق منحه إياه الله، فالنبي والرسول والكاهن والشيخ... جميعهم ذكور. 

يَرى بعض المشايخ ورجال الدين أنّ المنامات تُقسم إلى نوعين: منام رؤيا يرسلها الله للشخص، وفيها رسائل وإشارات تتعلّق بحياته الماضية أو المستقبلية أو بعائلته وأصدقائه وغير ذلك. والنوع الثاني هو مجرّد منام لا معنى له، أي مضمونه خالٍ من أي إشاراتٍ، أو رسائل ذات قيمة.

ويعتبرون أنّ طبيعة المنام هي التي تحدّد، إن كان رؤيا أو مجرّد منام عادي، سواء أكان صاحب المنام أنثى أو ذكراً. فمثلاً، حين يرى أي شخص في منامه أنّه ذهب إلى السوق واشترى بعض الخضار والفاكهة والثياب، وفي طريق العودة لم يستطع ركوب الحافلة بسبب الازدحام، فاضطر إلى المشي ووصل إلى منزله متعباً.. هذا المنام، وما يُشابهه، لا يُعتبر رؤيا بل مناماً عادياً، ولا يُعار أي اهتمام.

أمّا إن رأى الشخص في منامه أنّه مسافر وتعرّض لحادث ما، أو أنّه في عزاء لأحد الأشخاص المقرّبين، أو أنّه في زيارة إلى إحدى المقدّسات وما شابه، فهذه تُعتبر رؤيا.

الأنثى مثل الذكر؛ بعض مناماتها تكون رؤيا، إلا أنّه لا يتم التعامل مع رؤاها باهتمامٍ وجدية مثل رؤى الذكر

والأنثى مثل الذكر؛ بعض مناماتها تكون رؤيا، إلا أنّه لا يتم التعامل مع رؤاها باهتمامٍ وجدية مثل رؤى الذكر. ولكن هذا لا يعني أنّ رؤى الذكور يتم التعامل معها كلها بالاهتمام والجدية ذاتهما، فالذكر الزاهد والمعلم الروحي والشيخ والكاهن والمتديّن، تحظى رؤاهم بالاهتمام الشديد والتفسير والنقاش، وتؤخذ دلالاتها والرسائل التي تحملها على محمل الجد أكثر من الذكور غير المتدينين. بينما لا يتعاملون مع رؤى الأنثى بالطريقة نفسها، سواء أكانت هذه الأنثى متديّنة أو غير متديّنة. 

منامات الإناث والذكور الذين هم تحت سن الـ 15 سنة، تُعتبر كلّها تقريباً منامات أطفال، ولا معنى لها. إلا في بعض الحالات النادرة. مثلاً، طفلة أو طفل يعاني من مرض خطير يرى في منامه أنّه يُقدم أضحية لوجه الله، أو يزور إحدى المقدسات وما شابه. مثل هذا المنام يؤخذ بعين الاعتبار، وغالباً يتم تنفيذه على أرض الواقع من قبل الأهل بعد أن يتم أخذ رأي رجل الدين بخصوصه.

المنام الخاص بالمقدسات ودلالاته

رغم أنّ أصحاب الرأي أعلاه يعتبرون منام الذكر أهم من منام الأنثى، إلا أنّهم يؤكدون، وبشدّة، على عدم تجاهل أيّ منام له علاقة بالدين، سواء كان من رآه أنثى أو ذكراً، وخاصة إذا كانت له علاقة بزيارة المقدّسات والنذور والأضاحي، لأنّ حسب رأيهم واعتقادهم مثل هذا المنام يُعتبر رؤيا تحمل رسائل وإشارات ودلالات من السماء. حتى في هذا النوع من المنامات يحظى منام الذكر باهتمام أكثر من منام الأنثى، لأسبابٍ كثيرة لها علاقة بالسلطة والأعراف والتقاليد الذكورية وغيرها.

 مثلا لو رأى الذكر أنّه يزور ضريحاً لأحد الأولياء، أو أي مكان مقدّس ويقدم أضحية خروفاً، فمن واجبه تنفيذ ما رآه على أرض الواقع، وإلا سيتعرّض للعقوبة الإلهية، ولن يجرؤ أي رجل دين أو شيخ ممن يتبنون فكرة أنّ الرجل ومناماته أهم وأعظم قدراً وقيمةً عند الله من المرأة بأن يُفتي له بعكس ذلك. بل هناك من سيقول له: لا يجوز على الإطلاق استبدال الخروف بعجل أو ماعز ويجب تنفيذ الرؤيا كما هي. 

 مثل هذه الرؤيا يتم تفسيرها بأنّ الشخص قد يكون عليه نذر ما قد نسيه، أو مُقصّر في إعطاء صدقات للفقراء والمساكين، أو أنّ هناك مصيبة مستقبلية ستحل به أو بعائلته، فتكون الأضحية سبباً في عدم قوعها، وغير ذلك الكثير.

يحظى منام الذكر باهتمام أكثر من منام الأنثى، لأسباب كثيرة لها علاقة بالسلطة والأعراف والتقاليد الذكورية وغيرها

أمّا لو رأت الأنثى المنام ذاته، سيكون رأي هؤلاء أنّ الله لن يعاقبها إن لم تقم بالتضحية كما رأت في المنام تماماً، ولكن هذا لا يعفيها من تقديم أضحية بشكل مخفّف، فمثلاً إنْ رأت في منامها أنها تُضحي بخروف، فبمقدورها إن كان ثمن الخروف مئة دولار إنفاق خمسين دولاراً على الفقراء والمحتاجين بدون أن تقدّم أي ذبيحة؛ أو أن تشتري بالخمسين دولاراً عدّة ديوك وتذبحها!

بناءً على رأيهم، فإنّ الرؤيا من عند الله، والهدف منها قد يكون تنبيه الشخص على تقصير ما متعلق بدينه أو دنياه، أو إعطاءه إشارة لأمر قد يكون سلبياً أو إيجابياً سيحدث له في المستقبل وما شابه. ويعتبرون أيضاً أنّ الرؤيا هي نوع من الرأفة والرحمة الإلهية لعباده، وغالباً يرسلها لرجال الدين والصالحين والذكور المتدينين أكثر من الذكور غير المتدينين، ويرسلها للذكور غير المتدينين أكثر من النساء!

رامي غدير
رامي غدير
مسرحي، لديه عمل مطبوع بعنوان "الرواية"، يكتب في عدد من المواقع والمجلات الإلكترونية، وهو أحد مؤسسي مقهى قصيدة نثر الثقافي في مدينة اللاذقية.