غزّة: انعطافة في الإعلام الغربي... باستثناء الفرنسي
اللافت في تغطية الإعلام الغربي، هو استعماله الوسائط المتعددة بهدف إيضاح الخسائر البشرية للشعب الفلسطيني. وقامت "واشنطن بوست" بإعداد رسم بياني عبر الوسائط المتعددة، يتم تحديثه مع ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان، تحت عنوان "الأطفال يدفعون ثمناً باهظاً في غزة". ويعتمد البيان على رسوم رجال ونساء وأطفال، ويظهر عمر الشخص عند الضغط على كل رسم، مع اليوم الذي استشهد فيه.
لكن التعاطف الغربي الذي بدأ يظهر بعد سقوط أكثر من 1300 شهيد فلسطيني أغلبهم من الأطفال، وبعد تدمير شبه تام لأحياء بأكملها، لم ينسحب على الإعلام الفرنسي. إذ يبدو أن التناغم بين السياسة الفرنسية الداعمة بشكل مطلق للاحتلال، وبين إعلامه هو تناغم شبه تام. ولعل أبرز دليل على ذلك، هو التقرير الذي عرضته قناة "فرنس 24" (وهي قناة فرنسية رسمية). في التقرير يظهر مراسل المحطة وهو في سيارة جيش الاحتلال، متّجهاً إلى أحد أنفاق "الإرهاب". يدخل المراسل، كريس مور، رفقة ضباط إسرائيليين داخل النفق... هناك داخل النفق الضيق يخبرنا جندي عن المعارك التي يخوضها جيشه لمحاربة الإرهاب وسط ذهول المراسل.
في الصحف الفرنسية، وتماماً كما كانت الحال منذ انطلاق العدوان: تبني سياسي للخطاب الإسرائيلي... لكن كل الصحف الغربية الفرنسية والأميركية والبريطانية، بدأت تنكسر حدةّ الاصطفاف لديها، في صفحات الرأي. هناك نجد نقاشاً حقيقيّاً، تنوّع بدأت ملامحه تظهر: صحيفة الـ"نيويوركر" تنشر مقالة رشيد خالدي عن "العقاب الجماعي للفلسطينيين". وفي "نيويورك تايمز" دايفيد كيركباتريك، يكتب عن تواطؤ الدول العربية على "حماس" وعلى الفلسطينيين.