استشهاد طبيب وإصابات بقمع الاحتلال فعاليات ضد الاستيطان والتطبيع

استشهاد طبيب وإصابات بقمع الاحتلال فعاليات ضد الاستيطان والتطبيع في الضفة

18 سبتمبر 2020
اعتداءات للمستوطنين تحت أعين قوات الاحتلال (جعفر اشتيه/ فرانس برس)
+ الخط -

استشهد طبيب فلسطيني، ظهر اليوم الجمعة، عقب إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الصوت بالقرب منه وتوقف قلبه أثناء وجوده بالقرب من حاجز عسكري جنوب غرب جنين، شمال الضفة الغربية، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين خلال قمع الاحتلال فعاليات مناهضة للاستيطان والتطبيع في شمال الضفة، بينما نظمت مسيرة داخل باحات المسجد الأقصى المبارك ضد التطبيع.

وأكدت عائلة الطبيب نضال جبارين (54 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، نبأ استشهاده، وأنه جرى نقله إلى المستشفى بعد الحادث، وأعلن الأطباء عن استشهاده، علماً أنه يعمل طبيب أسنان، ويسكن مدينة جنين.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد جبارين بسكتة قلبية نتيجة إطلاق قوات الاحتلال لقنابل الصوت على المواطنين بالقرب من حاجز برطعة، جنوب غرب جنين.

وبعد عصر الجمعة، شيع الفلسطينيون، جثمان الشهيد جبارين، بعدما انطلق موكب التشييع من مستشفى جنين الحكومي، ثم ألقت عائلته نظرة الوداع عليه، وبعدها تمت الصلاة على الجثمان في مسجد جنين الكبير وسط المدينة. وجابت مسيرة حاشدة شوارع المدينة على وقع الهتافات الوطنية الغاضبة وإطلاق مسلحين ملثمين الرصاص بالهواء تحية لروح الشهيد.

على صعيد منفصل، شارك آلاف المصلين عقب صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بوقفة احتجاجية تنديداً باتفاقيات التطبيع التي وقعتها أخيراً الإمارات والبحرين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث رفع المئات من أنصار "حزب التحرير الإسلامي" لافتة ضخمة كتب عليها "المطبعون خونة، وفلسطين تحررها الجيوش الإسلامية".

وصدحت حناجر المصلين بالهتافات المنددة بأنظمة التطبيع، مؤكدين الرفض القاطع للمطبعين وأنظمتهم، وأن "تحرير الأقصى هو على يد الأطهار".
وكانت شرطة الاحتلال قد انتشرت بأعداد كبيرة على بوابات المسجد الأقصى واعتقلت ستة من المصلين لدى خروجهم من البوابات، وتم نقلهم إلى مركز تحقيق القشلة.

الصورة
مسيرة بالضفة الغربية

وأغلقت قوات الاحتلال عقب الصلاة بوابات البلدة القديمة من القدس، حيث تمنع الدخول لغير قاطنيها، في حين جرى إغلاق معظم محاور الطرق المؤدية إلى غالبية الأحياء المقدسية، في إطار ما وصف بـ"التدابير المشددة لمنع تفشي وباء كورونا".

وأصيب أربعة من عمال النظافة المقدسيين، الليلة الماضية، خلال عملهم في أحياء يهودية بالقدس المحتلة.

في سياق آخر، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق وبرضوض جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية في قرية عصيرة القبلية، جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، نظمتها القوى والفصائل الفلسطينية هناك بعد صلاة الجمعة، لزراعة أشجار الزيتون في الأراضي المهددة بالمصادرة لقربها من مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي القرية والبلدات والقرى المجاورة.

وأفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال استبقت وصول المشاركين بتطويقها للمكان ومنعهم من الاقتراب، وفور انطلاق المسيرة أمطرها جنود الاحتلال بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة عدد من المتظاهرين بحالات اختناق، حيث عولجوا ميدانياً على يد فريق إسعاف فلسطيني.

ووفق المصادر ذاتها، لم يمنع ذلك العشرات منهم من زراعة أشتال الزيتون، بعدما خاضوا عراكاً بالأيدي مع الجنود، فأصيب عدد منهم برضوض، كما اعتدى مستوطنون على عدد من الفلسطينيين، بينهم صحافيون، خلال تغطيتهم للفعالية.

وأكد رئيس مجلس قروي عصيرة القبلية حافظ صالح، لـ"العربي الجديد"، أن القرية تعاني من اعتداءات مستمرة من المستوطنين الذين يهاجمون البيوت القريبة ويخطون شعارات معادية، كما يتعمدون حرق وتقطيع الأشجار وسرقة المحصول الزراعي وسرقة الأغنام من الرعاة.

وأشار صالح إلى أن ذلك كله يتم تحت أعين جنود الاحتلال الذين يوفرون الحماية للمستوطنين، ويشتبكون مع الفلسطينيين الذين يدافعون عن أراضيهم وأملاكهم.

وتمتد مستوطنة "يتسهار"، التي تعد من كبرى المستوطنات المقامة على أراضي محافظة نابلس، من أراضي قرى بورين وحوارة ومادما وعصيرة القبلية جنوباً، حتى أطراف مدينة سلفيت، وتعد المستوطنة حاضنة لمجموعات منظمتي "شبيبة التلال" و"تدفيع الثمن" الإرهابيتين، اللتين تنفذان هجمات دموية أدت إلى استشهاد وجرح مئات الفلسطينيين وحرق وتخريب ممتلكاتهم.

من جهة أخرى، أصيب عدد من الشبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية، شمال الضفة الغربية، والتي خرجت بعد صلاة الجمعة تنديداً بالاستيطان وللمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاماً.

وانطلقت المسيرة بمشاركة المئات من أبناء قرية كفر قدوم، الذين رددوا الشعارات المناهضة للاحتلال والمطالبة بتوسيع رقعة المقاومة الشعبية في جميع أنحاء الضفة الغربية.

وقال منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، لـ"العربي الجديد"، إن عنوان مسيرة اليوم كان "التطبيع خيانة"، رداً على توقيع دولتي الإمارات والبحرين لاتفاقية العار مع دولة الاحتلال برعاية الولايات المتحدة الأميركية.

وتابع اشتيوي "وكذلك تعبيرا عن الفشل والعجز الذي وصلت إليه جامعة الدول العربية والمنظومة العربية برمتها، بعجزها على الأقل عن إدانة هذه الخطوة الخيانية".

وعما جرى خلال المسيرة، أوضح شتيوي أن عناصر من "حرس الحدود" وجيش الاحتلال هاجموا المشاركين بإطلاق كثيف للرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين بجروح طفيفة والعشرات بالاختناق، مؤكدا أن جميع المصابين عولجوا ميدانياً.

من جهة أخرى، انتهت الفعالية التي نظمت فوق الأراضي المهددة بالاستيلاء جنوب شرق طولكرم، دون تسجيل أي إصابات أو اعتقالات، حيث قال أمين سر حركة "فتح" في قرية شوفة بطولكرم مراد دروبي، لـ"العربي الجديد"، إن "عشرات المواطنين أدوا صلاة الجمعة في أراضيهم المهددة بالاستيلاء عليها في منطقة الجبل (الوسطاني)، الذي يصل بين قرى جبارة، والراس، وشوفة، جنوب وشرق طولكرم".

وأوضح دروبي أن الفعالية جاءت تلبية لدعوة فصائل العمل الوطني والفعاليات الشعبية في تلك القرى، للتصدي لاعتداءات الاحتلال ومنع الاستيلاء عليها لإقامة منطقة صناعية استيطانية.

ولفت دروبي إلى أن المئات من جنود الاحتلال حاصروا المنطقة، منذ ساعات الصباح الباكر، وحالوا دون تمكن المواطنين من الوصول إلى المنطقة المستهدفة لإقامة المنطقة الصناعية الاستيطانية.

في سياق منفصل، قطع مستوطنون، اليوم الجمعة، عشرات أشجار الزيتون في قرية الساوية، جنوب نابلس، حيث أوضح رئيس مجلس قروي الساوية مراد أبو راس، في تصريحات صحافية، أن الأهالي اكتشفوا، صباح اليوم، تقطيع عشرات أشجار الزيتون، بفعل المستوطنين في المناطق القريبة من مستوطنة "رحاليم" المقامة على أراضي نابلس.

من جانب آخر، شرع مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، بأعمال تجريف وتخريب في أراضي المزارعين في منطقتي خلة عليان وخلة حسان ببلدة بديا، غرب سلفيت، شمال الضفة، وخلعوا أشجار زيتون وتين وعنب، وأزالوا سلاسل حجرية، وهدموا غرفاً زراعية، كما ألحقوا أضراراً كبيرة بالمنطقة.

إلى ذلك، أصيب الشقيقان أشرف ومحمد مصطفى النجار، من مخيم العزة، شمال بيت لحم، جنوب الضفة، بكسور ورضوض، نتيجة اعتداء المستوطنين عليهما بالضرب، الليلة الماضية، ونقل أحدهما إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الجمعة، شاباً من منطقة هندازة، شرق بيت لحم.

كما اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، اليوم الجمعة، في منطقة باب الزاوية، وسط مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغازل المسيل للدموع، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وأغلق جنود الاحتلال المداخل المؤدية إلى شارع الشهداء في بلدة الخليل القديمة، ومنعوا المواطنين من الوصول إلى منازلهم، بينما ألقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه مخيم شعفاط، شمال القدس، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

المساهمون