بين فبراير/ شباط 2011 وفبراير الحالي، 9 سنوات ليبية، تحقق فيها الحدث الأهم بالنسبة إلى الشعب، وهو إسقاط نظام العقيد معمّر القذافي، غير أن عملية بناء الدولة والانتقال الديمقراطي متعثرة، بفعل المعارك العسكرية والسياسية وفوضى السلاح والتدخلات الخارجية.
يعبّر خبراء ليبيون عن قلقهم على النسيج المجتمعي في الجنوب الليبي، مؤكدين أنّ ثمّة انقساماً وأزمات اجتماعية كبيرة على خلفيّة الصراعات القبلية التي أذكتها حروب اللواء المتقاعد خليفة حفتر هناك.
بعد نحو 4 أشهر من إعلانه الحرب على العاصمة الليبية طرابلس، بدا اللواء المتقاعد خليفة حفتر في وضعٍ صعب، ويعاني من تململ قياداته وصدامها، ما يُصعّب الحسم الذي كان يفكّر فيه في 4 إبريل الماضي.
بعد فشل حملة اللواء المتقاعد خليفة حفتر العسكرية على طرابلس، وتخطيطه لمعركة جديدة، يبدو أن الأخير عاد وأدار وجهه إلى مليشيات القبائل لاسيما الجنوبية منها، بهدف الحصول على الذخيرة البشرية، ما أثار قلق بعض القبائل رغم تحالفه معها.
تستعد حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، لتقديم مبادرة لحل الأزمة السياسية في ليبيا من خلال تعدد الأطراف الممثلة للشرائح والأطياف الليبية، طارحة أسساً جديدة للحوار، بحسب ما أكد مصدر ليبي مقرب من الحكومة لـ"العربي الجديد".
عاد الحديث عن إمكانية عودة الفوضى الأمنية إلى الواجهة مجدداً، رغم ادعاءات قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بسط سيطرتها على كامل الجنوب، ولا سيما بعد عودة الأوضاع المعيشية لحالات التردي، بالتزامن مع نشاط هجمات تنظيم "داعش".
لا تزال المناطق الواقعة جنوب العاصمة طرابلس تشهد اشتباكات متقطعة، بين قوات عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في حين أعلنت قوة حماية الجنوب التابعة لحكومة الوفاق سيطرتها على قاعدة تمنهنت الجوية جنوب البلاد.
عمل قائد قوات برلمان طبرق اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، خلال نحو 5 سنوات، على تطبيق استراتيجية القضم العسكري للمناطق ذات الثقل العسكري والاقتصادي، في مقدمة لاستخدام هذا الأمر كورقة سياسية لفرض شروطه خلال المفاوضات السياسية.
