التقى أمس في الدوحة وفدان يمثلان الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، وذلك للمرة الأولى منذ حوالي 20 عاماً، مطلقين مفاوضات قد تفتح الباب أمام سلام تاريخي في أفغانستان بعد عقدين من الحرب، على الرغم من التباين في الرؤى بين الطرفين.
وصل المبعوث الأميركي الخاص للمصالحة الأفغانية زلمي خليل زادة، الأربعاء، إلى كابول، واجتمع فور وصوله بالرئيس الأفغاني أشرف غني والسياسين والمسؤولين الأفغان، لمناقشة مستجدات المصالحة، فيما أعلنت حركة "طالبان" الإفراج عن ثمانية من أسرى الحكومة.
أسباب وحسابات عدة تقف وراء اعتراض حركة "طالبان" على هيئة التفاوض التي شكلتها الحكومة أخيراً، ورفض الحوار معها، ليكشف ذلك عن فصل جديد من التعقيدات التي ترافق عملية السلام الأفغانية، ويثير تساؤلات حول مستقبل هذه العملية.
أكدت الحكومة الأفغانية أن حركة "طالبان" لا دخل لها بهيئتها التفاوضية، وأنها لن تتغير، وذلك بعدما أعلنت الحركة عدم التفاوض مع هيئة التفاوض التي أعلنتها الحكومة الأفغانية، بحجة أنها لم يأتِ اختيارها بطريقة تشمل جميع الأطياف والفصائل الأفغانية.
يبدو أن ظروفاً عدة اجتمعت ضد عبد الله عبد الله، منافس الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي يواصل بدوره إضعاف جبهة منافسه، مستغلاً في ذلك أيضاً مسألة التفاوض مع حركة "طالبان" التي وصل وفد منها أمس إلى العاصمة كابول.
يُتوقع أن يصل وفد من حركة "طالبان" إلى العاصمة الأفغانية كابول، اليوم الجمعة، من أجل التباحث بشأن قضية الأسرى مع الحكومة الأفغانية، وذلك بعد أن سمّت الحكومة الأفغانية هيئة مفاوضيها مع الحركة.
أعلنت الحكومة الأفغانية، اليوم الخميس، رسمياً عن هيئتها للتفاوض مع حركة "طالبان"، مشيرةً إلى أنها مكونة من 21 شخصاً برئاسة رئيس الاستخبارات السابق معصوم ستانكزاي.
قال مصدر رفيع في الحكومة الأفغانية، لـ"العربي الجديد"، إن رئيس الاستخبارات السابق محمد معصوم ستانكزاي سيترأس هيئة التفاوض مع حركة "طالبان" التي ستشكّلها الحكومة.
قبل ثلاثة أيام شنت القوات الأفغانية الخاصة عملية في منطقة غرشك بإقليم هلمند جنوب أفغانستان وقتلت خلالها مدنيين أحدهما امرأة، كما اعتقلت القوات أربعة رجال وامرأتين، ما أدى لخروج احتجاجات تندد بعدم احترام أعراف المنطقة.