يشير القصف الإسرائيلي الذي طاول مواقع عدة في ثلاث محافظات سورية، ليل الثلاثاء الأربعاء، إلى أن إسرائيل توسّع استراتيجيتها في إطار استهداف الوجود الإيراني في سورية، والمليشيات التابعة لطهران، من دون أي تحرّك روسي.
يأتي الاتصال الذي أجراه أخيراً ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد برئيس النظام السوري بشار الأسد، ليتوّج مرحلة التقارب الخفي بين الطرفين، ويتسق مع مسار الإمارات المعادي للربيع العربي، على الرغم من إيحائها عكس ذلك في ما خصّ سورية.
فيما كان القصف لا يزال مستمراً على إدلب أمس، أعلنت تركيا اتفاقها وروسيا على وقف لإطلاق النار في المنطقة يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل السبت-الأحد، فيما تثار شكوك كثيرة حول إمكان الالتزام فعلاً بهذه الهدنة، في ظل معوقات عديدة بطريقها.
واصلت الطائرات الروسية قصف مناطق في إدلب شمال غربي سورية، بالرغم من القمة التي جمعت، أمس الأربعاء، الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والتي دعت إلى التهدئة في المحافظة.
يتواصل القصف الجوي من جانب روسيا والنظام السوري على مناطق مختلفة في محافظة إدلب شمالي غربي سورية، موقعاً المزيد من الضحايا، فيما حذّر الدفاع المدني من كارثة إنسانية تهدّد حياة أكثر من 100 ألف شخص في منطقة معرة النعمان.
تدفع إيران قدماً نحو التصعيد الميداني في محافظة إدلب السورية، بغية الضغط على تركيا في مساري سوتشي وأستانة من جهة، والتمدد في الأراضي السورية من جهة أخرى. وترافق ذلك مع مجزرة لقوات النظام ضد مخيم للنازحين في إدلب.
بينما تواصل قوات النظام السوري والطيران الروسي قصف مدن محافظة إدلب وريفها، الذي تكثّف أخيراً، كانت "هيئة تحرير الشام" تسير على الخط ذاته بالضغط على المدنيين من أجل إخضاعهم لإرادتها، وقد تجلى ذلك تحديداً في بلدة كفرتخاريم التي تحاول اقتحامها.
يعمل النظام السوري على التصعيد في محافظة إدلب، في سياق استغلاله الانشغال بالعملية العسكرية التركية في شرق الفرات. وقد سقط العديد من المدنيين في الأيام الماضية بفعل القصف المكثف.
خرق الطيران الحربي الروسي، للمرة الثانية، اليوم الخميس، الهدنة المعلنة في الشمال السوري وشن غارات صاروخية على منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، بالتزامن مع قصف مدفعي للنظام السوري استهدف قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي.