من السذاجة الزعم بأنّ القوات المسلحة بوصفها مؤسسة يمكن أن تكون داعمة للديمقراطية أو التحوّل الديمقراطي، وذلك لأنّ الجيوش بطبيعتها مؤسسات غير ديمقراطية.
مع تعقد سير العمليات العسكرية، وتأخّر تحقيق انتصار حاسم لصالح الجيش السوداني، وسقوط عدة مدن في قبضة قوات "الدعم السريع"، بدأت حملة ضغط واسعة ترى أن قائد الجيش جزء من المشكلة، وأن رحيله عن السلطة هو بداية طريق تحقيق انتصار عسكري حاسم.
قالت قوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، إنها سيطرت بالكامل على قاعدة جبل الأولياء العسكرية، جنوب الخرطوم، بما يشمل الجسر الذي يربط المدينة بأم درمان، مشيرة إلى أنها "كبدت العدو خسائر فادحة"، في إشارة إلى الجيش السوداني.
على وقع حرب مدمرة في السودان، تمرّ الذكرى الثانية للانقلاب الذي نفذه قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان. هذا الانقلاب أطاح حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وتحالف الحرية والتغيير، ليترك وراءه تداعيات دموية.
تتجه أنظار السودانيين إلى مدينة بورتسودان في شرق البلاد، التي باتت بمثابة "عاصمة بديلة" عن الخرطوم، بعدما تحولت الأخيرة إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، جراء استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ ستة أشهر.