عجبا لمغاربة يسخرون من بوتفليقة

عجبا لمغاربة يسخرون من بوتفليقة

11 مايو 2014
+ الخط -
خفت صوت الساخرين المغاربة من نظام الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقية، بعد أن استمر أياماً، يسخر من الانتخابات الرئاسية في الجزائر، وزادت حدة سخريتهم، عندما صوت عبد العزيز يوتفليقة على نفسه فوق كرسي متحرك. تعددت المنصات التي هاجموا منها ما وصفوه ب "عبث الانتخابات الرئاسية في الجزائر، لكن، يبقى موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الوسيلة التي اعتمدوا عليها بشدة لتوجيه رصاصات الانتقاد والسخرية.
 
أن ينتقد مواطن ألماني أو فرنسي أو أميركي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمر طبيعي، ما دام المعني بالأمر يعيش في ديمقراطية حقيقية، وحكومته تسعى جاهدة للوفاء بجميع التزاماتها معه، لكن، أن يُنتقد بوتفليقة من مغاربة فأمر غير مفهوم، ولا يجب أن يمر مرور الكرام.
لا أتحدث عن المغاربة الذين ناقشوا الانتخابات الرئاسية الجزائرية، بموضوعية شديدة، وحاولوا ربطها بسياق عربي، سمته الأساسية العبث والاستحمار، ولا شيء غير ذلك، مع استثناءات قليلة، تؤكد القاعدة طبعا.

ما يهمني، هنا، هم المغاربة الذين حاولوا إقناعنا بأن ما حدث في الجزائر، في الانتخابات الرئاسية، وخصوصا ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة، وهو عاجز صحياً عن تحمل هذه المهمة، مجرد ماركة جزائرية مسجلة، لا وجود لما يشبهها في المغرب. ربما نسوا، أو بالأحرى، تناسوا، أنه حتى، في المغرب، هناك مسؤولون نقابيون وسياسيون وإداريون، لا تسعفهم ظروفهم الصحية على أداء مهامهم، وعلى الرغم من ذلك، ما زالوا مصرين على الاحتفاظ بمناصبهم، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.

سخروا من بوتفليقة في صور ومقالات، مثل الشخص الذي ترك باب منزله متسخاً، وذهب لينظف باب المسجد، أو كمن يحاول رشق الآخرين بالحجارة، متناسيا أن بيته من زجاج. والحقيقة التي لا غبار عليها، وحاول الساخرون المغاربة من النظام الجزائري حجبها، من دون جدوى، بغربال بوتفليقية، هي أن المغرب والجزائر بلدان لهما قواسم عديدة مشتركة، فيما يرتبط بالفساد والأمية والفقر والعبث السياسي في أبشع صوره، ولهذا، من الغرابة أن ننتقد العملية السياسية المعطوبة في بلدٍ، نلمس في شعبه معاناة الشعب المغربي.
EE5BF85B-B5BE-45D1-99C0-1F89EAA1C9F3
EE5BF85B-B5BE-45D1-99C0-1F89EAA1C9F3
جمال العبيد (المغرب)
جمال العبيد (المغرب)