"فتح" ترفض تخلي عباس عن رئاسة منظمة التحرير

"فتح" ترفض تخلي عباس عن رئاسة منظمة التحرير

02 سبتمبر 2015
عباس ينوي عدم الترشح لرئاسة اللجنة التنفيذية (فرانس برس)
+ الخط -
تؤكد قيادات في حركة "فتح" لـ"العربي الجديد" أنّ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ينوي عدم الترشح لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بعد أسبوعين، وهو الأمر الذي قابلته حركة "فتح" برفض قاطع في اجتماعها مساء الإثنين الماضي، بحسب المصادر نفسها. وتقول القيادات الفتحاوية لـ"العربي الجديد" "لقد كنا حاسمين مع عباس بأنه لا يجوز أن ينسحب من المشهد السياسي الحرج حالياً، لكن الموضوع لم يغلق بعد معه".

وإلى جانب عدم ترشحه لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تطرق الرئيس الفلسطيني، في اجتماع الحركة، إلى توزيع المهام في المناصب القيادية المركزية التي يشغلها، وهي رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئاسة حركة "فتح" ورئاسة السلطة الفلسطينية. ويشغل عباس هذه المهام منذ توليه رئاسة السلطة الفلسطينية في عام 2005. كذلك تطرقت النقاشات في اجتماع يوم الإثنين إلى ترتيبات رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وأمين السر للمجلس الثوري لحركة "فتح".

اقرأ أيضاً اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني: دورة "تسويات" لحلّ خلافات القيادة 

ويوضح عضو اللجنة المركزية لـ"فتح"، جمال المحيسن، في حديث لـ"العربي الجديد" أنّه "يوجد قرار للجنة المركزية لحركة فتح بأن يكون عباس هو رئيس اللجنة، وهذا الموضوع ليس خاضعاً لرأيه الشخصي، بل للحركة وهي التي تقرر".

ويضيف عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" أنّ "الرئيس قال لما تصير انتخابات ما بدي أرشح نفسي"، موضحاً أنه "هناك فرق بين هذا الكلام وبين من يقول إن عباس ينوي الاستقالة، كما تُردد الصحف العبرية التي تشنّ عليه هجوماً كما شنت على الزعيم الراحل ياسر عرفات في وقت سابق".

ويشير المحيسن إلى أنّه "يوجد تشديد من الحركة على أن الرئيس ماضٍ في تحمل مسؤولياته في ظل كل التوتر الدولي والإقليمي الذي تعيشه القضية الفلسطينية وسط التغيّرات الكبيرة في المنطقة".

من جهته، يؤكد عضو اللجنة المركزية لـ"فتح"، عباس زكي، في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ عباس "سيعلن موقفاً حاسماً تجاه عدد من القضايا الشائكة". ويضيف زكي "لقد أخبرنا عباس أنه سيكون لديه موقف صادم، ولم يعد يحتمل ما تقوم به إسرائيل يومياً من جرائم على الأرض، والتي كان آخرها اقتحام مخيم جنين، وتنفيذ عملية عسكرية أسفرت عن هدم بيوت واعتقالات للمواطنين".

وحول نية الرئيس الفلسطيني الانسحاب من الحياة السياسية يوضح عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" أن عباس "تحدث بهذا الأمر، لكن القرار للحركة بشكل جماعي وليس للأفراد". ووفقاً لزكي فإنه "في اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح يوم الإثنين تناولنا كل التطورات على الأرض، وكان هناك توافق على أن هناك مواجهة ساخنة مع العدو والوقت غير مناسب ليترك اليوم". ويضيف زكي "نعرف أنّ إسرائيل وبعض المتآمرين العرب لا يريدونه، لكن الأمر ليس على خاطرهم"، على حد قوله.

وحول نية عباس توزيع المناصب التي يترأسها بشكل لا يخلّف معارك فتحاوية داخلية، يشير زكي إلى أنّ "التجربة تقول إنه لا بد أن يحمل هذه الأعباء، عبر توزيع المواقع، وهذه المسألة قيد البحث على الطاولة وكل شيء مطروح". ويضيف "يصرّ عباس على أن يعطي لمن يخلفه كقيادة دوراً لشعوره أن الأمور وصلت إلى حافة الحافة".

من جهته، يؤكد أمين السر للمجلس الثوري لحركة "فتح"، أمين مقبول، ما تردد عن تصريحات عباس خلال اجتماع مركزية "فتح" بعدم الترشح لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، مشيراً إلى أنّ "هذا قراره، لكن الحركة تمنت عليه العدول عن هذا القرار"، مشدداً على أنه "يوجد قرار فتحاوي جماعي بالتمسك بعباس".

ويلفت مقبول إلى أن "هناك بعداً شخصياً يجب الالتفات له بأن هذا الرجل يرغب بالاستراحة وهذه رغبة شخصية"، متسائلاً "لكن هل ينضبط لقرار الحركة الرافض"، قبل أن يشير إلى أنه "ببساطة لا يوجد قانون في فتح يقول إن قررت الأغلبية عدم انسحابه أن يستجيب ويلتزم بالقرار".

ويؤكد أمين السر للمجلس الثوري لحركة "فتح" أنه "حتى الآن لم يتم الحسم داخل الحركة من هو مرشح فتح للجنة التنفيذية المقبلة"، مشيراً إلى أنّ "هذا القرار سيكون واضحاً في الجلسة المقبلة، أي خلال أيام، سوف ترشح فتح أو تتوافق على من هو مرشحها للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ونأمل أن يكون عباس".

 اقرأ أيضاً شروط إسرائيل تنسف تهدئة غزة: "حماس" ترفض "أوسلو2"

 

المساهمون