الصين تعلن تفاصيل خطة إنعاش العقارات بشراء مساكن وتخفيف القيود

الصين تعلن تفاصيل خطة إنعاش العقارات بشراء مساكن وتخفيف القيود

17 مايو 2024
لقطة جوية تظهر مبنى قيد الإنشاء في نانجينغ بمقاطعة جيانغسو، 17 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- السلطات الصينية تطلق خطة لإنعاش قطاع العقارات بتدابير تشمل خفض الدفعات الأولى وأسعار الفائدة للقروض العقارية، وإلغاء الحد الأدنى لأسعار الفائدة للمنزل الثاني، رداً على تراجع أسعار المساكن.
- نائب رئيس مجلس الدولة يؤكد على سياسات مخصصة لكل مدينة لمعالجة مشكلة المشروعات الإسكانية غير المكتملة ويقترح تحويل العقارات التجارية إلى مساكن ميسورة الكلفة.
- تخفيض الحد الأدنى للدفعة الأولى للمنازل وتخفيض أسعار الفائدة يهدف إلى تحفيز الاستثمار في العقارات وتعزيز النمو الاقتصادي، مما أدى إلى ارتفاع أسهم شركات التطوير العقاري.

كشفت السلطات الصينية، اليوم الجمعة، عن خطة لحل أزمة العقارات وتحفيز نمو اقتصادها من خلال سلسلة إجراءات جديدة تعتقد أن من شأنها إنعاش القطاع المتعثر بعدما أظهرت أحدث البيانات أن أسعار المساكن تراجعت بنحو 10% منذ مطلع العام 2024. لكن ماذا تتضمن هذه الخطة من تدابير بالتحديد؟

من بين إجراءات أخرى، كان الأبرز إعلان بنك الشعب الصيني (المصرف المركزي)، أنه سيخفض الدفعات الأولى ويخفض أسعار المنازل عند شراء المنزل الثاني بقروض عقارية ويُلغي الحد الأدنى لأسعار الفائدة، وفقاً لما أوردت وكالة "أسوشييتد برس".

وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) خه لي فينغ إن المسؤولين سيطرحون سياسات تناسب كل مدينة و"سيخوضون معركة صعبة للتعامل مع مخاطر مشروعات الإسكان التجاري غير المكتملة". ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الرسمية عنه قوله في مؤتمر رفيع المستوى بتقنية تيليكونفرانس حول السياسات العقارية: "سنتقدم بقوة في المهام الرئيسية مثل ضمان تسليم المساكن واستيعاب المساكن التجارية القائمة".

تفاصيل خطة الصين الجديدة لإنعاش قطاع العقارات

وفي التفاصيل التي أوردتها وكالة "فرانس برس"، خفضت الصين الحد الأدنى لمعدل الدفعة الأولى لمشتري المنازل لأول مرة، اليوم الجمعة، واقترحت أن تشتري الحكومة عقارات تجارية، في بعض من أكثر خطوات بكين طموحاً حتى الآن لانتشال سوق الإسكان المتعثر من أزمة ديون غير مسبوقة. لكن لم يتم تقديم تفاصيل حول عدد المنازل التي سيتم شراؤها.

 

وتمثل العقارات والبناء أكثر من رُبع الناتج المحلي الإجمالي، لكن القطاع يتعرض لضغوط غير مسبوقة منذ عام 2020، عندما شددت السلطات وصول المطورين إلى الائتمان في محاولة للحد من الديون المتزايدة. ومنذ ذلك الحين، ترنحت الشركات الكبرى، بما في ذلك شركة "تشاينا إيفرغراند" China Evergrande وشركة "كانتري غاردن" Country Garden، في حين أدى انخفاض الأسعار إلى إثناء المستهلكين عن الاستثمار في العقارات.

وقالت "شينخوا" إنه في ظل ضغوط متزايدة لتعزيز السوق المتعثرة وضمان وصول ملايين المنازل غير المستخدمة إلى المحتاجين لسكن، عقدت بكين مؤتمرا عبر الفيديو، يوم الجمعة، فيما ذكرت "بلومبيرغ نيوز" أن اجتماع اليوم الجمعة حضره المنظمون وممثلو البنوك الكبرى والحكومات المحلية وسوق العقارات.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن خه لي فينغ قوله في الاجتماع: "ينبغي بذل جهود كبيرة لتعزيز التعامل مع مشاريع الإسكان التجارية المصنفة على أنها قيد الإنشاء والتي تم بيعها وتواجه صعوبات في التسليم"، مضيفاً: "في المدن التي يوجد فيها مخزون كبير من المساكن التجارية، يمكن للحكومة تقديم الطلبات وشراء بعض المساكن التجارية بأسعار معقولة حسب الاقتضاء لاستخدامها كمساكن ميسورة الكلفة".

وحول طبيعة مبادرة شراء المنازل، قال المسؤول الصيني: "ينبغي على الحكومات المحلية المعنية التعامل بشكل صحيح مع العقارات السكنية الخاملة المنقولة، من خلال إعادة الاستيلاء عليها والاستحواذ عليها، لمساعدة شركات الإسكان التي تواجه صعوبات مالية على حل تحدياتها".

خفض الحد الأدنى لسعر فائدة القروض العقارية

ونقلت وسائل الإعلام الحكومية أيضاً عن البنك المركزي والإدارة الوطنية للتنظيم المالي أنهما سيخفضان الحد الأدنى لمعدل الدفعة الأولى لمشتري المنازل لأول مرة إلى 15%، وهو أحد أدنى المعدلات على الإطلاق في البلاد. وأضافت أنه سيتم تخفيض السعر إلى 25% عند شراء منزل ثان.

وتعد هذه التحركات من أكثر الخطوات طموحاً التي اتخذتها بكين حتى الآن في سعيها لعكس اتجاه الأزمة المزمنة في سوق العقارات والإسكان تحديداً. وفي هذا السياق، قال مدير الأبحاث في معهد أبحاث ييجو للأبحاث العقارية يان يوجين لتلفزيون "فينيكس" المدعوم من الدولة إن "هذه هي أدنى نسبة للدفعة الأولى في التاريخ"، مضيفاً: "إنها ليست فقط السياسة الأكثر تساهلاً في تاريخ قروض الرهن العقاري، ولكنها أيضاً السياسة الأكثر تساهلاً بين مختلف أنواع سياسات شراء المنازل في السنوات الأخيرة".

وارتفعت أسهم شركات التطوير الصينية في هونغ كونغ في الأيام الأخيرة على أمل الحصول على دعم جديد للقطاع. وقال المحلل في شركة "مورنينغ ستار" Morningstar Inc جيف تشانغ في هونغ كونغ لشبكة "بلومبيرغ" إن خطوة اليوم الجمعة كانت "غير متوقعة وإيجابية بالنسبة للأسهم العقارية".

ارتفاع الأسهم الصينية بعد إعلان خطة إنعاش العقارات

إلى ذلك، ارتفع سهم Agile Group بنسبة 23%، وسهم Fantasia بنسبة 8.3% اليوم الجمعة، في حين ارتفع سهم Sino-Ocean Group وCIFI Holdings بأكثر من 12%. كما أضافت مجموعة Longfor Group نسبة 10%، وزادت أسهم China Vanke بنسبة 19% بعدما قفز السهمان 15% و16% على التوالي يوم الخميس، وفقاً لخدمة "بلومبيرغ نيوز".

ويأتي الإعلان عن التدابير الجديدة بعدما تراجع أداء سوق العقارات الصيني بعد فرض إجراءات قوية لكبح جماح الاقتراض المفرط من قبل المطورين العقاريين قبل عدة سنوات، ما أثر على نشاطات أخرى كثيرة، مثل الأثاث المنزلي والأجهزة الكهربائية والإنشاءات، وأبطأ نمو ثاني أضخم اقتصادات العالم.

ويمثل الإسكان إحدى الدعامات الأساسية للاستثمار بالنسبة للصينيين، نظرا لانخفاض مستوى أسعار الفائدة التي تدفعها البنوك، وقد يكون عدد كبير من المشترين المحتملين في انتظار وصول السوق إلى أدنى مستوياته، قبل التفكير في عمليات شراء جديدة. كما أن تسريح العمال والاضطرابات الأخرى الناجمة عن جائحة كورونا جعلت كثيرين يشعرون بالقلق حيال الإنفاق.