ثلث نساء أوروربا يتعرّضن للعنف

ثلث نساء أوروربا يتعرّضن للعنف

05 مارس 2014
العنف ضد المرأة
+ الخط -

تحركت عجلة الحضارة والثقافة الغربية، بعد قيام الثورة الفرنسية، وغيّرت في أوروبا كل المفاهيم والعادات وخاصة تلك التي قهرت المرأة.
لكن يبدو أن بعض شوائب ما قبل الثورة الفرنسية لا تزال موجودة في طباع الرجل الأوروبي، حيث كشفت دراسة حديثة عن تقرير للاتحاد الأوروبي يشير إلى أن ثلث النساء في دول الاتحاد يتعرضن للإساءة الجسدية والجنسية والنفسية، داخل البيت وفي الشارع وفي أماكن عملهن.

تقول الدراسة، التي أجرتها لجنة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد في فيينا وشملت 42 ألف سيدة تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي أو الاثنين معاً، إن الغالبية منهن صرحن بتعرضهن للضرب والحرق والخنق والاغتصاب والسجن وأشكال أخرى من الجنس القهري من سن الـ15 عاماً.

وجاءت الدنمارك في مقدمة الدول التي شهدت أعلى نسب من العنف ضد النساء بنسبة 52 في المئة، تلتها فنلندا بنسبة 47 في المئة، والسويد بنسبة 46 في المئة، بينما جاءت بريطانيا وفرنسا في المركز الخامس بنسبة 44 في المئة، فيما شهدت بولندا أدنى مستوى بنسبة 19 في المئة.

كما كشف التقرير عن أن ما يقدّر بـ13 مليون امرأة تعرضن لسوء المعاملة الجسدية، فيما تعرضت 3.7 ملايين امرأة للاغتصاب أو التحرش الجنسي خلال الأشهر الـ12 السابقة للدراسة، بالاضافة الى العديد من الاعتداءات غير المبلّغ عنها بشكل كاف للسلطات.

وقال مدير وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية (إف. أر. أي)، مورتن كجاروم، الذي أشرف على هذه الدراسة: إن المرأة الاوروبية أصبحت غير آمنة في بيتها وفي الشارع وفي أماكن عملها. العنف ضدها هو انتهاك لحقوق الإنسان، وعلى  دول الاتحاد مواجهة هذه المشكلة الكبيرة. ودعا إلى مخاطبة الرجال، كما النساء، حتى يكونوا "مشاركين فاعلين" في حملات التوعية، كما شدد على محاربة الاعتداء الجنسي الذي وصفه بالشنيع، قائلاً إن المجتمع الاوروبي أصبح ملزماً بمحاربة هذه الظاهرة ورفضها، وكذا حماية المرأة ضد هذه الاعتداءات.

من جانب آخر، دعا المشاكون، الذين أشرفوا على إعداد هذه الدراسة، دول الاتحاد الأوروبي للتعامل مع العنف المنزلي باعتباره قضية عامة وليس مشلكة فردية، وحثوا على ضرورة مراجعة القوانين الخاصة بالتحرش الجنسي.

كما توصل التقرير، من خلال دراسة أخرى شملت العديد من النساء في مجمل الدول الاوروبية، إلى أن واحدة من بين كل عشر سيدات تعرضت لصورة من العنف الجنسي منذ سن الخامسة عشرة، وأن واحدة من بين كل عشرين تعرضت للاغتصاب.

وأشار التقرير إلى أن 22 في المئة من النساء المشاركات في الدراسة عانين من العنف الجسدي أو الجنسي من الشريك أو أحد الأقارب أو أرباب العمل أو الزملاء داخل المكاتب، بينما آثرت 67 في المئة من النساء عدم إبلاغ الشرطة بحوادث العنف المنزلي. ولكن الاستطلاع يشير إلى أن بعض البلاد قد لا تتقبّل الحديث عن هذه المشكلات بانفتاح كغيرها. ورجّح أن ثمة رابطاً بين الافراط في شرب الكحوليات والعنف المنزلي.

المساهمون