"يوم غضب" بفلسطين رداً على قرار أميركا بشرعنة الاستيطان

"يوم غضب" في الأراضي الفلسطينية رداً على قرار أميركا بشرعنة الاستيطان

24 نوفمبر 2019
تنديد فلسطيني واسع بالسياسات الأميركية (جعفر اشتية/فرانس برس)
+ الخط -
من المقرر أن تشهد المحافظات الفلسطينية كافة، بعد غد الثلاثاء، يوم غضب شعبي، تنديداً بالقرارات الأميركية بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها اعتبار المستوطنات شرعية وغير مخالفة للقانون الدولي.

ودعت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية كوادرها وأبناء الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في هذه الفعاليات التي ستنطلق خلال الأسبوع الجاري، للتعبير عن رفض الشعب الفلسطيني لكل المخططات الصهيوأميركية بحق القضية الفلسطينية.

وقال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، في تصريح لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، إن "الحركة والقوى الوطنية وضعت برنامجاً نضالياً ومخطط حراك ميداني على جميع الأصعدة خلال الفترة القادمة، من أجل تصعيد عملية التصدي للاحتلال في ظل الانتهاكات غير المسبوقة بحق الشعب الفلسطيني"، مشدداً على أنه "لا يمكن على الإطلاق الاستمرار بهذه المعادلة القائمة"، وأن "الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب، وحكومة الاحتلال، عبارة عن مجموعة عصابات يصدرون ويرتكبون العديد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، التي وصلت إلى حد  القتل".

وأعلن نائب رئيس حركة "فتح" أن "القيادة الفلسطينية في سياق الذهاب إلى إنهاء كل الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، في ظل الجرائم والانتهاكات المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني"، مشدداً على "ضرورة تغيير الوضع الراهن لحماية القضية الوطنية الفلسطينية ومستقبل أطفال فلسطين، ولذلك لا بد من ضرب عرض الحائط بكل الاتفاقات التي عقدت مع الجانب الإسرائيلي".

وأشار العالول إلى أنه "تزامناً مع الحراك السياسي الذي تقوم به القيادة الفلسطينية، ستكون سياسة مواجهة الاحتلال ومستوطنيه في كل محافظات الوطن مسألة دائمة، لن تقتصر على يومي الثلاثاء والجمعة المقبلين".

وعقد اجتماع اليوم لكل أطر حركة "فتح" والمكونات الحركية للتحضير ليوم غضب الثلاثاء المقبل، تنديداً بالقرارات الأميركية ووضع خطة يومية في كل الأقاليم الشمالية (الضفة الغربية) لمواجهة مخططات الاحتلال والإدارة الأميركية، حيث "وضعت الخطوط العريضة لبرنامج نضالي ومخطط حراك ميداني على الأصعدة كافة خلال الفترة المقبلة".

من جانبه، أكد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" رائد رضوان، في حديث لإذاعة صوت فلسطين، أن "حركة "فتح" والقوى الوطنية والفعاليات الشعبية بصدد إيصال رسالة شعبية واضحة إلى الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، بأن الإعلان الأميركي بشأن المستوطنات لن يمر".

من جانبها، دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في بيان لها عقب اجتماع تشاوري عقدته اليوم الأحد، في رام الله، بشأن السياسات الأميركية الهادفة إلى شطب حقوق الشعب الفلسطيني "جماهير الشعب الفلسطيني وفصائله ومؤسساته إلى المشاركة الواسعة تلبية لدعوة القوى الوطنية بعد غد الثلاثاء، في كل المحافظات الفلسطينية للتعبير عن رفض الشعب الفلسطيني للقرارات الأميركية والاحتلالية التصعيدية والإجرامية للمساس بحقوقنا، ومواصلة التحرك الشعبي الجماهيري خلال الفترة المقبلة".

ورأت اللجنة التنفيذية أن "الموقف الأميركي يعبر، مرة أخرى، عن الاستهتار بكل الشرعيات الدولية ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، الأمر الذي يتطلب مواجهة هذا العدوان الجديد، الذي يفتح شهية الاحتلال على مزيد من الاستيلاء على الأراضي والبناء والتوسع الاستيطاني، كما ساهمت هذه المواقف في تصعيد وانفلات قطعان المستوطنين بالاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني".

وأكدت تنفيذية المنظمة رفضها لـ"السياسة العدوانية التصفوية الصهيوأميركية"، مطالبة كل عواصم المجتمع الدولي التي نددت بالقرار الأميركي حول شرعنة الاستيطان الاستعماري، خاصة المنظمات الدولية والقانونية والإنسانية وفي المقدمة الأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، بـ"وضع الآليات العملية بمواجهة هذه السياسات وإجهاضه".

وشددت التنفيذية على "أهمية ترتيب الوضع الداخلي وتمتينه وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وتضافر كل الجهود للدفاع عن الأرض، من خلال توسيع المشاركة في المقاومة الشعبية في كل الأراضي التي يستهدفها الاستيطان والحواجز العسكرية والجدران، وفرض مقاطعة شاملة على الاحتلال الذي يصعد جرائمه وعدوانه ضد الشعب الفلسطيني، وتنفيذ قرارات المقاطعة الشاملة للاحتلال، وذلك بالتخلص من كل الاتفاقات معه وسحب الاعتراف منه ومنع بضائعه من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة ودعم حركة المقاطعة الدولية لفرض العزلة والطوق عليه".

من جانب آخر، أكدت اللجنة التنفيذية مواصلة الجهود كافة لـ"التحضير للانتخابات العامة في فلسطين، على كامل الأراضي الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس الشرقية العاصمة"، داعية القوى السياسية التي لم تستجب لرسالة الرئيس محمود عباس بشأن الموافقة على المشاركة بالانتخابات إلى "الانخراط الفعال في تهيئة الظروف والمناخات في فلسطين لإجرائها، كمدخل أساسي لإنهاء الانقسام وتجديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني".

بدوره، قال الأمين العام لـ"جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" أحمد مجدلاني، في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، إن "المحافظات الفلسطينية ستشهد فعاليات احتجاجية على امتداد الأسبوع الحالي، وستكون ذروتها الثلاثاء القادم، رفضاً واستنكاراً للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي الأميركي الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية، حيث تعبر تلك الفعاليات عن إدانة الشعب الفلسطيني للموقف الأميركي الذي ينتهك الشرعية والقانون الدوليين، ويحاول أن يستبدل بها القرار السياسي الأميركي الذي لا يمكن أن ينشئ حقاً، ولا يمكن أن يخلق واقعاً من الممكن التسليم به على الإطلاق".

وشدد مجدلاني على أن "هذه هي معركة وجود للشعب الفلسطيني، لذلك يجب على القوى والفصائل الانخراط الفاعل في هذه الفعاليات الشعبية، وأن هذا الحراك الشعبي الواسع والمنظم من الممكن أن يجدول لاحقاً في إطار خطة عمل وبرنامج يضمن له الديمومة والاستمرارية في مواجهة الاحتلال والاستيطان".

من ناحيته، أكد نائب الأمين العام لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" قيس عبد الكريم، في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، أن "الفصائل كافة أجمعت على قرار استنهاض الشعب ودعوته إلى التعبير عن غضبه تجاه ما أعلنته الإدارة الأميركية من قرارات خطيرة تجاه القضية الفلسطينية"، مشدداً على أن "القوى الوطنية تلقي بثقلها في التحرك الشعبي في الوطن والشتات يومي الثلاثاء والخميس المقبلين، والفصائل تنتظر نتائج التحرك الشعبي خلال الأيام القادمة للتوافق على التحركات الشعبية القادمة".

من جهته، أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الشعب" نافذ غنيم، ضرورة "مشاركة الكل الفلسطيني في انتفاضة واعية ومنظمة، ابتداءً من يوم الثلاثاء المقبل الذي سُمِّي "يوم الغضب""، مشدداً على "وجوب أن تحشد الفصائل كافة عناصرها للمشاركة".

أما الأمين العام لحركة "المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي، فأكد لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، ضرورة "تكاتف الكل الوطني في تصعيد المقاومة الشعبية ودعم حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل لمواجهة الهجمة الاستيطانية الأميركية الشرسة على الشعب الفلسطيني ومقدراته، حيث تدمر إسرائيل آخر فرص قيام الدولة الفلسطينية، وتعمل على فرض نظام أبرتهايد وتمييز عنصري بتأييد تام من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ورئيسه ترامب".

في السياق، قال الأمين لـ"الجبهة العربية الفلسطينية" سليم البرديني، في تصريح لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، إن "الشعب الفلسطيني جاهز للتحرك والخروج إلى الشوارع تلبية لدعوة القيادة بالانخراط الجماهيري في النضال الشعبي ضد المشروع الأميركي الإسرائيلي، والإعلان الأميركي الأخير لوزير الخارجية الأميركي بشأن الاستيطان"، مؤكداً "الاتفاق الشامل لجميع الفصائل على الانخراط في هذا الحراك تلبية لدعوة القيادة الفلسطينية، وأن التحركات جارية على الصعيد العربي والاتصال بالأحزاب العربية والتجمعات العربية لحثها على مساندة الشعب الفلسطيني".

بدوره، قال المدير العام لدائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية عبد الله أبو رحمة، في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، إن "الهيئة عقدت اجتماعاً الخميس الماضي، بحضور اللجان الشعبية، والمواقع كافة، الذي أكد ضرورة مشاركة الكل الوطني يوم الثلاثاء المقبل في الفعاليات والتصعيد الجماهيري ضمن برنامج وطني، تنديداً بالقرار الأميركي بشرعنة المستوطنات".