كان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي واضحاً في توجيه رسائله إلى المشاركين في اجتماع قرطاج 3، يوم الجمعة الماضي، رامياً الكرة في ملعب الجميع، ومحمّلاً إياهم المسؤولية عن أي تدهور في الوضع العام، مع تسجيل تقارب مع النهضة.
في خطوة مفاجئة، دعا الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، اليوم الجمعة، إلى اجتماع عاجل بقصر قرطاج، لبحث مستجدّات الوضع العام بالبلاد، وأساساً الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة الراهنة.
تشهد تونس حالة من الأزمة السياسية بعد إعلان الرئيس، الباجي السبسي، انتهاء التوافق بين حزبه، نداء تونس، وحركة النهضة، الأمر الذي استدعى وضعا مستجدا في البلاد، تتابع تفاصيله. يضيء تقدير الموقف التالي للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات على المشهد.
رغم اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد بأعضاء حزب "نداء تونس" أخيراً، تستمرّ مساعي الأخير بالتشاور مع أحزاب أخرى من أجل تشكيل ائتلاف وطني "للإنقاذ"، سيكون موجهاً بشكل أساسي ضد حركة النهضة
تتمسك حركة النهضة التونسية بالإبقاء على يوسف الشاهد رئيسا للوزراء مدفوعةً بعدد من الأسباب، أبرزها غياب التوافق بين القوى السياسية على بديل له وخوفاً من أن تشهد البلاد فراغاً يطيح بالاستقرار الذي تريد المحافظة عليه.
قال رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، ليل الثلاثاء، إنه لن يتهرب من المسؤولية، وأنه سيقوم بالتعديلات الضرورية لتحسين أداء حكومته، مؤكدا أن الأزمة بدأت مع "نداء تونس"، وأن رئيسه، حافظ قايد السبسي، والمحيطين به، دمروا الحزب.
بانتظار موقف "النهضة" من إعلان "النداء" فكّ ارتباطه بها، تتوقّع مصادر أن يشهد "النداء" تغييرات مهمة في هيكلة القيادة وأسلوبها بالمرحلة المقبلة، وخصوصاً أنه يسعى لإعادة التموضع من جديد في الساحة السياسة واستعادة الشخصيات التي كانت غادرته إلى أحزاب
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
وليد التليلي
09 يناير 2018
توفيق المديني
كاتب وباحث تونسي، أصدر 21 كتاباً في السياسة والفكر والثقافة
تعرّضت حكومة يوسف الشاهد في تونس لانتقادات الخبراء، بسبب فشلها في التحكّم في التوازنات المالية الداخلية، باعتبار تفاقم عجز الميزانية إلى مستوى قياسي لم يبلغه إلا في عهد حكومة الوحدة الوطنية، والفشل في التحكّم في التوازنات المالية الخارجية.