عائلات تسكن وسط الدمار والخراب في الموصل القديمة

عائلات تسكن وسط الدمار والخراب في الموصل القديمة

18 سبتمبر 2021
+ الخط -

الموصل – إسماعيل عدنان

ما زالت المنطقة القديمة والتي تُعتَبر قلب الموصل تعاني من الدمار والخراب بشكل واضح وكبير، بالرغم من مرور أكثر من 4 سنوات على تحرير مدينة الموصل ثاني كبرى المدن العراقية.

وكان داعش قد بسط سيطرته على مدينة الموصل شمالي العراق في العاشر من حزيران من عام 2014، واستمرت سيطرته على المدينة قرابة السنوات الثلاث.

عمليات تحرير المدينة التي استغرقت 9 أشهر خلّفت كمية خراب ودمار تفوق التي كان يتوقعها سكان المدينة. تركز هذا الدمار في جانب المدينة الأيمن، وبالتحديد في المنطقة القديمة على الشريط الممتد على نهر دجلة في هذه المنطقة التي تُعتبَر قلب الموصل وتراثها القديم.

هذه المناطق التي تقع ما بين الجسر العتيق والجسر الخامس على طول نهر دجلة شهدت أقسى وأعنف المعارك بين تنظيم داعش والقوات العراقية، حيث كانت نهاية المعارك هنا كونها تحوي أزقة ضيقة تعمّد التنظيم البقاء فيها حتى آخر لحظاته حيث جعل الناس الأبرياء دروعاً بشرية له.

رغم هذين الدمار والخراب، إلا أن العديد من عوائل المنطقة القديمة أصرت على العودة لبيوتها تخلصاً من نفقات الإيجار. منذ منتصف 2018، عادت أول عائلة لتقوم بإعادة بناء منزلها المدمر بجهود ذاتية من أجل العودة إلى منطقة كانت تفتقر لأبسط مقومات العيش؛ أي الماء والكهرباء.

استمرت هذه العائلة بالعيش وحيدة في منطقة لا توجد فيها مياه ولا كهرباء، اعتمدت خلالها على منظمة الصليب الأحمر التي وفرت لها المياه لمدة سنة كاملة، معاناتها لم تقتصر على هذا وفقط بل كانت رائحة الجثث تملأ المكان، وكان الخراب والدمار شاخصين فيها حتى هذا اليوم.

رجب يونس أحد الشباب العائدين مع عائلته لمنطقة القليعات التي تقع على الشريط الممتد لنهر دجلة في المنطقة القديمة، تحدث وقال: "نحن بمنتصف 2018 عدنا لهذه المنطقة (القليعات بالجانب الأيمن) بعدما كنا نسكن لمدة سنة بالجانب الأيسر من المدينة وتعبنا هناك بسبب الإيجار، فقررنا أن نعود ونرمم بيتنا بجهود ذاتية. المنطقة كانت تعبانة. الدمار فيها كبير، وإلى الآن، المنطقة تعبانة وتحتاج إلى مساعدة كبيرة، رجعنا وعانينا من عدم وجود المياه والكهرباء لأن مصدر الكهرباء كان بعيداً جداً عن المنطقة التي كانت مدمرة بشكل كامل، وكان اعتمادنا بحدود سنة على منظمة الصليب الأحمر التي توفر لنا المياه في هذه المنطقة، معاناتنا لم تقتصر على كل ذلك.

المزيد في مجتمع