فصائل غزة: حان الوقت لوقف التنسيق الأمني وتجريم مرتكبيه

فصائل غزة: حان الوقت لوقف التنسيق الأمني وتجريم مرتكبيه

23 يونيو 2014
غزة ترفض التنسيق الأمني مع الاحتلال (أشرف عمرة/الأناضول/Getty)
+ الخط -

أثار استمرار التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، والذي تصاعد عقب اختفاء المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة في مدينة الخليل، غضب الفلسطينيين الذين يعتبرونه "خيانة".

وتبرّر السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، بأنه ضروري والتزام بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، إلى جانب تبريرها الجديد، ومفاده أنه يهدف إلى منع توسع العدوان ضد الفلسطينيين في الضفة.

وفي غزة، وصف مسؤولون في الفصائل التنسيق الأمني بالخيانة الوطنية، مؤكدين أن استمرار ذلك في ظل رفض الفلسطينيين التعاون مع المحتل، أمر غير مقبول، داعين الرئيس، محمود عباس، الذي اعتبر في وقت سابق أن التنسيق الأمني "مقدَّس"، إلى وقفه فوراً.

التنسيق جريمة

وقال القيادي في حركة "حماس"، إسماعيل رضوان، لـ"العربي الجديد"، إن "التنسيق الأمني يُوصّفُ في اتفاقات القاهرة للمصالحة بأنه جريمة، وبالتالي فإن استمرار هذه الجريمة وخروجه من السياق الشعبي يدفعان لوقفه فوراً وعدم الاستمرار فيه رغم كل المبررات التي تساق".

واعتبر رضوان أن "استمرار التنسيق الأمني هو خروج عن الإطار الوطني والشعبي"، وتساءل عن "جدوى بقاء السلطة التي لا تعمل لصالح شعبها ووطنها وتواجه تطلعاته في الحرية والعيش الكريم وتحرير أرضه من الاحتلال بمساعدة العدو على الشعب".

وأوضح أن "التنسيق الأمني مع إسرائيل ساعدها في عملياتها الأخيرة في الضفة التي استشهد جراءها ثمانية فلسطينيين، واعتقل أكثر من 300 آخرين"، داعياً "قيادات وضباط الأمن في الضفة إلى عدم الانصياع وراء أوامر التنسيق الأمني".

ورفض رضوان التبريرات التي تسوقها السلطة الفلسطينية لعمليات التنسيق الأمني، والتي تزعم فيها أنها "لحماية الفلسطينيين ومنع المزيد من الاعتداءات"، لافتاً إلى أن "الاحتلال في السابق أوقف كل تعاون مع السلطة غير التنسيق الأمني لأنه الأهم، ما يدل على خطورته على الشعب والمقاومة".

كأس سم

من جهته، وصف مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، التنسيق الأمني، بأنه "أشبه بكأس السم الذي نتجرعه بعد اتفاق أوسلو المشؤوم وتوابعه"، مشيراً إلى أن هذا "السم" يصبح أكثر نجاعة بالتوازي مع حجم ومدى المشاركة فيه، من قبل المستويات الأمنية والسياسية العاملة في السلطة الفلسطينية.

وأكد شهاب، لـ"العربي الجديد"، أن "استمرار التنسيق الأمني لن يفيد أصحابه ودعاته، لأنهم لن يجنوا منه سوى العار والبؤس، ولن ترضى عنهم إسرائيل بل ستبقيهم في دائرة الابتزاز"، لافتاً إلى أن "مبررات السلطة لم تعد تقنع أحداً".

وتساءل شهاب عن "علاقة حماية المشروع الوطني بما تقوم به أجهزة السلطة، وعن علاقة الدفاع عن الشعب الفلسطيني إذا كانت آليات الاحتلال تقف على أبواب مراكزها ومقراتها وتطلق النار على المواطنين، فتقتلهم أمام عيون الأجهزة الساهرة على حماية الوطن والمواطن"، في إشارة إلى شعار الأمن الفلسطيني الذي يرفعه.

التخلي عن التنسيق... وعن أوسلو

بدوره، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ذو الفقار سويرجو، لـ"العربي الجديد"، أن "كل المبررات التي تسوقها أطراف التنسيق الأمني في السلطة لا علاقة لها بالوطنية، وتتناقض مع كل أشكال دعم صمود الشعب الفلسطيني وتثبيته في وجه ممارسات الاحتلال".

وطالب سويرجو، "السلطة الفلسطينية بمغادرة مربع التنسيق الأمني، بل ومغادرة مربع أوسلو بأكمله والذي دفع السلطة إلى تقديم تنازلات مجانية"، مشيراً إلى "وجود أطراف متعددة تضغط على الرئيس عباس لوقف التنسيق"، موضحاً أن "الرئيس بات يعاني من حالة من التفرد بالقرار الفلسطيني ولا ينصت لأي رأي معارض".

وشدد سويرجو على أن "المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي تجري حالياً في الضفة الغربية بشكل واسع، كفيلة بتصعيد الضغط على السلطة لوقف التنسيق الأمني، ولوضع حد لهذه السياسة التي لم تقدم أي شيء يفيد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".

المساهمون