المحرر فاروق الخطيب يصارع السرطان ويتمنى رؤية شقيقه المعتقل

المحرر الفلسطيني فاروق الخطيب يصارع السرطان ويتمنى رؤية شقيقه المعتقل

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
01 مايو 2024
+ الخط -
اظهر الملخص
- فاروق الخطيب، أسير فلسطيني محرر، يعاني من تدهور حاد في صحته بسبب السرطان الذي تفاقم خلال اعتقاله الإداري دون تهمة، ويقضي أيامه في المستشفى دون علاج فعّال.
- تعرض للإهمال الطبي والضرب المبرح في السجن، مما أدى إلى انتشار السرطان في جسده، وتم تشخيصه بسرطان الأمعاء بعد فقدان وزنه بشكل كبير.
- قصته تبرز معاناة الأسرى الفلسطينيين المرضى تحت الاحتلال الإسرائيلي، حيث يواجهون إهمالاً طبياً ممنهجاً، وتؤكد على الحاجة الماسة للتدخل الطبي الفوري بعد الإفراج عنهم.

لا أمنية للأسير الفلسطيني المحرر فاروق الخطيب (30 سنة) بعد أربعة أشهر من الإفراج عنه، سوى رؤية شقيقه قسام المعتقل إدارياً بلا تهمة، ورغم أن الموعد المفترض للإفراج عنه يحلّ بعد شهر، إلا أن انتشار السرطان قد لا يتيح لفاروق البقاء على قيد الحياة حتى ذلك الحين.
من داخل المستشفى الاستشاري العربي شمالي رام الله، يقول شقيقه حسام: "حين يتحدث فاروق قد لا تسمع كل ما يقوله بسبب ضعف جسده، وهو لا يستطيع مواصلة الحديث لأكثر من بضع جمل. سبب حالته الصحية المتدهورة هو الإهمال الطبي، فقد اعتقلته قوات الاحتلال من بلدة أبو شخيدم في أغسطس/آب الماضي، ولم يكن حينها يعاني من تدهور صحي سوى تسارع دقات قلبه الناتج عن اعتقال سابق له في سجون الاحتلال".
يضيف لـ"العربي الجديد": "لا يتلقى فاروق حالياً علاجاً حقيقياً، بل مسكنات للألم، وحالته قد تسوء في أي لحظة، فجسده لم يحتمل جلسات العلاج الكيميائي بعدما أفرجت عنه سلطات الاحتلال في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي قبل شهرين من انتهاء أمر اعتقاله الإداري لستة أشهر، وهو أشبه بهيكل عظمي، ولا يتجاوز وزنه 23 كيلوغراماً، وليست لديه كتلة عضلية تستطيع تحمّل العلاج".
بدأ صراع فاروق مع المرض بعد شهرين تقريباً من اعتقاله الأخير، وحينها قررت إدارة سجون الاحتلال نقله من سجن عوفر إلى سجن نفحة، وبعد اندلاع الحرب على غزة، نفذت قوات السجون (النحشون) اعتداء على الأسرى، وطاول فاروق فيه ضرب مبرح، ليعاني بعدها من انسداد في الأمعاء، ويُنقل إلى سجن نفحة الصحراوي، وهناك تفاقمت حالته الصحية، وفقد 28 كيلوغراما من وزنه، واستمرت المعاناة لنحو شهرين تعرّض خلالهما للإهمال الطبي.
يقول شقيقه حسام: "كانت العائلة تحاول عن طريق المؤسسات الحقوقية ومؤسسات السلطة الفلسطينية الحصول على تقرير طبي حول حالته، لكن الاحتلال ظل يرفض، وفوجئت العائلة بالإفراج عنه في شهر ديسمبر على حاجز نعلين المقام غربي رام الله، فتم نقله إلى مجمّع فلسطين الطبي، ليشخص الأطباء مرضه في الأمعاء وجدار البطن، ثم اكتشفنا لاحقاً إصابته بسرطان الأمعاء، وانتشار المرض بشكل كبير في جسده".

الصورة
فقد فاروق الخطيب نصف وزنه في سجون الاحتلال (العربي الجديد)
فقد فاروق الخطيب نصف وزنه في سجون الاحتلال (العربي الجديد)

يتابع: "علمنا أنه على مدار شهرين قبل الإفراج عنه، كان يتم إعطاؤه مسكنات، وقبل عشرة أيام من الإفراج عنه تم اكتشاف إصابته بالسرطان بعد إجراء عملية تحويل مسار الإخراج له في مستشفى سوروكا الإسرائيلي،، وحينها قرر الاحتلال الإفراج عنه بعدما اكتشف أنه في مراحل المرض الأخيرة بينما لا توجد تهمة موجهة له، فقد كان معتقلاً إدارياً وفق ملف سري، ولم يتبق سوى شهرين من توقيفه، فتم الإفراج عنه".
خرج فاروق من السجن بشكل يختلف كلياً عما كان عليه قبل الاعتقال، وحدث هذا فقط خلال أربعة أشهر، والسبب المباشر كان حرمانه من العلاج ما أدى إلى انتشار المرض في جسده. لا يستطيع فاروق حالياً المشي، كما لا يستطيع الكلام بشكل طبيعي، ويعيش على المسكنات، وهو يعاني من انتفاخ في القدمين بسبب النقص الحاد في البروتينات، ونسبة الأملاح والسكر لديه تهبط بشكل مفاجئ.
وحسب العائلة، فقد خرج فاروق من السجن وهو يعاني من جفاف حاد، وهذا يعني أنه لم يكن يحصل على المحاليل المغذية بشكل كافٍ رغم أنه لا يستطيع تناول الطعام، وتتم تغذيته عبر الوريد بالمحاليل. ورجح الأطباء بناء على ما قاله فاروق من تسلسل للأحداث، أن يكون الضرب المبرح الذي تعرّض له أدى إلى إغلاق للأمعاء بكتلة دم تحولت إلى كتلة سرطانية انتشرت بسرعة في جسده.
اعتقل فاروق الذي كان مسعفاً للمرة الأولى عام 2019 لمدة أربعة أعوام، وخرج وتزوج، لكن سرعان ما اعتُقل مجدداً بعد عدة أشهر وخرج، ثم اعتقل مرة ثالثة في أغسطس 2023، ولديه طفلة اسمها رونق عمرها ست سنوات، وتخشى العائلة أن تحرم رونق من أبيها إلى الأبد بسبب تفاقم مرضه.

ويعاني مئات الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي من سياسة الإهمال الطبي الممنهجة، والتي توسعت بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأدت إلى استشهاد العديد من الأسرى، كان آخرهم الشهيد وليد دقة، والذي كان في الغرفة ذاتها مع فاروق.
ويقول نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، إن "غالبية المعتقلين الذين أفرج عنهم أخيراً من سجون الاحتلال يعانون من مشاكل صحية، ما استدعى نقلهم إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم، وذلك من جرّاء ظروف الاعتقال القاسية، وجملة السياسات الممنهجة التي صعّدت إدارة السّجون منها، وأبرزها جريمة التعذيب، وسياسة التجويع، وجرائم الإهمال الطبي التي تسببت في استشهاد العديد من الأسرى".

ذات صلة

الصورة
عمر عساف خلال مشاركته في فعالية تضامنية قبل اعتقاله (العربي الجديد)

مجتمع

كبيرة هي المعاناة التي عايشها الأسير المحرر عمر عساف خلال ستة أشهر من الاعتقال، في ظل سياسة التجويع المعتمدة في سجون الاحتلال، وخصوصاً بعد السابع من أكتوبر.
الصورة

سياسة

الضرب المبرح وبتر الأطراف نتيجة الأصفاد، والاحتجاز داخل أقفاص، ليست سوى جزء من صور الموت وأشكال التعذيب، في معتقل "سدي تيمان" الإسرائيلي، وما خفي أعظم
الصورة

مجتمع

في عيد الأم أفادت تقارير فلسطينية بأنّ 37 أمّاً يستشهدن يومياً في قطاع غزة، في حين أنّ 28 أسيرة مغيبة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
طفل مصاب بالسرطان ووالدته من غزة في مستشفى المطلع في القدس في 17 أكتوبر 2023 (أحمد غرابلي/ فرانس برس)

مجتمع

قرّرت المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي إعادة 20 مريضاً فلسطينياً مصاباً بالسرطان، من بينهم أطفال، إلى قطاع غزة المحاصر رغم تهديد حياتهم بالخطر.

المساهمون