مصداقيّة النقابات في المغرب

مصداقيّة النقابات في المغرب

24 اغسطس 2014
+ الخط -

استغلّ عاملون كثيرون في التعليم في المغرب كلام الملك محمد السادس، في خطابه، الأربعاء الماضي، عن المدرّسين والمدرّسات في العالم القروي، للمطالبة بتفعيل وعد حكومي قديم بتخصيص تعويض مالي للعاملين في المناطق النائية، وهذا من حقهم، لكن ليس بالتعويض المالي وحده ستُحلّ مشكلات رجال التعليم المشتغلين في المناطق النائية والصعبة.

التعويض المادي سيحلّ مسألة المبلغ المالي الذي يخصّصه جلّهم للتنقل ما بين محلات سكنهم ومقرات عملهم، نظراً لوجودهم في قرى لا تتوفر فيها أدنى مقومات الاستقرار، لكنه لن يحل أبدا الاشتغال في ظروفٍ تنعدم فيها أبسط الشروط، من حجرات دراسية مهترئة، من دون ماء ولا كهرباء ولا مرافق صحية.

عندما يطالب رجال التعليم بالتعويض عن العمل في المناطق الصعبة، متجاهلين، عن قصد أو عن غيره، هذه المشكلات وأمثالها، فإنهم، للأسف، يحاولون فقط خدمة مصالحهم الشخصية، وليس مصالح الرسائل النبيلة التي كُلّفوا بتبليغها.

وقد ساهمت النقابات بشكل كبير في الأمن والاستقرار اللذين يتمتع بهما المغاربة إلى حد الآن، لكن، للأسف، كان ذلك على حساب العمال والأجراء في هذا الوطن، الذين وجدوا أنفسهم في نقابات لا تهمّها سوى مصالحها ومصالح الدائرين في فلكها. نقابات تركتهم وجهاً لوجه مع السوق، يفعل بهم ما يحلو له، وهذا كان، طبعاً، سبباً في هذا العزوف النقابي الذي تشهده بلادنا اليوم.

إن سألتَ موظفاً أو عاملاً، اليوم، عن النقابة التي ينتمي إليها، فسيكون جوابه أنه لم يعد يؤمن بشيء اسمه العمل النقابي. أما إنْ حدث وقال العكس، فاعلم أنه من الشريحة التي لا ترى في العمل النقابي سوى الامتيازات والمصالح الشخصية.

EE5BF85B-B5BE-45D1-99C0-1F89EAA1C9F3
EE5BF85B-B5BE-45D1-99C0-1F89EAA1C9F3
جمال العبيد (المغرب)
جمال العبيد (المغرب)