"الائتلاف السوري": التحالف ضد "داعش" سيفشل والثوار مستعدون للتعاون

"الائتلاف السوري": التحالف ضد "داعش" سيفشل والثوار مستعدون للتعاون

إسطنبول

عامر شهدا

avata
عامر شهدا
16 سبتمبر 2014
+ الخط -
يشكّك نائب رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، فاروق طيفور، بإمكانيّة نجاح العمليّات العسكريّة ضدّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة"، في وقت تبدي فيه "جبهة ثوار سورية"، استعدادها التعاون والتنسيق مع التحالف الدولي، وسط ترجيحات بأن تكون الأحزاب الكرديّة المسلّحة في سورية، الحليف الرئيس للغرب في مواجهة "داعش".

ويعرب طيفور، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن أسفه لـ"تحرّك العالم من أجل قتل مواطنين أميركيين، وعدم تحرّكه لأكثر من ثلاث سنوات ونصف، تجاه جرائم وإرهاب النظام السوري، والتي أدّت إلى مقتل مئتي ألف سوري وتشريد الملايين وتدمير البلاد".

ويشبّه طيفور "سلوك العالم هذا، بما حصل حيال موضوع استخدام الكيماوي، حين صُودر السلاح، وتُرك المجرم طليقاً"، مستغرباً "عدم دعوة المعارضة السوريّة إلى اجتماع جدّة". 

ويعتبر أنّ "الحلف الإقليمي ــ الدولي ضد تنظيم داعش، سيكون مصيره الفشل، لأنه لم يجرِ التخطيط له بشكل صحيح أو سليم، وجاء نتيجة قرار آأحادي من دون مشاركة أصحاب القضيّة"، متسائلاً: "ما فائدة الطائرات الحربيّة، والطائرات بلا طيّار، من دون التنسيق مع من يملك الأرض؟".

وفي موقف يناقض موقف الائتلاف لناحية دعم العمليات العسكريّة ضد "داعش"، ويعكس حالة التخبّط، وربّما الانقسام في صفوفه، يكرّر طيفور انتقاد لقاء جدّة، ويتوجّه إلى المشاركين فيه بالقول: "قاتلو داعش بأنفسكم، فالشعب السوري والمعارضة والجيش الحر، غير معنيين بما جاء في مؤتمر جدة، لأن قضيتنا الرئيسة هي ضد النظام قبل داعش، والشعب السوري مدرك لما يُخطط له في الخارج، وهو صاحب القرار بتوجيه بندقيته نحو قاتله الحقيقي".

ويذكر طيفور بأن "الجيش الحرّ حارب داعش لمدّة طويلة، وتمكّن من طرده من مناطق عدة، لكنّ دول أصدقاء سورية، تعمّدت منع الدعم والسلاح عن الثوار، لتضخّم في المقابل قوّة تنظيم داعش العسكريّة".

في موازاة ذلك، أبدت "جبهة ثوار سورية"، استعدادها للتعاون والتنسيق من أجل التخلّص من التنظيم المتطرّف. ودعت، في الوقت نفسه، إلى توسيع العمل العسكري، ليشمل ضرب مقرات النظام ومنشآته العسكريّة.

ويذكّر القائد العسكري، عضو مجلس شورى الجبهة، أبو فيصل، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأنّ "فصائل المعارضة حاربت التنظيم، منذ أكثر من سنة، أي قبل أن تتّخذ الدول الغربيّة والعربية القرار بشنّ الحرب عليه". 

وفي حين ينفي إجراء الولايات المتحدة، أو أي دولة عربيّة، أو حتى الائتلاف المعارض، أيّ اتصال مع الجبهة حتى الآن، يبدي "استعداد الجبهة للتنسيق والتعاون بهدف ضرب داعش".

ويشير إلى أنّ "حشوداً عسكريّة، توجّهت خلال الأيام القليلة الماضية إلى محيط المناطق، التي يسيطر عليها التنظيم المتطرّف، في ريف حلب الشمالي".

ويرفض القيادي العسكري "الاتهامات بتحويل البندقيّة الموجهة ضد النظام إلى قتال تنظيم داعش"، مشيراً إلى أن "الجبهة لم ولن تحد يوماً عن هدفها الرئيس، الذي وجدت من أجله، وهو إسقاط النظام بكلّ رموزه وأشكاله".

ويشدّد على أن "القتال لم يتوقّف ضد قوات الأسد، والجبهات تشهد لنا، خصوصاً في المنطقة الجنوبيّة، وبشكل خاص في القنيطرة أخيراً".

لا ينكر أبو فيصل أنّ تنظيم "داعش"، قام بدور السد المنيع بين الثوار والنظام السوري". ويضيف: "لهذا اﻷمر، نحن نقاتل كل من يمنعنا من إسقاط هذا النظام"، لافتاً إلى أن "المعارضة المسلّحة مع أيّ عمليّة أو مبادرة، أو حتى اتفاق، يؤدي إلى إنهاء وجود هذا التنظيم في سورية".

ويقول: "إذا كانت الضربات الجويّة ستساعدنا على اخراجه (داعش) من سورية، وتخدم مصلحة الشعب السوري والثورة السوريّة، فإننا نرحّب بها". ويدعو إلى "فرض حظر جوي على سلاح الجو للنظام السوري، إلى جانب توسيع العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية لتشمل النظام، كونه السبب الأساسي لظهوره".

في موازاة ذلك، يرى الناشط الحقوقي الكردي، مسعود عكو، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "القرار الأميركي بضرب داعش في سورية، قد تأخّر كثيراً، فقد كان على واشنطن أن تزامن هجماتها ضد التنظيم في العراق، مع هجمات موازية في سورية"، لافتاً إلى "ترحيب ودعم الأحزاب الكرديّة المنضوية تحت مظلة الائتلاف الوطني السوري بالقرار الأميركي".

ويشير، تعليقاً على الأنباء المتداولة لناحية أنّ وحدات "حماية الشعب الكردي"، الجناح العسكري لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، ستكون الحليف الرئيس للغرب في مواجهة تنظيم داعش، إلى أن "هذه الوحدات، هي القوى العسكريّة الكرديّة الوحيدة المنظمة، والتي تقاتل التنظيم منذ ولادته".

ويؤكّد أنّ "تسليحها وارد جداً"، من دون أن ينفي أنّ "المخاوف التركيّة، ستُؤخذ بالتأكيد بعين الاعتبار، من قبل الإدارة الأميركية والشركاء الغربيين".

ويحمل عكو على "ازدواجيّة المواقف لدى قسم كبير من المعارضة السوريّة، إذ تصف تنظيم داعش بالإرهابي، عندما يقاتل العرب في الرقّة ودير الزور وحلب، أما حين يقاتل وحدات الحماية الشعبية الكردية في القامشلو وكوباني وعفرين، يتحوّل داعش إلى جيش حرّ وثوار وفصائل عسكريّة مسلّحة معارضة".

ويعرب عن اعتقاده بأنّ "الغرب يقرأ هذا التناقض بعناية، إذ توصّل إلى نتيجة مفادها، ألا شريكا حقيقيا له في المعارضة السوريّة المسلّحة"، على حدّ تعبيره.

ذات صلة

الصورة

سياسة

ليست هي المرة الأولى التي يتعرض فيها قائد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي لمحاولة اغتيال، فالرجل يعد من أبرز المطلوبين لأنقرة التي تعتبر قواته تهديداً لأمنها القومي، وتجهد للحد من خطرها من خلال "تحييد" قيادييها.
الصورة
مشتل للأزهار على أنقاض الحرب في الموصل العراقية

مجتمع

مناظر الخراب والأماكن المدمرة التي خلفتها الحرب الأخيرة ضد تنظيم داعش الإرهابي، لم تكن عائقاً أمام طموح أهالي مدينة الموصل شماليّ العراق، لإعادة الحياة إلى سابق عهدها وإزالة الأنقاض منها.
الصورة

سياسة

تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي، اليوم الجمعة، الانفجار الذي شهدته مدينة الكاظمية شمالي العاصمة العراقية بغداد، ليل أمس الخميس، على الرغم من بيان رسمي عراقي أكد أن الانفجار ناجم عن حادث عرضي جراء أنبوبة غاز، بحسب تحليل الخبراء ومراجعة كاميرات المراقبة.
الصورة

منوعات

فاز ثمانية مهندسين معماريين مصريين في مسابقة دولية لإعادة بناء مجمع "جامع النوري" التاريخي في مدينة الموصل العراقية، كما أعلنت "يونسكو" منظمة المسابقة الخميس.

المساهمون