اجتماعات ليبية بتونس بين تفاؤل لكوبلر وتحفظ طرابلس وطبرق

اجتماعات ليبية بتونس بين تفاؤل لكوبلر وتحفظ طرابلس وطبرق

03 يناير 2016
اتفاق الصخيرات مازال يثير الجدل بين الفرقاء الليبيين (Getty)
+ الخط -
حوّل المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتان كوبلر، العاصمة التونسية إلى مقر لمشاوراته واجتماعاته مع مختلف الفرقاء الليبيين، وكذلك رئيس الحكومة المقترحة من اتفاق الصخيرات فائز السراج، حيث اجتمع المجلس الرئاسي المقترح بكامل أعضائه لأول مرة، أمس السبت، في تونس لبحث سبل تشكيل الحكومة وإجراءات دخولها للعاصمة.

وشهد أمس أيضا عقد اجتماع ثان بين مارتن كوبلر بالسراج، وأكد المكتب الإعلامي للسراج، أنه تطرق إلى آخر تطورات الأوضاع في ليبيا عقب زيارة كوبلر الجمعة إلى ‫ مدينتيْ طرابلس‬ و‫شحات، ولقائه برئيس المؤتمر الوطني نوري أبوسهمين ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.


وبالتوازي، ذكرت مصادر صحافية ليبية أن السراج التقى، أمس السبت، في تونس، أعضاء من المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلّة، بعد أن كان التقى خلال الأيام الماضية عددا من الشخصيات الليبية وممثلين عن المجلس الاجتماعي لقبائل ‫ورشفانة‬.

وتأتي هذه الاجتماعات المكثفة بالتوازي مع تحركات ليبية- ليبية متواصلة في طرابلس، تسير على خط المصالحة الليبية التي كانت انطلقت من تونس وتواصلت بمالطا، وجمعت لأول مرة بين رئيسيْ البرلمانيْن في طرابلس وطبرق، نوري بوسهمين وعقيلة صالح، وشهدت العاصمة طرابلس، أمس السبت، لقاءات بين أعضاء من السلطتيْن.

ولدى وصولهم إلى مطار معيتيقة، قال رئيس لجنة المصالحة بمجلس النواب، إبراهيم عميش، الذي أمضى اتفاق تونس مع عوض عبد الصادق، إن زيارتهم إلى ‫طرابلس‬ تأتي للتأكيد على المصالحة الوطنية والوقوف ضد ما سماها "بالمؤامرات الخارجية".

وأضاف عميش، خلال مؤتمر صحافي، أن ‫ليبيا‬ تحتاج إلى صيغة وطنية تتمثل في دستور وطني يحكم الجميع، وهو ما يجب الاتفاق عليه، داعيا السلطات التي تسيطر على الشرق والغرب إلى التوافق.

ودعا عميش مارتن كوبلر للاستماع إلى الليبيين، مشيرا إلى أنهم في حال لا يريدون عمل ذلك فسيؤدون بليبيا إلى الهلاك، مؤكدا "لا نريد أن تصبح بلادنا مثل العراق وغيرها، ونريد حكومة محمية في عاصمتنا".

اقرأ أيضا: اتفاق الصخيرات... لقاء محتمل بين بوسهمين وعقيلة

وشهد اجتماع كوبلر برئيس مؤتمر طرابلس، نوري بوسهمين، أول من أمس الجمعة، تقييمات مختلفة من الطرفين، تميّزت بتفاؤل من الأول وحذر من الثاني. وقال النائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني ورئيس فريق الحوار، عوض عبد الصادق، إن المبعوث الأممي إلى ‫ليبيا‬ مارتن كوبلر لم يقدم لهم ضمانات عن خروج حفتر من المشهد الليبي.

وأضاف عبدالصادق، في مؤتمر صحافي في العاصمة ‫طرابلس، ‬عقب اللقاء، أنهم سألوا كوبلر عن بعض البنود التي يعتقدون أنها تمس السيادة الوطنية ولم يعطهم إجابات شافية.

وأوضح النائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني أن المؤتمر أبلغ كوبلر بأن ما حدث في ‫الصخيرات‬ لا يمثله، وبالتالي لا يمثل الشعب الليبي، وأن من وقع الاتفاق لا يمثل إلا نفسه، حسب تعبيره.

وقال عبد الصادق إنهم سألوا كوبلر عن سبب زيارته طرابلس، فأوضح أن الرغبة في الزيارة وفي هذا اللقاء هي دعوة المؤتمر إلى الالتحاق بما نتج من توقيع في الصخيرات والاتفاق السياسي الليبي، على أمل أن يكون هذا الاتفاق مكملا لما حدث في الصخيرات والباب ما زال مفتوحا للمؤتمر ربما لإبداء ملاحظاته حول ما تم التوقيع عليه.

فكان الرد من رئيس المؤتمر والأعضاء بأن ما حدث في الصخيرات من توقيع على هذا الاتفاق لا يمثل المؤتمر الوطني العام، وبالتالي لا يمثل الشعب الليبي، لأن المؤتمر الوطني العام لم يكن ممثلا في هذا الاتفاق والأعضاء الذين حضروا ووقعوا في الصخيرات لا يمثلون إلا أنفسهم، والمؤتمر الوطني كان قراره واضحاً حول إدخال تعديلات جوهرية وأساسية قبل الدخول في موضوع الحكومة ومجلس رئاسة الحكومة، وبالتالي عند هذا الحد توقف المؤتمر الوطني العام، فكل ما نتج عن اتفاق الصخيرات لا يعتد به المؤتمر ولا يعتبر طرفاً فيه، إلا إذا فتح الباب من جديد بالفعل، وأدخلت تعديلاته الجوهرية، سواء في الجانب التشريعي أو في الجانب التنفيذي، وكذلك في الجانب الأمني.

وأكد عبد الصادق أن المؤتمر اشترط، للمضي قدما في الحوار السياسي، أن تكون هناك تعديلات في ثلاثة جوانب: التشريعي وشق الترتيبات الأمنية ومجلس الرئاسة.

وفيما يبدو كوبلر متفائلا وملمحا أن طبرق تميل نحو دعم حكومته، ومستبشرا بلقائه في طرابلس، تبدو الأطراف الداعمة للمصالحة الليبية الليبية مصرّة على مسارها، من دون أن تنفي في المقابل كامل مسار الصخيرات الموازي، ومطالبة بتعديله جوهريا.

وبين ضغوطات كوبلر واحترازات الليبيين، يبدو المشهد الليبي مفتوحا على احتمالات كثيرة في قادم الأيام، وقد تشهد تونس، المتفرجة على المشهد بكامل تفاصيله، تطورات جديدة في قادم الأيام، بين تنازلات من هذا الطرف وتفهم من الآخر، قبل أن تدق طبول التدخل العسكري.

اقرأ أيضا: مجلس الأمن يؤيد اتفاق الصخيرات حول ليبيا

المساهمون