نتنياهو ينقلب على يعالون ويمهد لضرب أسهمه في "الليكود"

نتنياهو ينقلب على يعالون ويمهد لضرب أسهمه في "الليكود"

16 مايو 2016
تصاعد التوتر بين نتنياهو ويعالون (Getty)
+ الخط -
تصاعد التوتر بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه موشيه يعالون، وبلغ أمس ذروته بعد أن اعترض نتنياهو على خطاب لوزير الأمن أمام ضباط الجيش، طلب منهم يعالون خلاله "ألا يخافوا من قول موقفهم في مختلف القضايا، دون خوف أو وجل".

وأصدر نتنياهو، خلال لحظات من وصول تصريحات يعالون هذه، وحتى قبل أن ينهي الأخير خطابه، بياناً أعرب فيه عن رفضه لها، وأنه سيستدعي وزير الأمن لجلسة للاستفسار عن كنه هذه التصريحات والمقصود منها.

ويأتي هذا التصعيد بعد شهرين من التوتر في العلاقات بين الرجلين، اندلع بداية بعد جريمة إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف على أيدي الجندي القاتل أليئور أزواريا، وتأييد موشيه يعالون لموقف قيادة الجيش المعلن رسمياً، أن "القتل تم بدم بارد ودون مبرر"، فيما قام نتنياهو بالاتصال بعائلة الجندي القاتل، معرباً أمام والده عن "تفهمه للمحنة التي تعيشها عائلة الجندي".

واستمر التوتر بين الرجلين، لاحقاً، عندما كرر يعالون وقوفه وتأييده لمواقف قيادات بارزة في جيش الاحتلال، أبرزها نائب رئيس أركانه، الجنرال يئير غولان، الذي فاجأ الإسرائيليين، عندما أعلن في مراسم إحياء ذكرى الهولوكوست قبل أسبوعين، أن ما "يخيفه في ذكراها هو وجود تفاعلات وأجواء في المجتمع الإسرائيلي اليوم شبيهة بتلك التي سادت إبان عهد النازية في ثلاثينيات القرن الماضي". وقد أثارت هذه التصريحات غضباً في أوساط اليمين الإسرائيلي، وسارع نتنياهو إلى الإعلان عن رفضه لهذه التصريحات، وهذه المقارنة، متهماً غولان أنه "يهين ذكرى الهولكوست".

ومع أن نتنياهو أعلن نهاية الأسبوع الماضي، أن هذه التصريحات "باتت خلفنا"، إلا أنه اعتبر أن تصريحات يعالون ومطالبته الجنود "بعدم الخوف، ومن قول موقفهم وما يفكرون به"، موجهة له، وأنه اتهام بفرض نوع من الترهيب ضد قادة الجيش.

في غضون ذلك، وعلى أثر إعلان نتنياهو عزمه عقد جلسة رسمية مع يعالون حول هذه التصريحات، فقد تعالت الأصوات المهاجمة للأخير من داخل حزب الليكود، بما يوحي بحملة تلقائية هدفها ضرب مكانة يعالون داخل الحزب، وفي أوساط اليمين الإسرائيلي، خاصة وأن الرجل يعتبر من أنصار الاستيطان والمستوطنين وسبق أن عبر عن مواقف أكثر تطرفاً من نتنياهو.

وقد شكل إعلان نتنياهو الضوء الأخضر لمهاجمة يعالون، حافزاً لوزيرة الثقافة والرياضة ميريت ريجف، التي أعلنت أن "وزير الأمن أصيب على ما يبدو بالبلبلة"، وأن على "كبار ضباط وقادة الجيش قول ما عندهم في الأطر المناسبة، وفي القضايا التي يتولون المسؤولية عنها ليس أكثر".  

بدوره، انضم وزير الطاقة يفال شطاينتس، هو الآخر للهجوم على يعالون معتبراً أنه "في الأنظمة الديمقراطية الصحيحة لا يعبر ضباط الجيش أو الشرطة عن مواقفهم ولا يوجهون الانتقادات للبرلمان".

وعلى الرغم من الاعتماد على هذه التصريحات ليعالون، في شن هجوم عليه، إلا أنه يبدو أن الحملة عليه ترتبط بشكل أساسي بمحاولات نتنياهو توسيع ائتلافه الحكومي، سواء عبر إدخال المعسكر الصهيوني، بقيادة هرتسوغ للحكومة، أو عبر ضم حزب أفيغدرر ليبرمان، "إسرائيل بيتنا للحكومة".

وكان ليبرمان قد اشترط قبل تشكيل الائتلاف الحكومي، حصوله على حقيبة وزارة الأمن، لكن نتنياهو رفض هذا المطلب، باعتبار أن يعالون كان وزير الأمن في حكومته السابقة، وأن هذه الحقيبة يجب أن تبقى مع وزير من الليكود.

إلى ذلك، يرى مراقبون سياسيون في إسرائيل، أن مواقف يعالون الأخيرة، وتراجع العلاقة بينه وبين نتنياهو تشير إلى أن الأخير قرر "الاستقلال" كلياً عن نتنياهو، وفك حبل السرة بينهما.

لكن مع ذلك ليس واضحاً ما إذا كان نتنياهو سيغامر بإقالة يعالون، كما حدث معه في ولايته الأولى، عندما أقال وزير الأمن آنذاك يتسحاق مردخاي، عبر بث مباشر وبشكل مهين للغاية. وقد يكتفي نتنياهو هنا بضرب مكانة يعالون داخل أوساط الليكود واليمين المتطرف، خاصة وأن مواقف يعالون في مسألة إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف، أثارت ضده جمهور المستوطنين، الذين كانوا يعتبرون مصوتين تقليديين ليعالون في الانتخابات التمهيدية داخل الليكود.

 ​

المساهمون