جمعيات إنسانية لهولاند: أوضاع غزة مأساوية

جمعيات إنسانية لهولاند: أوضاع غزة مأساوية

باريس

منى السعيد

avata
منى السعيد
24 يوليو 2014
+ الخط -

اجتمع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، اليوم الخميس، في قصر الإليزيه، مع وفد من ممثلي المؤسسات والجمعيات الفرنسية والعربية غير الحكومية، التي تعمل في غزة، لعرض الأوضاع المأساوية التي يعيشها القطاع، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وجاء اللقاء بعد أيام من تظاهرات تضامنية متواصلة شهدتها باريس للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، رغم محاولات السلطات الفرنسية منعها.

وقدّم الوفد، الذي ضم أطباء، عرضاً للوقائع على أرض غزة وما تعانيه المستشفيات خلال استقبالها الجرحى ونقل الجثث. وشارك في اللقاء المطول، الذي حضره وزير الخارجية، لوران فابيوس، أكثر من خمسة عشر ممثلاً وممثلة ورؤساء جمعيات. 

وأصدر قصر الاليزيه، بياناً بعد اللقاء، أشار خلاله إلى أن "وفد المنظمات غير الحكومية التي تعمل في غزة، نقل للرئيس مخاطر الأوضاع وحجم الحاجات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين وعبّر عن صعوبة وحرية تحرك المنظمات ووصولها إلى الضحايا".

ووعد الرئيس الفرنسي، بحسب البيان، بأن تقدم حكومة بلاده "مساعدات بقيمة 11 مليون يورو لمواجهة الطوارئ، تشمل مساعدات مالية ومساعدات إنسانية"، على أن "تخصص وزارة الخارجية الفرنسية صندوقاً لجمع كل المخصصات من الهيئات التي ترغب تقديم الدعم لمشاريع الفلسطينيين". ولفت بيان الرئاسة الفرنسية إلى أن"هذه المساعدات الطارئة تدخل في إطار التزام فرنسا الدائم إلى جانب السلطة الفلسطينية".

وأكدت مصادر الرئاسة الفرنسية لـ"العربي الجديد" أن "هولاند استمع في بداية اللقاء إلى وفد المنظمات وإلى المطالب التي تقدم بها، ووعدهم بمتابعة ما يجري خلال أيام". وأوضح أن  "المساعي التي تقوم بها فرنسا مع عدد كبير من الدول، تركّز حالياً على التوصل إلى وقف إطلاق النار".

وذكرت المصادر أن "الأولوية تبدأ بوقف بإطلاق النار من دون شروط، يتبعها محاولة إعادة إحياء المهمة الأوروبية لمراقبة المعابر بين غزة ومصر، هذه المهمة التي كانت قائمة عام 2005".

وكان الوفد قد شدد أمام هولاند على الضرورة القصوى لفتح المعابر والتحرك من أجل نقل الجرحى وجثث الشهداء. كما أشار إلى أن هناك ما يقارب عشرين ألف نازح في غزة يلجؤون إلى "الأونروا" أو المدارس والمساجد ومراكز العبادة، وأن هناك نقصاً في المواد الغذائية. 

وقال رئيس الإسعاف الإسلامي في فرنسا، رشيد لحلو لــ"العربي الجديد": "أبلغنا الرئيس الفرنسي، قلقنا الشديد على الحالة المأساوية التي يعيشها شعب غزة من خلال القصف العشوائي الشديد لكثير من الأحياء والمدن، وعجز فرق الإسعاف حتى لانتشال الجثث والجرحى".

وأوضح أن "هولاند بات على علم بمشاكلنا في معالجة المصابين في ظل غياب الأدوية، وكذلك هدم بعض الأجنحة في المستشفيات، وعدم تمكين فرق الأطباء من الذهاب الى غزة، وتخوف فرقنا داخل غزة للتحرك بسبب القصف العشوائي وعدم وجود أي أمن".

وحول ردة فعل هولاند حيال هذه المعطيات، قال لحلو: "طبعاً يشاطرنا القلق، وخصوصاً في ما يخص هدم الأبنية، المساجد ودور العبادة التي لجأ إليها الناس".

وأضاف "وعدنا أنه هو، ووزير الخارجية، سيقومون بالضغط للوصول إلى حل لتلبية الطلبات التي تقدمنا بها. وتتلخص بالسماح لفرقنا الطبية بالدخول، وبإدخال الأدوية، وتأمين ممر أمني للمستشفيات من أجل عدم قصفها، حتى نستطيع أن نعالج الجرحى، وتوفير الدواء والطعام وطبعاً فتح المعابر".

بدوره، أكد رئيس جمعية "أطباء بلا حدود"، مغو تيرزيان، أن "القصف الإسرائيلي الجاري هو أعمى ويجري بشكل يومي من دون توقف، ويضرب أغلبية المدنيين وهناك العديد من القتلى والجرحى". وأضاف: "المستشفيات مليئة، ولا يمكن لها استقبال المزيد".

وأوضح أن "الأطباء الفلسطينيين لديهم تجربة في الحرب، وفي إجراء عمليات جراحة ومعالجة الجرحى في الطوارئ، ومهيأون ومدربون على هذه الحالات، لكن في حال استمرار الأوضاع، فأنا متأكد أن هؤلاء الأطباء الفلسطينيين، لا يمكن لهم أن يعالجوا هذا العدد من الجرحى".

من جهتها، أوضحت رئيسة "أطباء العالم" فرانسواز سيفينون، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك أكثر من 130 ألف نازح ولاجئ، وقدمت للرئيس هولاند طلبات محددة، من بينها ضرورة فتح المعابر والممرات نحو غزة، حتى يتم نقل الأدوية والأشخاص، حتى يمكن لفرق الطوارئ لدينا جميعاً هناك أن تتحرك. فهي موجودة على الحدود وجاهزة للتحرك".  

وكانت باريس، قد شهدت، مساء الأربعاء، تظاهرة جديدة تضامناً مع أهالي قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.

وانطلقت التظاهرة، مساء الأربعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة وبمشاركة 14 ألف شخص، بينهم فرنسيون وعرب. وبدأت التظاهرة في ساحة دانفر روشرو، وانتهت في ساحة الانفاليد.

ووجهت التظاهرة السلمية، التي لم تشهد أي أعمال شغب، رسالة مفادها أن فرنسا موحدة حول فلسطين. ودان المتظاهرون المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون. وشجبوا مواقف الرئيس الفرنسي، المؤيدة لإسرائيل.

ذات صلة

الصورة
ذكرى النكبة حاضرة في فعاليات نصرة الأسرى الفلسطينيين (العربي الجديد)

سياسة

لم تغب معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في مناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76،
التي تحل اليوم الثلاثاء في ظل الحرب على غزة.
الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.
الصورة
دانييلا فايس

سياسة

تواصل عرّابة الاستيطان وأحد أشد قادته دانييلا فايس تصريحاتها الفاشية المعادية للفلسطينيين، منادية بترحيلهم من غزة وسائر فلسطين والعودة للاستيطان في غزة.

المساهمون