نصوص

إذ ترحل الأحلام كما تأتي/ بلا أن تُمسَك/ بالكاد نلحق/ أن نفتح أكورديون/ الذاكرة المتبقيّة/ لنغنّي/ لنحكي، لنكتب/ بقايا الوقت المتسكّع/ في داخلنا.

هناك حقائب للتاريخ/ وحقائب للمستقبل/ توضع فيها عملاتٌ رقميّة/ لكنْ يا مَنْ تترجم هذي القصيدةَ القصيرة هُناك/ هل تفهمَ أبداً معنى/ أن يصير المرء حقيبة؟

القمر: لصّ بوجوه كثيرة، لا ينام إلا في زنزانة الشمس/ النار: تسحب الأشياء إليها كما يسحب لصُّ محفظة من جيب قميص/ الكلمة: موجة تلاحق موجةً ليل نهار.

الليْلُ وحدَهُ قِيامَةُ الشاعِرِ/ ضوضاءُ الفكرةِ تركُلُ جدارَ الرحمِ/ والقابلاتُ مستعدّاتٌ/ لاستقبالِ/ متلازمةِ الاحتراق.

هذا الغبارُ مدينةٌ تطفو في مجرَّةٍ تنهبها الأجرامُ العاتية/ هذا الغبار الطوّاف حول الهمسةِ والصيحةِ والإشارة/ دربٌ تتعثَّرُ فيه حياةٌ وينزلقُ فيه موتٌ.

ربّما سيأتي النسيانُ/ مُكلَّلاً/ كبوصلةٍ/ ربّما تَعوُد لنا القصيدة/ تقول امضوا من هنا/ ربّما يصلحُ ما بقي/ ليكون أرضاً بوراً نقفُ عليها.

لم نعرف الكثير عنهم؛ لم يصل إلينا عنهم سوى حرير الأغاني وبعض الألغاز ضاعت في الطفولة. لم نرهم إلّا في الأحلام التي تراودنا بين حين وآخر.

إلى أين يأخذ الجنود الفتى النحيل؟/ إلى زنزانة رطبة وعتمة شديدة./ ما الذي فعله الفتى النحيل؟/ سرق استدارة التفّاح وعجينة الخبز./ يا لهفي على فتى نحيلٍ بهيّ!