لافروف: مستعدون للوساطة لحل الأزمة الخليجية

لافروف: مستعدون للوساطة لحل الأزمة الخليجية

18 سبتمبر 2020
لافروف يكشف رؤية موسكو لملفات المنطقة (الأناضول)
+ الخط -

عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد موسكو للوساطة لحل الأزمة الخليجية، بينما اتهم الإدارة الأميركية بـ"شيطنة" إيران.

وأعرب لافروف، خلال مقابلة أجراها مع وكالة "سبوتنيك" الروسية اليوم الجمعة، عن استعداد بلاده "لتقديم الوساطة في أي قضية نزاع، إذا طلب جميع الأطراف منا ذلك".

وأضاف قائلا: "نحافظ على علاقات جيدة مع جميع الدول من دون استثناء، بما في ذلك مع جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي"، لافتا إلى أن "الإدارة الأميركية تحاول إقناع السعودية وحلفائها بعقد سلام مع قطر، نتمنى النجاح لأي جهود تهدف إلى توحيد الدول".

وتبذل الكويت جهودا للوساطة بين طرفي الأزمة، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تحقيق اختراق يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، وهي قطر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد قال، يوم الاثنين الماضي، إن الوقت قد حان لإيجاد حل للأزمة الخليجية، في حين أعرب نظيره القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن شكره لدعم الولايات المتحدة وساطة الكويت لحل الأزمة، مؤكدًا أن موقف بلاده في وجه الحصار بات أقوى بفعل تطوير العلاقات مع الأسرة الدولية.

من جانب آخر، اعتبر لافروف أن "الإدارة الأميركية الحالية شيطنت إيران في السنوات الأخيرة، وصنفتها أنها المشكلة الرئيسية لهذه المنطقة ومناطق أخرى من العالم"، منتقداً سعي واشنطن إلى اختزال الحوار برمته حول مشاكل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وربطه بـ"التهديد الإيراني".

ومضى قائلا: "المشاكل تحتاج للتوصل إلى حل بطريقة مستدامة وموثوقة ومن خلال الاتفاق بين جميع الأطراف، في حين أن السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة تقوم على مبدأ معاقبة إيران، مشددة على أن تغيير النظام سيسمح للمنطقة بأكملها بالتنفس بحرية. هذا طريق مسدود".

وفيما يخص الشأن الليبي، أوضح وزير الخارجية الروسي أن معظم اللاعبين الدوليين سعوا، على مدى فترة طويلة، إلى "التركيز والتعامل مع قوة سياسية واحدة والتي كانوا يراهنون عليها"، قبل أن يضيف: "لقد تخلينا عن هذا النهج منذ البداية، وكنا نتواصل ونستمر في التواصل مع جميع القوى السياسية في ليبيا من دون استثناء".

وأضاف أن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الذي توجه اتهامات لموسكو بدعمه، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" فايز السراج، زارا موسكو بداية العالم الجاري عشية مؤتمر برلين، مشيراً إلى أن المؤتمر "خلق أساسا جيدا جدا".

ولفت لافروف إلى أن سفارة بلاده لدى ليبيا ما زالت تعمل من تونس، معرباً عن آمله أن تستأنف عملها في طرابلس قريبًا. وقال كذلك إن "الأمر متوقف على توفير الأمن هناك"، مؤكداً أن السفارة تتواصل "مع جميع الأطراف الليبية، وتعمل موسكو بالتعاون مع وزارتي الخارجية والدفاع على بناء جسور الحوار بين الأطراف الليبية المتنازعة".

وتابع قائلا: "قبل أيام أجرينا مشاورات مع زملائنا الأتراك في أنقرة. نواصل العمل، بما في ذلك، مع مصر والمغرب. سنحاول دعم هذه العملية والمساهمة في التسوية السياسية في ليبيا".

من جانب آخر، انتقد سيرغي لافروف عقوبات "قانون قيصر" الأميركية التي تستهدف النظام السوري حليف موسكو، وقال إنها أصابت في المقام الأول المواطنين السوريين.

وأشار إلى أن القانون ينص على وجود "استثناءات" والتي تتمثل بتوصيل الغذاء والدواء والمواد الأساسية الأخرى، لكنه انتقد عدم تقديم الدول الغربية، التي تدافع بحماس شديد عن القانون، أي إمدادات من السلع إلى سورية.