كارثة فيضانات أفغانستان: نداءات الإغاثة وسط تضارب الأرقام وتأخر الدعم

14 مايو 2024
فيضانات مفاجئة تضرب مقاطعة قندهار، 13 أبريل 2024(سناء الله صيام/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جهود الإغاثة مستمرة في شمال أفغانستان بعد الفيضانات الهائلة، مع تأكيدات على الحاجة الماسة لمزيد من المساعدات لتلبية الاحتياجات الأساسية مثل الإيواء والخيام.
- الزعيم القبلي محمد مروت ينتقد بطء سلسلة المساعدات ونقص الموارد، مشيرًا إلى غياب التنسيق في عمليات الإغاثة وتركيز المؤسسات الخيرية على المناطق القريبة دون البعيدة.
- وزارة مواجهة الأحداث والكوارث الطبيعية تؤكد استمرارية إرسال المساعدات، وسط تقارير متضاربة حول حجم الخسائر، مما يعكس الحاجة الملحة لتسريع المساعدة وتحسين التنسيق.

في حين يواصل العالم تلقي تقارير متضاربة حول حجم الكارثة التي خلفتها الفيضانات الهائلة في شمال أفغانستان قبل يومين، تتواصل جهود الإغاثة لمساعدة المتضررين. لكن مع تزايد حجم الدمار، تظل المساعدات الحالية محدودة، فيما مئات الأسر تعاني من نقص الإيواء والحاجة للمساعدات الضرورية.

ويشير الناشط الأفغاني عبد الظاهر، الذي يعمل في مديرية بوركه بإقليم بغلان، المنطقة التي تعرضت لأضرار جسيمة بسبب الفيضانات، لـ"العربي الجديد"، إلى وصول العديد من المساعدات خلال اليومين الماضيين من قبل الحكومة الأفغانية والمؤسسات الدولية والمحلية. ومع ذلك، يؤكد أن "حجم الكارثة يتطلب المزيد، حيث لا تزال العديد من الأسر تعيش في ظروف صعبة دون استلام المساعدات الأساسية مثل الإيواء والخيام". ويوضح عبد الظاهر، الذي يعمل مع المؤسسات المحلية، أن "الكثير من هذه المؤسسات ما زالت تنتظر الدعم من الأثرياء، وبينما تصل المساعدات، يبقى التحدي الرئيسي هو نقص الموارد اللازمة لتلبية احتياجات المتضررين على المدى الطويل. هذه العملية تستغرق وقتاً طويلاً، بينما الحاجة الملحة ماسة الآن".

ويتحدث الزعيم القبلي محمد مروت لـ"العربي الجديد" عن الصعوبات التي يواجهها المتضررون، حيث يلاحظ أن الكثير منهم لا يزالون يتألمون في العراء، فقد فقد الآلاف منازلهم. ويوضح أن "هناك من يعيش مع الأقارب أو في الحدائق والبساتين، وهناك من استلم الخيام والملابس والبطانيات"، لكنه يتساءل عن بطء سلسلة المساعدات ونقص الموارد الأساسية، مثل الخيام والبطانيات، ويلاحظ غياب التنسيق في عمليات الإغاثة. ويعبر عن استيائه من تركيز المؤسسات الخيرية على المناطق القريبة، مما ينعكس كمحاولة لتبرئة الذمة، دون توجيه الدعم للمناطق البعيدة التي لم تصلها المساعدات.

ويضيف أن "حتى أثرياء البلاد والتجار لم يقدموا ما يكفي هذه المرة، بالنظر إلى خسارة السكان لكل ما يملكون من موارد ومواشٍ في منازلهم المدمرة وأراضيهم الزراعية". ويشدد على ضرورة تسريع عمليات المساعدة، سواء كانت عاجلة أم على المدى الطويل. ويطالب حكومة طالبان بـ"العمل بجد وتخطيط"، مؤكداً أن "زيارات المسؤولين وحدها لا تكفي، والناس قد أصبحوا متعبين من الوعود غير المتحققة".

وفي الوقت نفسه، تؤكد وزارة مواجهة الأحداث والكوارث الطبيعية، من خلال بيان صادر اليوم، استمرارية سلسلة إرسال المساعدات إلى المناطق المتضررة وجهودها في تنظيم عمليات الإغاثة. وتشير إلى أنها قامت بتوجيه معظم الموارد الضرورية مثل المواد الغذائية والبطانيات والخيام إلى الأشخاص الذين يحتاجونها بشدة.

وتوضح الوزارة أنها نقلت، اليوم الاثنين، 11 حافلة محملة بمجموعة متنوعة من المساعدات إلى ولاية بغلان، التي تعتبر واحدة من الولايات الأكثر تضرراً، وأن من بين هذه المساعدات الملابس والأدوات المنزلية والبطانيات والغذاء. وتؤكد أن جهودها في توجيه المساعدات إلى المناطق المتضررة ما زالت متواصلة، في محاولة لتلبية الاحتياجات الملحة للمتضررين.

وفيما يتعلق بزيارات المسؤولين، فقد زار نائب رئيس الوزراء، الملا عبد الغني برادر، المناطق المنكوبة في ولاية بغلان شمال البلاد، أمس الأحد.

وفي تصريح صحافي أدلى به خلال الزيارة، أكد الملا عبد الغني برادر على إصرار الحكومة الأفغانية على تقديم المساعدة للمواطنين الذين فقدوا كل شيء جراء الفيضانات. ورغم حجم الكارثة الكبير، دعا "المجتمع الدولي والمؤسسات المحلية المعنية بحقوق الإنسان أن تقف إلى جانب الشعب الأفغاني في هذه الفترة العصيبة، لا سيما أن المنكوبين بأمس حاجة إلى مد يد العون".

ومن ناحية أخرى، تؤكد وزارة مواجهة الحوادث والكوارث الطبيعية في حكومة طالبان أن عدد قتلى الفيضانات قد وصل إلى 300 قتيل، بينما تشير الأمم المتحدة إلى أن عدد القتلى قد وصل إلى 331، مع أكثر من 300 جريح. وفيما أدى الفيضان إلى دمار آلاف المنازل وتضرر أكثر من أربعة آلاف أسرة، تشير المصادر القبلية إلى أن الخسائر في الأرواح والممتلكات أكبر بكثير مما يتم ذكره من قبل الجهات الرسمية.

المساهمون