يبحث وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، اليوم الأحد، اقتراح بلاده إلى مجلس الأمن الرامي إلى حل الدولتين واستصدار قرار بإقامة دولة فلسطينية في حدود عام 67، مع كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال زيارتين متتاليتين، إلى رام الله وتل أبيب، اليوم الأحد.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنا عميرة، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة فابيوس إلى رام الله هي محاولة لتعبئة الفراغ الناتج عن عدم وجود أي تحرك سياسي آخر في هذا الوقت، في ظل موافقة الكثير من الأطراف على طلب الإدارة الأميركية تأجيل أي تحرك حتى نهاية أيلول/ سبتمبر أو نهاية العام الجاري".
ووضع عميرة الزيارة في سياق "التشاور حول تقديم مشروع جديد لمجلس الأمن، مؤكداً وجود "خيارات عديدة أمام القيادة الفلسطينية، ويجري الإعداد لها، وهي غير مقيدة بأي شروط للانتظار".
وكانت مصادر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، قد نفت لـ"العربي الجديد"، أن "يجري خلال زيارة فابيوس تقديم أي مسودة بخصوص مشروع إنهاء الاحتلال".
وأضافت المصادر أن "الأمور تراوح مكانها في مناقشة الأفكار العامة والخطوط العريضة التي لم تتبلور بعد أشهر طويلة من إعلان فرنسا عزمها تقديم مسودة مشروع لإنهاء الاحتلال".
ويعني ذلك، بحسب المصادر "إهدار للوقت، خصوصاً أن شهر حزيران/ يونيو قد شارف على الانتهاء، وكانت فرنسا قد صرحت أنها تنتظر نهاية هذا الشهر لتقديم مسودة مشروع إنهاء الاحتلال، باعتباره الوقت المناسب بعد انتهاء المفاوضات الأميركية الإيرانية حول السلاح النووي".
المالكي: الأفكار الفرنسية لم تتبلور
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الفلسطينية، رياض المالكي أن "الأفكار الفرنسية لم تتبلور بشكل كامل، وإنما ما زالت أفكاراً، وفرنسا تسعى لكسب المزيد من الوقت".
وأضاف في تصريحات للإذاعة الرسمية "لدينا إشكالية كبيرة مرتبطة بأن كل ما نسمعه من أفكار يأتي في سياق الحركة، ولكن لا تأتي في سياق المسؤولية لإنهاء الاحتلال".
وحول تأجيل تقديم مشروع قرار إنهاء الاحتلال، قال المالكي: "قد يكون صحيحاً، حتى أيلول/ سبتمبر لن يكون هناك تحرك حقيقي على المستوى الفرنسي الأوروبي مرتبط بمثل هذه العملية"، لافتاً إلى "خيار آخر عبر تحرك فلسطيني عربي تجاه مجلس الأمن، على نمط تحرك نهاية عام 2014، وقد نتحرك من دون الانتظار حتى شهر أيلول".
ووفقاً للمالكي ، فإن "الانتظار إلى أيلول/ سبتمبر، لا يعني وجود ضمانات كافية من قبل أي جهة بأن يبدأ التحرك وينتهي ليعطي نتائج تساعد على الخروج من الواقع الحالي، وإنما قد يكون بداية لتحرك في شهر أيلول لن ينتهي في الشهر ذاته"، داعياً القيادة الفلسطينية إلى أن "تعي ذلك لتقرر ضمن اللجنة الرباعية العربية إن كان هذا مقبولاً على المستوى الفلسطيني، أم أنه يجب المبادرة باتجاه تحرك جديد نحو مجلس الأمن".
وأشار المالكي إلى أن "فابيوس عبر عن حاجته إلى ضمانات لنجاح تقديم مشروع إنهاء الاحتلال إلى مجلس الأمن، وهذه الضمانات تستدعي الحديث مع كل الأطراف بما فيها الجانب الأميركي والإسرائيلي، لتعزيز إمكانيات النجاح، ما يعني أنهم سيأخذون بعين الاعتبار احتياجات ومطالب تلك الدول لكي تتم إضافتها لأي مشروع قرار، ما سيضعفه من وجهة نظرنا كفلسطينيين".
اقرأ أيضاً: رياض المالكي: ننتظر الرد الفرنسي بشأن مشروع القرار
ويجول فابيوس على دول في الشرق الأوسط لبحث المقترح الفرنسي قبل عرضه على مجلس الأمن، وقد زار مصر يوم أمس. ومن المرتقب أن يصل إلى الاردن ويلتقي الملك عبد الله الثاني، قبل وصوله إلى رام الله ومن ثم تل أبيب.
وحول زيارة فابيوس إلى إسرائيل، نقل موقع "والا" الإسرائيلي، عن مصادر دبلوماسية قولها إن "زيارة الوزير الفرنسي تأتي بالتنسيق مع دول عربية خليجية، وعلى رأسها السعودية، وهي الدول التي يأمل نتنياهو ببناء شبكة علاقات ومصالح مشتركة معها، في ظل معارضتها المشروع الإيراني".
ورجح الموقع أن "يتعرض عباس إلى ضغوط فرنسية، وتهديدات بفقدان السيطرة والتأثير على مضمون المبادرة الفرنسية".
وبحسب الموقع، فإن "عباس يخشى أن يسعى الطرف الفرنسي إلى تجنيد دعم أميركي لمبادرة فابيوس عبر تخفيف حدة وصيغة القرار الدولي بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي 67، خصوصاً في ما يتعلق بإدخال شرط الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية أو باعتبارها دولة القومية اليهودية".
وستتناول محادثات فابيوس مع عباس ونتنياهو، الوضع في غزة ومساعي إعادة إعمار القطاع.
ورغم أن فابيوس لم يعلن عن عزمه زيارة غزة، خلافاً لوزراء خارجية أوروبيين زاروا غزة مؤخراً، لكن مصادر إسرائيلية لم تستبعد أن يقوم بزيارة مفاجئة من دون الإعلان عنها مسبقاً.
اقرأ أيضاً: اجتماعات مكوكية في باريس تسبق التوجه الفلسطيني لمجلس الأمن