العراق: فشل تظاهرات إسقاط حكومة العبادي

العراق: فشل تظاهرات إسقاط حكومة العبادي

30 سبتمبر 2014
أثناء وجود العبادي في الأمم المتحدة (سبينسر بلات/getty)
+ الخط -

فشلت، اليوم الثلاثاء، أولى محاولات إسقاط حكومة العبادي ونزع ثقة الشارع العراقي عنها، وذلك بعد تعذّر خروج التظاهرات التي أعدّ لها مسبقاً للتنديد بحكومة العبادي وسياسته الجديدة؛ وهي التظاهرات التي وجه مسؤولون عراقيون أصابع الاتهام إلى رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، بالتحريض عليها.

وكان من المقرر أن تخرج مظاهرات اليوم، في بغداد والبصرة والناصرية والعمارة والسماوة والديوانية والنجف وكربلاء وواسط، للتنديد بـ"فشل" حكومة العبادي.

 وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد"، من مختلف مناطق بغداد، فإن "شوارع العاصمة بغداد شهدت منذ ساعات الصباح انتشاراً أمنياً مشدداً، فيما نُصب مراكز أمنية متنقلة، خصوصاً بالقرب من منطقة ساحة التحرير في الباب الشرقي". ولم تكن المحافظات الجنوبية بمنأى عن تلك الإجراءات المشدّدة، التي حالت دون خروج التظاهرات.

وأكّد الشهود أنّ "الانتشار الأمني ولّد ازدحاماً مرورياً كبيراً تسبب في حالة من الذعر لدى المواطنين المتوجّهين إلى عملهم منذ الصباح"، مؤكداً أنّ "ذلك دفع المواطنين إلى التذمّر من توجهات المالكي، التي لا تراعي مصلحة المواطنين، بقدر ما تراعي نزواته الشخصية وولعه بكرسي الحكم"، بحسب تعبيرهم.

من جهته أكد مصدر سياسي مطّلع، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أصدر أمس أوامره للأجهزة الأمنية باعتقال كل من يحاول التظاهر في يوم الـ30 من سبتمبر/أيلول الجاري، خصوصاً وأن الجهات الرسمية لم تمنح أية موافقة للتظاهر لأي جهة".

 وأضاف المصدر نفسه أنّ "العبادي عدّ أي تظاهرة تخرج للتنديد بحكومته بأنّها غير شرعية، ومحاولة مدفوعة الثمن من قبل المالكي لإسقاط الحكومة". وقال إنّ "المالكي يعقد اجتماعات متواصلة كان آخرها في فندق بابل في بغداد، مع جهات عدّة من الموالين له لوضع خطوط عامة للتحرّك والتشويش على العبادي، والإساءة لشخصيات بارزة في حكومته واعتبارهم (خونة) وساعين للحصول على مصالح شخصية وحزبية".

 من جهته قال النائب عن "اتحاد القوى العراقية"، رعد الدهلكي، إن "هذه التظاهرات هي مسعى للتشكيك بنجاح العبادي وخطواته الحقيقية الصحيحة لتشكيل دولة مؤسسات".

وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "خطوات العبادي إيجابية وفي حال استمر بهذا الاتجاه، فإنّ الشعب سيحصد ثمار ذلك من خلال بناء مؤسسات دولة حقيقية، وحماية الشعب من التفرد بالحكم".

وتعرض العبادي لانتقادات شديدة، من قبل ميلشيات ومرجعيات وتيارات سياسية شيعيّة، بسبب قراره وقف القصف العشوائي على المدن وإبعاد ضباط مقربين من المالكي.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنتديات إلكترونية مؤيدة للمالكي، دعوات لتظاهرات حاشدة في بغداد، للمطالبة بتنحي العبادي، كما وُزعت مناشير اتّهمته بالضعف وموالاة "الشيطان الأكبر"، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وشهدت المنطقة الخضراء في بغداد منذ الأول أمس الأحد، استنفاراً أمنياً مشدداً، في حين انتقد المرجع الشيعي، مؤسس لواء "أبو الفضل العباس"، قاسم الطائي، ما وصفه بـ"لين العبادي تجاه المشكلات الأمنيّة، ومجاملته للأطراف السياسية الأخرى على حساب الجمهور الذي انتخبه".