حراك شعبي فلسطيني رفضاً للقرار الأميركي بشأن "شرعنة" الاستيطان

"يوم غضب فلسطيني" الثلاثاء رفضاً للقرار الأميركي بشأن "شرعنة" الاستيطان

23 نوفمبر 2019
الاحتلال يواصل مصادرة الحقوق الفلسطينية (جعفر اشتية/فرانس برس)
+ الخط -
يستعد الفلسطينيون لسلسلة من الفعاليات الشعبية الرافضة للقرار الأميركي الأخير بشأن "شرعنة" الاستيطان.
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محيسن، في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، أنّ سلسلة فعاليات سيتم تنظيمها خلال الأيام المقبلة، رفضاً لكافة الإجراءات الأميركية والإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

وتعقد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صباح غد الأحد، اجتماعاً تشاورياً من أجل استكمال سبل الرد على الإعلان الأميركي الأخير اعتبار المستوطنات "شرعية"، وقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البدء بضم الأغوار تحت السيادة الإسرائيلية.
وقال محيسن، إنّ "يوم الجمعة المقبل، سيشهد حراكاً شعبياً واسعاً"، مطالباً بتفعيل لجان الحراسة الشعبية في كافة المحافظات التي يتهددها الاستيطان "لأنّ الوضع الحالي يشجع المستوطنين على تنفيذ اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين".

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد أعلن، خلال مؤتمر صحافي عقده في واشنطن، الاثنين الماضي، أنّ الولايات المتحدة "لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية أو متسقة مع القانون الدولي".

وادعى بومبيو أن ما سماه بالمستوطنات المدنية لا يتعارض مع القانون الدولي، الأمر الذي تعارضه الأغلبية الساحقة من دول العالم عن طريق استمرار التزامها بقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة. كما يعارض ما تنص عليه تلك القرارات الدولية.

من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، في تصريحات لـ"صوت فلسطين"، إنّ "اجتماع اللجنة غداً، سيبحث سبل استنهاض الشعب الفلسطيني ومن أجل تنظيم كافة الفعاليات التي ستنطلق في المحافظات الفلسطينية رفضاً للإجراءات الأميركية الأخيرة بحق الشعب الفلسطيني".

في سياق آخر، رحّب رأفت بموقف أكثر من 135 عضواً في الكونغرس الأميركي بتوقيع عريضة، طالبوا فيها وزير الخارجية مايك بومبيو بالتراجع عن إعلانه بخصوص "شرعية" المستوطنات.
يذكر أنّ الأعضاء الموقعين على العريضة بيّنوا أن هذا الإعلان من قبل وزير الخارجية يزعزع مصداقية الولايات المتحدة كوسيط نزيه بين إسرائيل وفلسطين، ويلحق أضراراً بمستقبل السلام وهو انتهاك صارخ للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة.

"يوم غضب فلسطيني"

في غضون ذلك، قررت حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، اعتبار الثلاثاء المقبل، "يوم غضب فلسطيني" في كل المحافظات الفلسطينية، عبر مسيرات شعبية ووقفات احتجاجية والتوجه لنقاط التماس مع الاحتلال، احتجاجاً على القرارات الأميركية الأخيرة التي تنافي قرارات الشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته.

وقال أمين سر حركة "فتح" في إقليم نابلس، جهاد رمضان، في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، إنّ "دول العالم تعتبر الاستيطان غير قانوني، والمواقف الأميركية توفر غطاء لدولة الاحتلال ضمن حرب مجنونة تقودها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أنّ "الميدان سيتكامل مع صانع القرار وستكون الفعاليات مستمرة لخطورة ما يحاك ضد القضية الفلسطينية".

وشدد رمضان على "ضرورة أخذ الأسباب لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من المستوطنين، الذين يعتدون على المواطنين الفلسطينيين بحماية جيش الاحتلال، وأن هذا التصعيد يسعى إليه نتنياهو للهروب من أزماته السياسية".


من جانبه، قال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا، في تصريحات للإذاعة الرسمية، إن "فعاليات ستنفذ في كافة المحافظات الفلسطينية ستبدأ، اعتباراً من يوم غد الأحد، في جبل البابا قرب بلدة العيزرية شرقي القدس بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى فعاليات أيام الثلاثاء والخميس والجمعة، في كافة المناطق المهددة بالاستيطان"، داعياً كافة القوى والفصائل إلى المشاركة في هذه الفعاليات "لتعزيز المقاومة الشعبية وتوحيد الجهد الشعبي للحفاظ على الأرض".

وأوضح الخواجا أنّ "الولايات المتحدة الأميركية تقود حملة لتعزيز الاستيطان ضمن سياسة ممنهجة وتؤسس لتحالف النازيين الجدد بين نتنياهو والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ضد الشعب الفلسطيني والمؤسسات الحقوقية الدولية التي ترفض الاحتلال".

وأشار الخواجا إلى أنّ "الاحتلال بدأ تنفيذ مشروع جديد لتقسيم الضفة الغربية إلى 176 كانتوناً من خلال الاستيطان ومصادرة الأراضي، وأن 840 ألف مستوطن يعيشون في الضفة الغربية والقدس ويسيطرون على 34 بالمئة من الأراضي، علاوة على أن الاحتلال يكثف الاستيطان في الأغوار للسيطرة على الموارد وعرقلة أية محاولة لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني".


من جانب آخر، قال منسق القوى والفصائل في نابلس نصر أبو جيش، للإذاعة الرسمية، إن "الفعاليات المناهضة لإجراءات الاحتلال والقرار الأميركي الأخير بشأن شرعنة الاستيطان ستتواصل"، مشدداً على أنه وفي ظل تصعيد المستوطنين اعتداءاتهم خلال الـ48 ساعة الماضية، في عدد من قرى وبلدات محافظة نابلس، سيتم اتخاد خطوات عدة بينها تفعيل لجان الحراسة وعقد اجتماع يضم كافة المجالس القروية والبلدية والمؤسسات الشعبية، بهدف تفعيل العمل الميداني وتوحيد الجهود للتصدي لاعتداءات المستوطنين.
بدوره، قال أمين سر حركة "فتح" في إقليم بيت لحم محمد المصري، للإذاعة الرسمية، إنّ "محافظة بيت لحم ستنسجم مع كافة المحافظات ولديها رؤية واضحة ضد التصعيد الأميركي الذي أخذ دور الاحتلال في العدوان على الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى "وجود توجهات لتصعيد منسق مع كل المحافظات يوم الثلاثاء المقبل، الذي سيكون يوماً حاشداً تخرج فيه المظاهرات تنديداً بالسياسة الأميركية".