أتذكّر وجه الشهيد إيهاب بركات وخيوط الدم على وجهه النضر، وهُم يزفّونه بالقرب من بيوتنا، وأتذكّر جنازة أستاذنا الشهيد يوسف الغريب، وقد انتهى للتوّ من تدريسنا.
أتذكّر ذلك الطبيب الذي يذهب بعد يوم شاق في العمل ليبحث عن الماء، وقد أخفى قارورة الماء عن الكاميرا خجلاً ممّا حلّ بأهل غزّة. مَن يجب أن يخجل؟ نحن بلا شكّ.
لا يسلم من العنف أولئك الذين يتابعون المذابح والآلام من بعيد. نحن أيضاً ضحايا، ضحايا أنّنا من هناك، ونعرف هناك وأهل هناك، وأنّ ما يحدث لهم لا يجب أن يحدث.