نسيج أسطوري

06 يناير 2016
فرانسيس نيوتن سوزا/ الهند
+ الخط -

يأخذ تكاثر النزاعات المسلّحة والعمليات الإرهابية في تهديد الكثير من الطمأنينات البشرية. إنها وخزات إبر في الجسد الذي خدّرته الرفاهية والقدرات العلمية على التوقّع. لم تحظ كل الإنسانية بالقدر نفسه من الرفاهية، ولكن أثر التخدير عام.

كان وعد الحداثة، منذ قرون، هو جعل الوجود الإنساني في هذا العالم أقل عنفاً، ولقد تحقق شيء كثير من ذلك، غير أن العقل البشري كانت تنتابه، منذ نهايات القرن التاسع عشر، ومضات من عدم التصديق.

ومضات تشكّلت في كتابات حادّة مع نيتشه، إذ يفضح في وحدته المغالطات ويبدّد رصيد الوعود، لتأتي بعده تيارات فكرية وفنية متعدّدة طوال القرن العشرين تدعو إلى تنحية القشرة التي تحجب العنف أو الحقيقة، وتمنع الإنسان من التموقع، لا في موضع الإقامة المطمئنة، ولا تتركه يعيش وحشة العالم ويتذوّقها ويصنع منها معدنه الشخصي.

ما زلنا إلى اليوم في نفس المنعرج، نعيش تحت هذه الغيوم. أمّا فوق الأرض، فقد تضخّمت من حولنا شبكة الأحداث وتعقّدت: الحياة اليومية متعثّرة، وفي الآفاق حروب لا تسمّي نفسها بالعالمية وهي كذلك، أو ضربات إرهابية هنا وهناك.

لا يوجد مكان يقع تماماً تحت سقف الحماية. لا يوجد إلا نسيج أسطوري من الثقة مجهولة المصدر نسكن فيه، وأحياناً يراودنا من دون سبب تحمّس لتبديده ورؤية الأشياء كما تقع بالفعل، وقد نزيد عليها من تراكمات التشاؤم البشري.



اقرأ أيضاً: سردية جائرة
المساهمون