فضل شاكر... حجرٌ حتّى العفو

فضل شاكر... حجرٌ حتّى العفو

04 ابريل 2020
شدد على ضرورة إقرار قانون العفو العام (فرانس برس)
+ الخط -
لا يزال الفنان اللبناني فضل شاكر (1969)، يعاني من إقامته في منفى إجباري، لجأ إليه عام 2013، بعد أحداث ما سُمي بمعركة عبرا شرق مدينة صيدا (جنوبي لبنان). سبق ذلك إعلان صاحب "يا غايب" اعتزاله عالم الفن، بعد مناصرته العلنيَّة لأحد التيارات الأصولية المتشددة في لبنان، ومجاهرته بذلك، بل واتهامه بأنه شارك في أحداث عنف أدَّت إلى إنهاء التنظيم الذي انضمَّ إليه شاكر منتصف عام 2013. وبينما برأت المحكمة العسكرية شاكر من جُرم مشاركته في القتال، بقيت أمامه سلسلة من القضايا التي خُفِّضَت مدة سجنها إلى 15 عامًا، وذلك في حكم غيابي صدر عن القضاء العسكري عام 2018. لكن، لا يزال شاكر داخل أحد المخيمات الفلسطينية في لبنان، يعيشُ متواريًا.

لا يريد شاكر تسليم نفسه إلى القضاء اللبناني بسبب عدم ثقته بهذا القضاء، واتّهامه له بأنّه قضاء "مُسيَّس". ويخاف شاكر أن تُسيَّس قضيته، وتساق الاتهامات ضدّه بناء على خلفيات وثأر من فريق يمثَّله ما يُسمّى بـ "محور الممانعة" في لبنان. إذْ بعد توجيه اتهامات له بالمشاركة في قتال الجيش اللبناني في معركة عبرا، وتبرئته من هذه التهمة، تبقى مسألة كونه معارضًا لنظام بشار الأسد إشكالية بالنسبة له. وعبر شاكر مرارًا عن موقفه المتشدد من نظام الأسد في دمشق. وكان أشدها الموقف الذي أطلقه قبيل اعتزاله، في آخر حفلٍ أحياه في المغرب ضمن فعاليات مهرجان موازين عام 2009، وهو شيءٌ يتناقض بالمطلق مع توجّهات ومصالح مناصري نظام الأسد في لبنان.

بعيداً عن المنحى السياسي لقضية شاكر، تأتي محاولاته للعودة إلى الغناء خجولة قياسًا إلى حضوره وجمهوره وتأثيره على المشهد الفني العربي. فأمام الحجر الذي يقضيه، يقتنص شاكر دومًا الفرص لإصدار أغنيات جديدة، خصوصاً أن معظم الملحنين في لبنان والقاهرة والخليج العربي يطالبونه بالعودة إلى الغناء. وهذا ما اقتنع به قبل ثلاث سنوات، عندما بدأ بإطلاق أغنية تلو الأخرى، مستخدمًا موقع "يوتيوب". لكن حتى ذلك لم يوفر بعض المعارضين من التربّص له، وإيقاف تتر أغنية مسلسل "لدينا أقوال أخرى" (بطولة يُسرا وإنتاج "العدل غروب"). الضغط على جهة إنتاج المسلسل دفعت الشركة إلى استصدار بيان تستغني من خلاله عن صوت فضل شاكر لمقدّمة المسلسل الغنائيَّة.



لكن ذلك لم يُبعِد مجموعة الملحنين عن شاكر، إذْ قدَّم بعدها مجموعة من الأغاني من ألحان صديقه الملحن وليد سعد. واستطاعت أن تحقق نسبة استماع عالية جداً. اليوم، يستعد شاكر لإصدار أغنية جديدة من ألحان وليد سعد بعنوان "لما بتوحشيني" من توزيع موسيقي لعلي أباظة. ويبدو أن الخبر أثار حماسة محبي شاكر الذين قاموا بالترويج للأغنية، حتى قبل إعلان تاريخ صدورها. في حين أطل شاكر، قبل يومين، وبمناسبة عيد ميلاده، وذلك لإلقاء التحية على متابعيه، مذكراً أنه في "حجر" منذ سبع سنوات. واستخدم شاكر كلمة "حجر"، بعد أن طالبت معظم دول العالم رعاياها بضرورة الالتزام في المنازل جراء انتشار فيروس كورونا. وشدد فضل شاكر على ضرورة إقرار قانون العفو العام الذي سيشمله، على الرغم من نيّته عدم تسليم نفسه للقضاء اللبناني.

أكثر من سبع سنوات على غياب فضل شاكر، لكن الجمهور لم يمل من المطالبة بضرورة منح الحرية للفنان، والذي برأي كثيرين، لم يملأ مطرب آخر مكانه. فهل سيأتي قانون العفو الذي سيعطي الحرية لفضل؟

المساهمون