أستراليا: مجموعات "واتساب" للضغط على مؤيدي فلسطين

06 فبراير 2024
في سيدني (ديفيد غري/ فرانس برس)
+ الخط -

تتعرّض مجلة "أوفرلند" الأدبية في أستراليا لحملة تحريض بسبب مقالات وتقارير نشرتها، تتضامن مع الفلسطينيين في وجه حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويشير موقع إندبندنت أستراليا إلى إنشاء مجموعة على تطبيق واتساب، تضمّ عدداً من النخب في أستراليا وتنشر لقطات شاشة (سكرينشوت) لما نشر للمجلة، مع مطالبات بإقالة رئيس تحريرها جوناثان دونك، وزميلته الأكاديمية والشاعرة إيفلين أرالوين، وسحب التمويل من المجلة.
ويبدو أن الرسائل الواردة من مجموعة "واتساب"، التي نشرتها على "إكس" أرالوين، تظهر "دعوة عاجلة للعمل" ضد إدارة مجلّة "أوفرلند". ويبدو أن الدعوات في المجموعة تتضمن طلب حفظ لقطات الشاشة، لاستخدامها كدليل لدعم اتخاذ إجراء قانوني ضد دونك والمجلة.
وتدعو التعليقات الأخرى التي نشرتها أرالوين إلى تقديم الشكاوى إلى جامعة ديكن، حيث تعمل أرالوين مع دونك كأكاديميين، وكذلك إلى مؤسسة كرييتف فيكتوريا، التي تموّل "أوفرلند".

ماذا فعلت المجلة؟

نشرت "أوفرلند" "بيان تضامن مع فلسطين ودعوة للعمل (من أجل غزة) من موظفي جامعة موناش وطلابها وخريجيها". ونشرت المجلة الإلكترونية أيضاً رسالة مفتوحة إلى الحكومة الأسترالية، موقعةً من قبل فنانين ومنتجين ثقافيين، يطالبون فيها بوقف إطلاق النار و"التحقيق في الهجمات الفظيعة التي ترتكبها إسرائيل وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين في غزة".

وجاء في الرسالة: "اليوم، بينما تشنّ وسائل الإعلام حرباً ضد الحقيقة وتجرّد هذا المشروع الاستعماري من سياقه التاريخي، فإننا نتحمل مسؤولية فريدة لاستخدام صوتنا وممارساتنا الفنية لعدم قول المزيد!".
وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كتب دونك مقالة غاضبةً رداً على الانتقادات التي هاجمت "نشر عدد من البيانات الجماعية تضامناً مع الشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن الانتقادات تضاعفت "حتى مع حرمان دولة إسرائيل مليوني شخص من الغذاء والماء والكهرباء، وحتى مع أن المزيد من المؤرخين ومحامي حقوق الإنسان يصفون صراحة رد فعل إسرائيل بأنه إبادة جماعية". وكان غضب دونك موجّهاً نحو "الأكاديميين والفنانين" الذين يرفضون الاعتراف "بالعنف المستمر والمتصاعد".
وكتب أن زميلته، إيفلين أرالوين، شجّعته على القيام "بلفتة تصالحية تجاه الأمل" من خلال الاعتراف بالمسيرات الاحتجاجية وشجاعة الناشطين اليهود التقدميين.
ونشرت أرالوين لقطات "سكرينشوت" لسلسلة من الرسائل المسرّبة من مجموعة "واتساب"، قائلة إنها "تعرف منذ أشهر أن مجلة أوفرلند كانت هدفاً لهذه المجموعة". كما كتبت: "فقط أُذَكّرنا جميعاً بأن السبب الوحيد الذي يجعلنا قادرين على النشر عن فلسطين الآن هو الشجاعة المذهلة والالتزام الذي يتمتع به كتابنا".

حرب ضد الحقيقة والتضامن في أستراليا

يأتي التحريض على "أوفرلند"، بعد أسابيع من أزمة شبكة ABC الأسترالية، التي طردت مذيعتها الشهيرة أنطوانيت لطوف بسبب نشر تقرير حقوقي ينتقد جرائم الاحتلال في قطاع غزة. وقد تلقت الشبكة الأسترالية شكوى من مجموعة "محامون من أجل إسرائيل" حول منشور لطوف.
وكشف تحقيق أجرته صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد، ونُشر في 16 يناير/كانون الثاني، عن سلسلة من الرسائل المسرّبة من مجموعة "واتساب" بعنوان "محامون من أجل إسرائيل". الهدف من الرسائل كان تنسيق الضغط على إدارة ABC لإنهاء عمل لطوف. 
وسبق أن قال الاتحاد الدولي للصحافيين، حول هذا الموضوع تحديداً: "في جميع الأوقات، وخاصة في أوقات الحرب والصراع، يجب ألا تكون الحقيقة الضحية الأولى". وأضاف الاتحاد أنه "يجب أن يكون الصحافيون قادرين على تقديم التقارير من دون خوف من الانتقام من مجموعات خارجية، ويجب حمايتهم والدفاع عنهم من قبل أولئك الذين يوظفونهم".

المساهمون