إلى يحيى حسن في غيابه

إلى يحيى حسن في غيابه

06 مايو 2020
(يحيى حسن يوم توقيع كتابه عام 2013، تصوير:أنيت إجسينغ)
+ الخط -

إليَّ أيّها السوادُ الخارجُ من خوف
أيّها القلبُ العالقُ في كأس
أيّها العامودُ فوقَ التلّة.


إليّ
أيّها الدخانُ القابعُ في رئة مدخّن
أيّها القلبُ المبحرُ في سفينة
أيّتها النوارسُ المعلّقةُ المشنوقةُ ظلماً وعدواناً.


إليّ
يا مطراً أسود في البرية.


إليّ
أيّها الربيع القادم
أيّها التعب المحبّب إلى قلبي.


إليّ يا جملةً فارغة.


إليّ
أيّها الصدأ المتراكمُ في زقاق
أيّها الظلّ بعد قهقهة
أيّتها الأسئلة الجبّارة.


إليّ يا طعنةً سريّة أسفلَ الظهر.


إليّ
أيّها السهلُ المرتفع
أيّها الزيتُ الراشحُ من قنديل
أيّتها المظلّةُ الشفّافة.


إليّ يا نقطةً آخر السّطر.


إليّ
أيّها العرقُ المتصبّبُ في الباص
أيّها الشارعُ المزدحم
أيّتها الوردةُ الصّاخبة.

إليّ يا دمعةَ أمّي بين الناس.


إليّ
أيّها الموغلُ في المنافي
أيّها الخارجُ بلا إياب
أيّتها الأبجديةُ حين تعتصرُ وتلِدْ.


إليّ يا وشماً ناعماً على زجاج.


إليّ
أيّها القدّيس النائم في آرهوس
أيّها العابرُ بخفّةِ ملاكٍ وحشي
أيّتها الشرفة الحاضنة تلكَ الصباحات.

إليّ يا رغبةً جامحة للعناق.


إليّ
أيّها البوحُ الغليظُ في ممرّ
أيّها الذاكرة المصطفّة حدّ الاختناق
أيّتها النسائمُ المتتالية.


إليّ
أيّها الشّرودُ في بهائه
أيّها الشّاعرُ المحترقُ بلا شفقة
أيّتها الإسفنجة المطليّة اللامعة.


إليّ يا موتاً سريعاً في غياب.


* شاعر من لبنان

المساهمون