أدخل موقف المجلس الأعلى للدولة الليبي من إصدار مجلس النواب قوانين الانتخابات البرلمانية والرئاسية مسار الانتخابات إلى المزيد من الغموض والخلافات المبطنة، في الوقت الذي يعول فيه مراقبون على موقف البعثة الأممية لحسم اتجاه العملية السياسية.
لجأ رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات السياسية والحكومية لتجاوز أزمة لقاء وزيرة الخارجية في حكومته نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، وسط توقعات بنجاحه في التخفيف من تداعيات الأزمة.
في سابقة هي الأولى من نوعها، ذكرت قناة "13"، اليوم الأحد، أن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين التقى، الأسبوع الماضي، في العاصمة الإيطالية روما، بوزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش.
قدّم المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي إحاطة إلى أعضاء مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، تبدو مختلفة في خطابها ومواقفها عن إحاطاته السابقة، مكتفياً فيها بتوصيف مستجدات الواقع السياسي، دون أن يقدم مقترحات واضحة تدفع بالعملية السياسية نحو الانتخابات.
يطرح إعلان رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي اتفاقه مع عقيلة صالح وخليفة حفتر على الملكية الوطنية للعملية السياسية، وعدم التعاطي من اللجان السياسية غير الوطنية، تساؤلات عما إذا كان محاولة للالتفاف على جهود المبعوث الأممي عبد الله باتيلي.
ذكر البيان أن المنفي وصالح وحفتر اتفقوا على "التأكيد على الملكية الوطنية لأي عمل سياسي وحوار وطني وعدم المشاركة في أي لجان إلا بالإطار الوطني الداخلي دون غيره".
لن تغيّر مغادرة خالد المشري رئاسته مجلس الدولة في ليبيا الكثير، فستعود الخلافات بين مجلسي الدولة والنواب، سيما وأن الرئيس الجديد محمد تكالة أحد أبرز رافضي التسوبة مع مجلس النواب، والذين لهم موقف معارض للتعديل الدستوري الذي كان أهم مخرجات هذه التسوية
يطرح تولي محمد تكالة، رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خلفاً لخالد المشري، أسئلة حول مصير التفاهمات والتناغم الذي كان حاصلاً بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح والمشري، وما إذا كان مبالغاً فيه أصلاً أو بنتائجه المتوقعة.
خصصت جلسة اليوم، التي ترأسها رئيس المجلس عقيلة صالح، لمناقشة قانون انتخاب رئيس الدولة الذي أعدته لجنة 6+6، فتلا صالح بنود القانون، قبل أن يطلب صالح من النواب الاستعداد لمناقشتها خلال جلسة يوم غد الثلاثاء.
شدد تكالة على ضرورة "العمل على لمّ الشمل ووحدة الصف وترتيب البيت الداخلي لتجنيب البلاد شر الحروب والفتن"، داعياً "جميع مؤسسات الدولة للتواصل والعمل معاً على خلق بيئة صالحة للبناء وزرع الثقة بين الليبيين، على خلاف توجهاتهم السياسية".