خالد البيه: معنى أن تكون شاهداً على فلسطين

خالد البيه: معنى أن تكون شاهداً على فلسطين

01 مايو 2024
من المعرض
+ الخط -
اظهر الملخص
- يفتتح خالد البيه معرض "شاهد" في المتحف العربي للفن الحديث بالدوحة، مسلطًا الضوء على حرب الإبادة في غزة من خلال رسوماته التي تعبر عن معاناة الفلسطينيين.
- يستعرض البيه من خلال أعماله الفنية قضايا مثل الانتفاضات الشعبية واستبداد الأنظمة، مؤكدًا على دور الفن كوسيلة للمقاومة وتعبير عن الحقيقة، ويحث الزوار على التفكير في دورهم كشهود.
- يبرز المعرض أهمية الصوت الفردي في مواجهة التحيز والظلم، مستخدمًا وسائل سمعية وبصرية تفاعلية لتعزيز الوعي بالفظائع المرتكبة في فلسطين ودعوة الزوار لدعم قضايا العدالة والحقيقة.

يقدّم الفنان ورسام الكاريكاتير والناشط السوداني خالد البيه، في معرض "شاهد" الذي يُفتتح الاثنين المقبل في "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" بالدوحة، ويتواصل حتى العاشر من أب/ أغسطس المقبل، عملاً فنياً تركيبياً جديداً يتناول حرب الإبادة على غزّة.

بدأ البيه بنشر كاريكاتيراته ورسوماته منذ اليوم الأوّل للعدوان الإسرائيلي، حيث رسَم في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي جرافة تزيل أسلاكاً شائكة تحاكي تلك التي تحيط بالقطاع، رُفعت عليها يافطة تحذيرية كُتب عليها: "تمّ طرد الأشخاص الذين يقفون وراء هذا الخط من منازلهم وأراضيهم على يد العصابات الصهيونية خلال نكبة عام 1948، وقد تعرضوا لمعاملة وحشية من قبل الاحتلال العسكري الصهيوني"، مضيفاً عبارات تلخص حقيقة الصراع: "وعاشوا حياتهم كلها ضحايا للجيش الصهيوني والاعتداءات والمراقبة، وهم محبوسون في قفص منذ آخر 16 عاماً في أكبر سجن مفتوح في العالم. عش هنا وادعمنا على مسؤوليتك الخاصة!".

لا ينفصل الموقف من فلسطين عن اهتمامات الفنان الذي تابع بأدواته الفنية الانتفاضات الشعبية العربية عام 2011، واستبداد الأنظمة وفسادها، وكذلك الحرب الأهلية التي تعيشها بلاده، في إدانة واضحة لأطراف القتال وانتهاكات حقوق الإنسان منذ بدء الحرب.

يقترح الفنان السوداني على زوّاره التفكير في دورهم كشهود على التطهير العرقي

يعبّر البيه عن رؤيته حول دور الفن في مواجهة الأزمات والصراعات السياسية، في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، حيث يقول: "الفن يكشف أنّ هناك طريقة مختلفة للحديث عن الأشياء... الفنّ مقاومة مستمرّة. الفنّ هو طريقنا لمواصلة القتال".

يقترح في عمله الفني الذي يتضمّنه معرض "شاهد"، على زوّاره التفكير في دورهم كشهود على التطهير العرقي الذي يحدث في غزّة، وهو يقتبش مشهداَ من مشاهد دمار العمارات والبنى التحيتة التي بثّتها وسائل الإعلام مرّات ومرّات، وباتت محفوطة في ذاكرة الملايين.

الصورة
كاريكاتير لخالد البيه، من صفحته على فيسبوك
كاريكاتير لخالد البيه، من صفحته على فيسبوك

يشير بيان المعرض إلى أن العالم  شهِد محنة فلسطين والفظائع التي ارتُكبت منذ النكبة عام 1948 وحتى يومنا هذا، وفي الوقت الحاضر، أدى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والبث المباشر إلى جعل هذه الأحداث مرئية بشكل متزايد.

يندرج "شاهد" ضمن سلسلة "معارض فضاء المشاريع" في المتحف، والذي يشتمل على عمل تركيبي واحد، واختتم المعرض السابق في السلسة منتصف شباط/ فبراير الماضي تحت عنوان "بناء المعاني"، وعرّض تطور تفسيرات النص العربي، باستخدام نظام تشفير مبرمج.

أما عمل خالد البيه، فيوظّف وسائل سمعية وبصرية تفاعلية، ويتألف من أربعة رسوم رقمية معروضة على مرآة ممتدة بعرض الحائط، تصور لحظات مؤثرة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أدى انتشارها إلى زيادة عدد الشهود بشكل غير مسبوق على هذه المأساة.

وتؤكد انعكاسات الزوار في المرآة بين صور الضحايا، على دورهم كشهود على الجرائم المرتكبة، وتشتد حدة هذه التجربة بانعكاس صورة لمدينة غزّة المدمرة في المرآه مع تسجيل صوتي لأسماء الشهداء وأعمارهم يرويه الزوار، بحسب بيان المنظّمين الذي يلفت إلى أن الفنانن يؤكد على "دور الفرد كشاهد عيان على هذه الأحداث، عبر التوضيح للزوار أنهم يمثلون صوتاً إضافياً إلى أولئك الذين يتحدثون عن فلسطين ضد وسائل الإعلام الرئيسية المتحيزة. ويأتي أثر الانعكاس، سواء حرفياً أو مجازياً، ليكشف عن تواطؤ العالم في هذه المأساة، وعن التحيز والظلم في السياسة المعاصرة والقانون الدولي".

ويضيف البيان: "يبحث التركيب الفني في معنى أن يكون الفرد شاهداً على الدمار الذي يحدث في فلسطين، كما يشجعنا كزوار على التفكير بتلك المسؤولية التي تقع على عاتقنا، ويجعلنا نطرح السؤال على أنفسنا، فماذا سنفعل إن كنا أحد هؤلاء الذين صوّروا وكيف سنشعر إذا وقف العالم مكتوف الأيدي يراقب زوالنا. خلال الفظائع الأخيرة، حظيت فلسطين باهتمام كبير في جميع أنحاء العالم، عبر جهود المناصرة الدولية من الشعوب، وتجمع الناس عبر العديد من السبل، للتعبير عن احتجاجاتهم والمقاطعة المستهدفة وبرامج عديدة تضامناً مع فلسطين".

المساهمون