تُجمع النخب التونسية اليوم، بمختلف مشاربها وتياراتها الأيديولوجية والسياسية ومرجعياتها الثقافية والعقائدية، على أنّ حكّام تونس الجدد يُمعنون في تكميم الأفواه وقمع حرّية التعبير وإسكات الأصوات الحرّة وتجفيف الأقلام الناقدة لسياسات الرئيس وحكومته.
لن يُطرح عددا "الصحافة اليوم" و"لابراس"، الناطقة بالفرنسية، التونسيتين الخميس، بسبب إضراب العاملين الذي يبدأ غداً الأربعاء في مؤسسة سنيب لابراس التي تصدرهما، وفقاً لما أعلنته إدارتاهما اليوم.
ازدادت المخاوف بداية هذا الأسبوع، من أنّ المكسب الأبرز ما بعد الثورة التونسية، أي هامش الحرية الكبير في الصحافة، بات في خطر، بسبب الخلافات السياسية والتجاذبات الكبرى بين الأطراف في البلاد.
يبدو أنّ التبعات المالية لتفشي فيروس كورونا المستجد في تونس ستؤثّر على المؤسسات الإعلامية العمومية (الرسمية)، التي تتلقى تمويلاً من قبل الحكومة التونسية، لا الخاصة فقط.
سقط رئيس الحكومة التونسية إلياس الفخفاخ، خلال خطاب، مساء اليوم الخميس، أمام البرلمان، ضحية لخبر كاذب في معرض حديثه عن المجهودات التي بذلتها الحكومة لمقاومة تفشي فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19".
قرر العاملون في مؤسسة "سنيب لابراس " الرسمية في تونس الإضراب عن العمل، اليوم الجمعة، مكتفين بالحضور إلى مكاتبهم، ما يعني احتجاب صحيفتي "الصحافة اليوم" الناطقة بالعربية، و"لابراس" La Presse الناطقة بالفرنسية، عن الصدور، غداً السبت.
يبدو أن أزمة الصحافة الورقية في تونس متواصلة رغم رفع أسعار الصحف، وآخرها ما تواجهه "الصحافة اليوم"، وسط شكوك حول افتعالها لضرب حرية الصحافة في البلاد التي شهدت طفرة كبرى بعد الثورة عام 2011
فقدت الساحة الإعلامية التونسية، مساء أمس الأربعاء، الصحافي جمال الكرماوي الذي يعدّ من أبرز كتاب الأعمدة في البلاد، عن 63 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.
رغم تأكيداته منذ الحملة الانتخابية التي خاضها في الدورين الأول والثاني أن احترام الإعلام من أولويات برنامجه، تحوم الشكوك حول مدى جدية الرئيس التونسي، قيس سعيّد، في التعاطي مع هذا الملف، خصوصاً أمام إصرار مناصريه على اتهام الإعلام بأبشع النعوت.