موسكو تتخوف على وجودها في سورية بسبب مخاطر حجز الناقلات

15 يوليو 2019
جبل طارق حيث احتجزت الناقلة غريس 1 (فرانس برس)
+ الخط -
تتخوف روسيا من تداعيات نفاد الوقود في سورية على وجودها في هذا البلد، وبقاء نظام الرئيس بشار الأسد نفسه.

وقالت صحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية، في تحليل حول مخاطر أن تقوم السفن الحربية الأميركية باحتجاز ناقلات نفط روسية في المتوسط، أن ذلك سيحول مجرى الحرب داخل سورية، كما سيهدد الوجود العسكري الروسي في القواعد السورية.  

وكان الأسطول البحري البريطاني قد احتجز ناقلة نفط إيرانية في ميناء جبل طارق في 4 يوليو/ تموز الجاري، كانت تحمل شحنة نفطية إلى سورية بسبب عقوبات نفطية أوروبية على سورية، ولا تزال رهن الاحتجاز.

وتقضي العقوبات الأوروبية المفروضة على سورية، حظر استيراد النفط واستثمارات محددة وتجميد أصول البنك المركزي السوري في دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى حظر استيراد المعدات والتقنيات التي يمكن أن تستخدم في قمع المدنيين. وتواجه سورية منذ إبريل/ نيسان الماضي أزمة وقود حادة.

ولدى نظام الأسد طريقين للحصول على النفط، أحدهما من إيران والثاني من روسيا. ويعد إيقاف ناقلة النفط العملاقة "جريس1" التي تحمل شحنة النفط الخام إلى سورية في جبل طارق بداية لإغلاق الباب أمام إمدادات النفط الإيراني لنظام الأسد بشار الأسد، وبقي الطريق الثاني وهو شحنات النفط الروسية.


وقالت الصحيفة الروسية، من غير المستبعد أن يحاول الأميركيون فعل الشيء نفسه الذي فعله البريطانيون مع الناقلة "غريس 1"، مع ناقلات نفط روسية تعبر مضائق البحر الأسود، وتنقل بنشاط كبير الخام والبنزين والديزل، من ميناء نوفوروسيسك الروسي إلى سورية، بما في ذلك، لطائرات الروسية في قاعدة حميميم وللقوة البحرية الروسية الدائمة في طرطوس.

وحسب الصحيفة ، فإن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، باتت متأكدة من أن جزءاً كبيراً من هذا الوقود يسلّم إلى مقاتلي الأسد.

وكان قد ورد على لسان المحلل في مركز الولايات المتحدة لدراسات الطاقة العالمية، جوليان لي، في مقال نشرته مؤخرا الطبعة الأميركية من بلومبيرغ. وجاء فيه: "لدى الحكومة السورية صديقان رئيسيان منتجان للنفط، إيران وروسيا".

ويرى التحليل "نظراً لإغلاق الطرق أمام وصول النفط الإيراني، فقد يضطر نظام الأسد إلى اللجوء إلى المسار الثاني، وهو النفط الروسي ومشتقاته، وهذا يمثل مجموعة جديدة من المخاطر المحتملة على روسيا.

ولا يستبعد التحليل، مناقشة احتمال وقف ناقلة نفط روسية في بحر إيجة، وكذلك محاولة منع ناقلات النفط الروسية من الوصول إلى البحر المتوسط من نوفوروسيسك.

المساهمون