توفي الرئيس السابق لزيمبابوي روبرت موغابي، الجمعة، ليطوي معه مساراً حمل طابعه الخاص في العقود الماضية، في رحلة سياسية بدأها بالمطالبة باستقلال البلاد عن بريطانيا، وصولاً لإطاحته من السلطة قبل نحو عامين.
تفشل النظرية التي تربط التحول الديمقراطي بنمو الطبقة الوسطى في إعطائنا تفسيراً مقنعاً بشأن سورية، والأكثر إقناعاً أن الحضارة والثقافة والاقتصاد كلها لن تنفعك، إذا كانت القيادة مسكونة بهاجس الطائفية ووجودها، وتدفع بلداً إلى التدمير من أجل البقاء.
تبدو زيمبابوي على مشارف أزمة سياسية جديدة، بعد اتهام المعارضة الحزبَ الحاكم بسرقة الانتخابات النيابية، والتمهيد لسرقة مماثلة في الانتخابات الرئاسية، ليكون التزوير عنوان مرحلة ما بعد روبرت موغابي.
يباشر الحزب الحاكم في زيمبابوي، غدًا الثلاثاء، آلية نيابية لإقالة روبرت موغابي، الرئيس منذ 37 عامًا، وذلك بعد انتهاء المهلة التي منحها الحزب لموغابي للتنحي وتفادي عزله.
كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أنّ زيارة قام بها قائد الجيش في زيمبابوي الجنرال كونستانتينو شيونغا إلى بكين، يوم الجمعة الماضي، أثارت شكوكاً مفادها أنّ الصين ربما أعطت الضوء الأخضر لفرض الجيش سيطرته على العاصمة هراري، هذا الأسبوع.
أعلن جيش زيمبابوي أنّه يواصل محادثاته مع الرئيس روبرت موغابي لخروجه من السلطة، تزامناً مع عودة نائبه السابق إيمرسون منانغاغوا إلى البلاد، والذي أدّت إقالته إلى التحرّك الأخير للجيش لقطع الطريق أمام غريس موغابي الساعية إلى خلافة زوجها.
ما بين صعود نجمها، متسلّحة بسلطة زوجها الذي حكم زيمبابوي منذ استقلالها في 1980، وليلة سقوطه أمس الأربعاء، طبعت اندفاعة "سيدة غوتشي" نحو السلطة، محطات عديدة، تتمحور أغلبها حول سمات سلبية، عايشها هذا البلد الفقير في جنوب القارة الأفريقية.
بات رجل زيمبابوي الوحيد الذي رافق عملية الانتقال من الاستعمار البريطاني إلى استقلال بلاده، روبرت موغابي، أسير "الإقامة الجبرية" أخيراً، التي فرضها الجيش عليه، في مؤشر على نهاية حقبة طويلة في تاريخ البلاد.